الرئيسية » تقارير » ظهرت وهي تمرح في الصحراء.. بلومبيرغ: السعودية تستعين بمدونة أمريكية لتجميل صورتها في الغرب!

ظهرت وهي تمرح في الصحراء.. بلومبيرغ: السعودية تستعين بمدونة أمريكية لتجميل صورتها في الغرب!

“هل يمكن للصور على انستغرام تغيير صورة السعودية؟”.. هذا السؤال أجابت عليه فيفيان نيريم بموقع “بلومبيرغ” إن أنجي لال، الشقراء التي حرقتها الشمس وعادة ما تظهر بزي السباحة والمدونة المقيمة في لوس أنجليس ربما لم تكن الشخص المناسب للحديث عن مزايا الحياة في السعودية، إلا أنها قامت هذا الربيع بنشر صورها ومشاركة 80.000 شخص بها وهي تقوم باستكشاف الآثار القديمة في السعودية وهي تمرح في الصحراء هناك.

 

وبالنسبة للال فقد كانت فرصة زيارة السعودية نادرة، خاصة ان كلفة السفر كانت مدفوعة. وكانت منفعة إضافية شاركت فيها الكثيرين الذين يعرفون بـ “المؤثرين” (إنفلونسرز) ممن يتكسبون بسبب المعجبين الكثر لهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وكانت لال وغيرها بالنسبة للسعودية هدية جاءت في وقتها بعد الشجب الدولي الذي عانت منه بسبب جريمة مقتل جمال خاشقجي، العام الماضي.

 

وأشارت نيريم إلى ما كان يقوم به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتطوير البلاد وفتحها قبل مقتل خاشقجي. واليوم والمملكة تحاول التغلب على حملة الشجب الدولي فإن ولي العهد والمسؤولين باتوا يرحبون بمؤثرين “إنفلوسرز” مثل لال.

 

وتقول نيريم إن رحلتها رتبت عبر برنامج “غيتوي كي أس إي” أو “بوابة المملكة العربية السعودية” التي بدأت رحلات إلى المملكة قبل عامين وتدعمها شركات سعودية. ويستضيفها الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق والذي عمل ولفترة قصيرة كسفير للسعودية في الولايات المتحدة بعد هجمات إيلول (سبتمبر) 2001.

 

وقام الأمير محمد بتخفيف القيود الاجتماعية وشجع المناسبات الفنية بما فيها حفلة موسيقية للدي جي الفرنسي ديفيد غويتا وسباقا للسيارات حضره عدد من “المؤثرين”. وستنظم السعودية منازلة كبيرة في الملاكمة نهاية العام الحالي. وتخطط لمنح تأشيرات سياحة ولأول مرة نهاية الشهر الحالي. ولكن ولي العهد وإن خفف القيود الإجتماعية قام بقمع المعارضين وسجنهم وصعد الحرب في اليمن التي شوهت سمعة البلد التي كونتها بهدوء منذ هجمات 9/11 كحليف يمكن التنبؤ بحركاته.

 

وقال الأمير تركي لضيوف “بوابة المملكة العربية السعودية” “ما نعرضه لهؤلاء الشباب هي صورة أخرى لقصة السعودية التي يقرؤونها في الإعلام”. واعترف تركي بأن المملكة لديها الكثير لعمله من أجل “التأثير على مواقف الأخرين”.

 

ويقول بن فريمان، مدير مبادرة الشفافية للتأثير الدولي بمركز السياسات الدولية في واشنطن إن الجهود “تظهر أن السعوديين ينظرون أبعد من جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة للحصول على تأثير في الغرب” وأضاف إن الجهود الأولى التي حاولت من خلالها السعودية تقديم نفسها قد توقفت بسبب مقتل خاشقجي “ومن المنطق أن يبحثوا عن طرق للتاثير كهذه”.

 

ومنذ مقتل خاشقجي وتقطيعه في القنصلية السعودية باسطنبول فقد اصبحت شركات العلاقة العامة تحمل وصمة عار كما يقول فريمان. وقطع العديد من مدراء الشركات الاستثمارية العلاقات مع السعودية وألغوا زياراتهم بعد الجريمة، مع أن بعضهم عاد الآن. وتقول نيريم إن برنامجا مثل “بوابة السعودية” لم يكن في مدار التفكير قبل خمسة أعوام عندما كانت الشرطة الدينية تجوب الشوارع والأسواق وتطلب من النساء تغطية وجوههن.

 

وتحاول السعودية الآن ترطيب صورتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وبالتأكيد فما يقدمه برنامج “بوابة السعودية” هو أمر مدهش، إن أخذنا بعين الاعتبار القيود التي تفرضها السعودية على تصرفات مواطنيها. ففي بلد يعتقل فيه الرجل والمرأة لا علاقة شرعية بينهما. ومن بين المشاركين، واحدة شاركت في برنامج تلفزيوني أمريكي “ذا باتشلر” أحضرت صديقها وقضيا معا وقتا يراقبان النجوم في الليل. والتقطت لال صورة في الصحراء مع رجل غطي وجهه ولم يكن يرتدي قميصا.

 

وبدأ برنامج “بوابة السعودية” بعدما زارت المدونة المؤثرة الهولندية- الأسترالية نيليك فان زاندفورت غويسبل السعودية في رحلة عمل. ووجدت الفرصة لكي تطرح فكرة إظهار الجانب الآخر من السعودية واقترحتها على الأمير تركي الفيصل عندما قابلته في مناسبة عقدتها جامعة جورجتاون. وتم تنظيم أول وفد من طلاب جامعة هارفارد عام 2018.

 

وزار السعودية من خلال البرنامج أكثر من 200 شخص، حيث كان الزوار من الطلاب الجامعين والمدونين المؤثرين. وتمت تغطية كلفة الزيارة مع أنهم لم يحصلوا على أجور أخرى.

 

وتدعم البرنامج شركات مثل سعودي تيلكوم ومؤسسة الصناعات الأساسية السعودية والخطوط الجوية السعودية. وتقول غويسبل “هذا لا يعني أنني مؤيدة للسعودية أو لدي أجندة سياسية” و “لكن الطريقة التي نقدم فيها البلد هي لطيفة وعادلة” وهذا يتناسب مع رؤية المملكة التي تحاول تأهيل صورتها كقوة ناعمة منافسة لتركيا.

 

وفي الوقت الذي ضغط فيه المسؤولون على الفنانين السعوديين وأنفقوا الملايين على السياسيين وحفلات الموسيقى إلا أن المدونين المؤثرين يلعبون دورا مهما.

 

وهاجم بعض المعجبين الذين يتابعون لال واتهموها بالدعاية للسعودية فيما قرأ آخرون ما كتبته عن رحلتها وكيف دخلت القسم المخصص للرجال في مقهى ستاربكس، وما قاله سعوديون عن مقتل خاشقجي وإنهم ليسوا فخورين بما فعلته حكومتهم. ودافعت لال عن موقفها في مقابلة مع الموقع، حيث قالت إن ما كتبته يهم الكثيرين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.