الرئيسية » تحرر الكلام » ستبقى الثورة التونسية عظيمة رغم أنف رموز النظام البائد

ستبقى الثورة التونسية عظيمة رغم أنف رموز النظام البائد

في وقت كان فيه الغالبية ينتظرون إعلان الرئيس زين العابدين بن علي ترشّحه لانتخابات 2014 استجابة للكمّ الهائل من المناشدات التي وجّهها له رموز الإعلام والفن والثقافة وعدد من رجال الأعمال، أحرق محمّد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد عربته التي كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه.

في بداية الأمر، كانت النار التي أشعلها محمد البوعزيزي في جسده مجرّد شرارة حفّزت أبناء مدينة سيدي بوزيد لمساندته والدعوة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والتشغيل والعيش الكريم، لكن النظام وزبانيته كان لهم أمر آخر، حين قرّروا قمع الاحتجاجات التي اندلعت في ولايتي سيدي بوزيد والقصرين.

قمعُ زبانية ابن علي الاحتجاجات السلمية، كان حافزا ليخرج التونسيون في مظاهرات عارمة نصرة لأهالي سيدي بوزيد والقصرين الذين استشهد منهم وجرح العشرات نتيجة مطالبهم المشروعة، لتنطلق على إثر ذلك دعوات لإسقاط النظام الذي حكم البلاد طيلة أكثر من 23 سنة بالحديد والنار.

في تلك الفترة، لم تكن هناك أحزاب تقود المظاهرات ولا منظمات مجتمع مدني تؤطّر الاحتجاجات، وهو ما كان له الأثر البالغ في عدم خروج المظاهرات عن أهدافها المرسومة المتمثّلة أساسا في إسقاط النظام الذي قتل وجرح المئات من أبناء شعبه.

لن نسرد كثيرا “كرونولوجيا” الثورة التونسية فالمجال غير المجال، لكن بعد سنوات قليلة من انطلاق الشرارة الأولى، خرج علينا جلّادو الأمس من جحورهم، وبدؤوا في الحنين إلى الزمن الماضي، فوصل منهم من وصل إلى السلطة، وبقي آخرون يسمّمون الأجواء ويستقوون بالأجانب على أبناء بلدهم، فتراهم ينتظرون الفتات الذي تلقيه لهم السفارات من أجل الطعن في الثورة التونسية العظيمة.

نعم، إنها ثورة عظيمة، خلّصت العالم من أحد أشدّ الدكتاتوريين في العالم بأسره، وخرجت بالشعب التونسي من ظلمات الحزب الواحد والرجل الواحد إلى نور التعدّد والاختلاف، وكشفت المستور، فمن كان طامحا للكرسي فقد وصل له، ومن كان همّه التونسي فقد انحاز إليه وناصره بدون حسابات ضيّقة، إيديولوجيّة كانت أو سياسية.

ستبقى الثورة التونسية أيقونة وشعلة رغم أنّ كثيرا من أهدافها لم تتحقّق بعد، فهي التي أذلّت من كان عزيزا بظلمه، وكرّمت من كان ذليلا بتغريده خارج سرب النظام، وستبقى الحناجر تصيح عاليا “لا خوف ولا ظلم بعد اليوم” مهما حاولت “البايدة” ورموز النظام البائد تشويهها والادعاء عليها بالباطل.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.