الرئيسية » تحرر الكلام » في الملهى..

في الملهى..

شاعرنا اليوم قرر أن يذهب إلى أحد الملاهي الليلية

دخان

دخان

يفوحُ في كل مكان

سيجارة / مارلبورو/ هنا

سيجارة وطنية هناك

سيجار كوبيّ من النوعِ الثمين

و سيجار ما بين بين

دخانٌ يعمي البصرَ ويوجعُ العينين

رائحة الشبق تملأُ المكان

أفراح و أحزان

والخمر تدفع القوم أجمعهم

إلى الهذيان

_ وتطل الراقصة من خلف الكواليس_

وتبدأُ الآلات الموسيقية

تغّردُ ألحاناً شجية

ألحاناً تشابه ألحان أناشيدنا الوطنية

هزّي

هزّي

كما ترغبين أو كما يرغب الإيقاع

فأمام خصرك الميمون

تتساوى الشعوب

وتسقطُ أوصافنا القبلية

لا فرق بين وزيرٍ و وزير

بين مواطن أو ابن عرس

بين ضابطٍ أو صف ضابط

أمام خصرك

الكل ينزعُ الرتب العسكرية

هزّي

لعمري إن خصرك هو من يفرّقنا

ويلملمنا ويشتتنا

ويوحدنا في عروبتنا

خصرك وبكل فخرٍ هو لبّ القضية

وما أدراك ما لبّ القضية !!!

وتزداد الحمية

لتهطلَ الأموالُ من كل حدب

على السيدة المخملية

الكل يحييها

الكل يناديها

أليست الأجمل بكل ما فيها ؟؟!!

هذا يمدّ يده ليلمسها

وذاك يدنو كثيراً من نهديها

و آخر صار بين ساقيها

هذا من الخلف

و ذاك من حيث لا ندري

الله أعلمُ بما يخفون من نية

_ سيقال عن قصيدتي سياسية , وبصفتي شبه شاعر فأنا أقول بأنها ليست سياسية _

/ أحد السكارى الجالسين إلى جانب المنصة

يأخذه الشوق

ويحاول الاعتداء على الراقصة , و يبدأ العنف في الملهى /

الكراسي تطير

أقداحٌ تطير

زجاجاتٌ تطير

نساء كالعصافيرِ تطير

ومراسل من إحدى القنوات الفضائية:

نعم يا سادتي ، إن الأمر خطير

أحدهم يحاولُ اغتصاب القضية

ويبدأ التحليل والتفسير

البعض قال بأن الذنبَ ذنبُ الخمر

لأنه أخذ بقدراته العقلية

والبعض قال بأنه مختل

والأمر حدث بطريقةٍ لاشعورية

والبعض قال بأن المشكلةَ في الطاولةِ الأمامية

لأنها تجعلنا نرى أكثر مما ينبغي

كالقنوات الفضائية

وآخر قال بأن الخطأ حدث حين حاول  نهدها

الخروج من بزتها الحريرية!!!

تقارير

تبارير

واجتماعات ونقاشات

مفاوضات علنية

وبعضها سرّية

في جنيف

أوسلوا

كامب ديفيد

للبت في هذه القضية

_ أما الراقصة فقد هرعت من الباب الخلفي للملهى

ليتلقفها شاعرنا

الذي أصيب بزجاجةٍ طائشةٍ في رأسه _

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.