الرئيسية » تحرر الكلام » صبّي سيدتي

صبّي سيدتي

صبّي سيدتي

طعم الخمر مقيتٌ جداً

لكن حيث يصير العقل وباءً

تصير اللذّةُ أن نسكر …

لم يبق فيهم ما يردعني ..

اللون الأسود …

كل مساء في قريتنا ..

يفجعني …

جرّدوا كل المدن من الألوان

سرقوا الفرح …

سرقوا الأمل …

أمم تغتال الإنسان …

لم أشرب خمراً من قبل …

لم أدخل ( باراً )من قبل ..

هل كل المخبولين هنا …

شعراء مثلي؟

هل كل المسطولين هنا …

منبوذون كعقلي؟

أغلقت على بابي الأبواب …

من أدمن عشق الشمس سميضي

صعب أن يحيا ..

مثل الجرذِ في سرداب …

وطني

يا علبةَ تبغٍ وعود ثقاب ..

ووجه امرأة أحمله في محفظتي

وبقايا كتاب …

يا قصة حُب أحرقها في ليلة فحش …

جهل الأعراب ..

يا آخر ما بقي في ذاكرتي من نيسان

هل كان ضروريا …

أن نحيا مثل كلاب في الصحراء …

بلا أوطان ؟! …

صبّي سيدتي …

وضعي الثلج …

لون الخمر كلون الدم

لكنه طعم يذكر …

ماذا بقي ولم يتغيّر ..

كلاب الشارع صارت مخفر …

لصُّ الحيّ أصبح عسكر ..

وشيخ المسجد يخطبُ فينا ..

وكلنا نعلم انه نجس …

فحضرتهُ ذيل السلطان …

– هل يوجد في هذي الحانة أي ذيولٍ للسلطان؟ –

صبّي سيدتي …

لماذا تبدل طعم الخمر ؟

هل هذا من نوع آخر ؟!

طعم الأشياء مزوّر …

بعضه مرّ …

وبعضه أكثر …

ما الفرق بالله عليك ..

بين امرأة …

ينكحها زوج …

و امرأة ينكحها جيش …

اذا ما صار الحب مزادا ..

يربحه من يدفع أكثر …

صبّي سيدتي

لأطفئ عقلي هذا اليوم …

هذي الخمر مثل بلادي ….

تدفعني لأشب كنار …

ومن ثم أرجع للنوم …

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.