الرئيسية » تقارير » “بي بي سي” تفضح جرائم الحرب لميليشيا حفتر في ليبيا

“بي بي سي” تفضح جرائم الحرب لميليشيا حفتر في ليبيا

بث برنامج ” نيوزنايت” الإخباري الشهير على قناة “بي بي سي 2″، وقناة “بي بي سي عربي” فيلما وثائقيا، أعدته الأخيرة عن قيام عناصر من قوات أمير الحرب الليبي الجنرال خليفة حفتر بجرائم حرب طالت مدنيين وتنفيذ عمليات إعدام لمقاتلين، كما تبين مقاطع فيديو وصور كثير جمعها فريق التحقيق على صفحات وسائط التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب.

ووثقت “بي بي سي” خليفة حفتر وهو يحث مقاتليه على “عدم الرأفة وأنه لا يريد أسرى”، وأكدت على أن حفتر يحظى بدعم الإمارات و السعودية ومصر.

وتظهر المقاطع، التي جمعتها “بي بي سي” انتهاك حرمة جثث القتلى من مقاتلين ومدنيين وتشويهها.

ويجرّم القانون الإنساني الدولي، الاساءة للجثث والتمثيل بها ونشر الصور على الانترنت، ويصنفها في قائمة “جرائم الحرب”.

في عام 2017، أظهر مقطع مصوَّر لقائد القوات الخاصة التابعة لمليشيا حفتر المسماة “الجيش الوطني الليبي”، محمود الورفلي، وهو يطلق النار على ثلاثة أسرى من المقاتلين. وقد شوهد هذا المقطع أكثر من عشرة آلاف مرة عبر موقع يوتيوب.

 

واستخدمت المحكمة الجنائية الدولية هذا الفيديو الذي كان موجوداً لمدة عامين على الموقع كدليل لإدانة الورفلي كمجرم حرب.

وعثر تحقيق بي بي سي أيضاً على أكثر من 20 مقطع فيديو وعدد من الصور، تظهر جميعها إهانة وتشويه الجنود لجثث مقاتلين، ويمكن أن تُصنف هذه الصور المنتشرة لأغراض الدعاية ضمن “جرائم الحرب”.

 

وقد تم تحديد هوية عشرات الجنود المشتبه بهم في ارتكاب هذه الأعمال. وكان معظمهم من عناصر ما يسمى بلواء الصاعقة، النخبة الخاصة لدى مليشيا الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه الجنرال خليفة حفتر، الذي يحاول السيطرة على البلاد برمتها.

ومن أبرز مقاتلي حفتر الذين تم التعرف عليهم، شريف المرغني، المتحدث باسم لواء الصاعقة. الذي قام بتحميل ومشاركة الصور التي التقطها لنفسه مع جثة مقاتل إسلامي تم تشويهها وتعليقها بأحد الحواجز في معسكر للجيش.

وبحسب “بي بي سي” أظهرت نتائج فحص الطب الشرعي أن الجثة تعود لجلال مخزوم، وهو قائد بمجلس شورى ثوار بنغازي.

و أظهر فيديو إخراج جثة مخزوم من القبر، وعرضها في شوارع بنغازي بعد وضعها على ظهر عربة، ثم عُلقت في أحد معسكرات لواء الصاعقة.

وأثناء تحقيقات بي بي سي، تم التعرف على عنصر آخر من ميلشيا حفتر، وهو زكريا فركاش الذي شوهد مصوراً نفسه بجانب جثة تم استخراجها من القبر.

وشوهدت في صفحته في فيسبوك، صور جثة قائد آخر من “مجلس شورى ثوار بنغازي”.

ويقول جوليان نيكولز، المدعي العام الأول في المحكمة الجنائية الدولية: “إن إهانة الجثث وتدنيسها جريمة كبيرة، وتحريم الإساءة لجثث جنود الطرف المعادي يعود إلى مئات السنين”.

وأضاف: “قد يكون القيام بتصوير هذه الأفعال أو نشرها أو بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، محاولة لتحريض الآخرين على هذا النوع من الممارسات، وهذه جريمة أخرى”.

وعثر فريق ” بي بسي سي” أيضاً على مقاطع فيديو تُظهر جثث المدنيين أثناء تدنيسها وإهانتها، وصُورت تلك المقاطع في حي قنفودة في بنغازي الذي كان تحت الحصار من قبل الجيش الوطني الليبي بين عامي 2016-2017.

وقُتل خلال ذلك الحصار أكثر من 300 شخص، بينهم عشرات الأطفال.

وعثر على شريط فيديو لجنود تابعين لحفتر يدوسون على مجموعة من الجثث تعود لقتلى من المدنيين، ومن بينها جثة امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً، تُدعى علياء حمزة.

وقُتل خمسة من أفراد أسرتها في حي قنفودة خلال العامين الماضيين.

عثر على شريط فيديو لجنود تابعين لحفتر يدوسون على مجموعة من الجثث تعود لقتلى من المدنيين، ومن بينها جثة امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً قُتل خمسة من أفراد أسرتها في حي قنفودة خلال العامين الماضيين.

وتحدث علي حمزة ابنها المقيم في كندا لـ”بي بي سي”، كيف اكتشف صورهم على مواقع التواصل، و أكد تقديم أدلة عن قتلة أسرته إلى العدالة قائلا: “لقد أرسلت روابط للمحامين لإرسالها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد خليفة حفتر وقادته العسكريين فيما يتعلق بمذابح ضد المدنيين”.

وقال خالد صالح، من منظمة حقوق الإنسان الليبية: “كانت هناك حوالي 130 أسرة، بينهم ما يقارب 400 طفل، في قنفودة، وتم حرمانهم من جميع وسائل الحياة”.

وأضاف: “بالنظر إلى الصور التي حصل عليها فريق التحقيق، نرى أن مقاتلي الجيش الوطني الليبي يشعرون بالفخر بما يقومون به”.

وزعمت ميليشيا حفتر “إنها أجلت العائلات”، رغم أن المنظمات الخيرية لم تتمكن من التحقق من صحة ذلك.

وقد دقق محامي حقوق الإنسان المختص بجرائم الحرب، رودني ديكسون في جميع الأدلة التي حصلت عليها بي بي سي وقال: “إذا كانت تلك المجموعات تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لنشر فظاعاتها، فينبغي لتلك المنصات أن تنظر بجدية في دورها، لأنها قد تساعد في ارتكاب مزيد من الجرائم”.

وبعد تقديم نتائج بحثنا لإدارة فيسبوك، قامت بإزالة جميع مقاطع الفيديو التي تعرض جريمة حرب مشتبها بها. ولكن لم يُعلَق أي من حسابات فيسبوك المرتبطة بمقاطع الفيديو هذه.

وصرحت إرين سالتمان، مديرة سياسة فيسبوك لمكافحة الإرهاب في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، لبي بي سي: “تتضارب الروايات في أحيان كثيرة حول ما إذا كان الضحية إرهابياً أم لا، أو ما إذا كان مدنياً من يرتكب مثل هذه الأفعال، لا يمكننا الحكم بشكل دقيق على ذلك”.

ولا تزال صور إهانة جثة مقاتل إسلامي موجودة في صفحاتهم إلى الآن. ولم يستجب أي من جنود الجيش الوطني الليبي لسؤالنا وطلبنا لهم بالتعليق.

وبحسب “بي بي سي” حذف يوتيوب مقطعاً واحداً فقط من مقاطع الفيديوهات الثمانية، التي ترقى لجرائم حرب. وما زال مقطع إهانة جثة القائد جلال مخزوم موجوداً في موقع يوتيوب.

وقالت إدارة يوتيوب، إن لديها “سياسات واضحة حول حظر الصور أو المحتويات العنيفة” وإنها ستحذف مقاطع الفيديو التي تم الإبلاغ عنها لأنها تنتهك سياسة يوتيوب.

وأضافت: “هناك استثناءات للمواد ذات القيمة الوثائقية أو الإخبارية”.

وكان فائز السراج  رئيس  الحكومة الليبية المعترفة بها دوليا في طرابلس، طالب  المحكمة «الجنائية الدولية» بالتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات التي توقوم بها قوات حفتر في هجومها على العاصمة الليبية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.