الرئيسية » تحرر الكلام » لم يكن قصدي

لم يكن قصدي

لم يكن قصدي يوماً أن ارمي حجارة السؤ من خلف سور حدائقكم ولا خطر ببالي يوما ان انظر بسهام الحسد لسبائك الذهب المكنوزة داخل خزائنكم.

  لست أدري كيف افتح اعماق مدارك الأجيال لحقيقة انتم متعامون عنها بينما تدبون كالحمام هدلا في عالم ليس له من الواقع إلا ما حبكته مخيلة سهواتكم على مغزل الجهل و خيال اللامبالاة مما انتم بأيادي الوهن صانعون بأحداق ملؤها الحسد و إرادة يعتريها الغدر و يتملكها الغرور.

هل أحل الله لكم بركات زخرف الملك و حرم نعيم خيره علينا؟

بالله عليكم لو أن اختا لكم أو أخا أو حتى لقيط تبنته روح رحمة ابوكم من شارع كان يعج بالساقطات و الزانيات و بنات الهوى,اوقعته لوعة الايام في عسرة حبال مكائد الحياة و حاجة المادة لدينار قرضة أو مأوى,احق بينكم أن تنبذوه او تحتقروه من أجل درهم من مال هو حق له.

لو أن أخا لكم بالدين,و انا أشك أن لكم مثل هذا,اخا من لحمكم و دمكم اقعدته مرار الاقدار أسير سرير عشش خبيث داء بين الحفته وكانت أيامه معدودة ولا نجاة له من  باب المنية إلا كلفة درهم العلاج,و طلب يمتم الاسى من دون شكوى من مال الله ما تشتهي اعين المحبة من زوي القربى لكي يتعافى,هل في افئدتكم النخوة و المرؤة و الحنان ألا تعقوه,ببسط يد العون من داخل جيوبكم إسعافا لطارئ الم به عله يتعافى روحا و يسلم بدنا,دون تتبع او تحقيق بجدية مقاصده و خفايا نواياه! و إن صارحكم بعاقبة حال طالعه فضحتم ستر حاله و انغصتم عليه سعادته,و وشوشة انزلتم عليه بمجالس النميمة لعنات الاعنين

وانتم أدرى بطيبه نفسا معكم ولو طالب بماله الذي اؤتمنتم عليه من الله و منه!

لو أن أخا شح نظره و اضطربت نبضات خوافق قلبه و تملك الإملاق خطاه حتى خارت عزيمتة و قواه,و آلى إلى حالة صحية تتطلب شيئا من المادة تخرجه من خيبة حاله,عله يرحل الى تراب عزل الوجود بشيء من العزة و الكرامة دون أن يسقط مترنحا في مستنقع الفقر تجرفه زلة خطى الفاقة الى اليأس و سؤ عاقبة دهماء المصير.

ما دهاكم أمن العار؟أن يقف الإنسان بباب الحياة مستقيما كريم النفس محبا للعدل شائعا الإحسان,دون ان يقع ضحية الطمع و ينفق فريسة بين نيوب الجشع,حيث المماطلة و التخاذل وذلات نزوات الضمير,تصدمه بدع الخدائع بعيدا عما اعتاده ايام عنفوان شبابه و هو وسط سبل جلاء النفس و صفوة الوجدان.

هل جريمة سؤ حاله أن يأتمنكم اخ الدم على ماله؟دون ان ان تكون نواياكم لسكب جام مجلبة من السخرية و الاستهتار و التعامي عما هو حق مكتسب لإغلاق باب شرعي بوجهه وهو كامل بقوانين شريعة الانسانية وحقوق وصايا أديان السماء. 

عشرون عاما و نيف و دوامة الأيام تلف و تدور,و انتم تتبجحون بصلة الأرحام !فأين هي صلة الرحم وقد أكلتم الثور بأكمله شحما لحما و عظاما و طار  العمر بعد ان اختفى دسم المرق مع طعم حمرة الدم.

اما كنتم تبثون السم صرفا مع الدسم و نحن في حالة استرخاء تحت ظلال شجر ة ما تسمونه صلة الأرحام.

ايعقل أن تتعاموا عما تحتاجه الاخوة و محبة الخير,لمنفعة شخصية,و تتناسوا أن الرجال قوامون على النساء و ليسوا قوادين لهم او عليهم. ولا اظن ان هناك فرقا بين أكل مال الحرام و القواد في شرع الله!

اليس من الجهل أن يظن المرء انه كاسب الثراء من فتات مال الحرام,ثم يسأل كيف ولما عباد الدنيا تغنى بينما هم في الفشل و الركود وبلل الخطايا يتقلبون بمستنقعات اسن الفاقة.

اليس من الجهل السقوط بطرف من الكفر أن يصلي السارق على مال سرقه عنوة من اخ أو اخت,ثم بكل ورع يقف بين أيدي الرحمان متمتما البسملة على هذا المال عندما يسخره في مصلحة أو لزرع أرض,او حتى أن  يصرفه لمال خمس و زكاة؟ اعوذ بالله من هكذا ملة!

ما دهاكم وما حل بكم ؟و الكتاب بقوله( و للذكر مثل حظ الانثيين.) أم أنكم لم تقراؤا سورة النساء وعظمة آياته البينات.

لم يقل بعد عام أو بعد عقد أو ربع قرن,و لا إلا ولا ولا,او بعد الوفاة ترث الأولاد و تتخاصم الاحفاد.

نعم انتم لحبكم للمادة قطعتم صلة الأرحام و مهدتم سبل البغضاء و الخصام لتعيشوا في رطوبة الملك و حر شمس الجنوب في حي لا يعرف إلا الشؤم و عين الحسد و وارب  لسان النميمة و الضياع.

تباً لكم انا أن كنت قد نعتكم بالخوارج لإن فعالكم طبقا من رغائب فعالهم و نزواتكم هي من اماني نزواتهم,مع أن قلوب الخوارج أقل سوادا و أرحم جفاءا من قسوة اسى قلوبكم.

الغربة عقودها طويلة,لياليها بسواد دياجي دهور الشتات,فيا حزني ما لي لا ارى منكم بصيص نور يسطع ولا حتى بشيء من فتات بقايا الأمل,إن قسوة الغربة جلمد هي الين في حرها من مرير جفاء قلوبكم.

انا اعرف ان صريح كلماتي لن تكن صافرة صارخة من خلف وقر اذانكم لأنكم عماة الابصار غشاة الأجفان جياع نهم لا تفقهون.

اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

لكن مع كل مشاعر الحزن و الأسف  لقد امعنتم بمدايا شفار الشر بالأجيال إلى ان تقطعت بكم خيوط حبال الأخوة و هوت بكم ثقل خطاياكم في واد من اهوية النفاق هو أعمق من حفر الكفر و جباب الإلحاد.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.