طعم الخمر مقيتٌ جداً
لكن حيث يصير العقل وباءً
تصير اللذّةُ أن نسكر …
لم يبق فيهم ما يردعني ..
اللون الأسود …
كل مساء في قريتنا ..
يفجعني …
جرّدوا كل المدن من الألوان
سرقوا الفرح …
سرقوا الأمل …
أمم تغتال الإنسان …
لم أشرب خمراً من قبل …
لم أدخل ( باراً )من قبل ..
هل كل المخبولين هنا …
شعراء مثلي؟
هل كل المسطولين هنا …
منبوذون كعقلي؟
أغلقت على بابي الأبواب …
من أدمن عشق الشمس سميضي
صعب أن يحيا ..
مثل الجرذِ في سرداب …
وطني
يا علبةَ تبغٍ وعود ثقاب ..
ووجه امرأة أحمله في محفظتي
وبقايا كتاب …
يا قصة حُب أحرقها في ليلة فحش …
جهل الأعراب ..
يا آخر ما بقي في ذاكرتي من نيسان
هل كان ضروريا …
أن نحيا مثل كلاب في الصحراء …
بلا أوطان ؟! …
صبّي سيدتي …
وضعي الثلج …
لون الخمر كلون الدم
لكنه طعم يذكر …
ماذا بقي ولم يتغيّر ..
كلاب الشارع صارت مخفر …
لصُّ الحيّ أصبح عسكر ..
وشيخ المسجد يخطبُ فينا ..
وكلنا نعلم انه نجس …
فحضرتهُ ذيل السلطان …
– هل يوجد في هذي الحانة أي ذيولٍ للسلطان؟ –
صبّي سيدتي …
لماذا تبدل طعم الخمر ؟
هل هذا من نوع آخر ؟!
طعم الأشياء مزوّر …
بعضه مرّ …
وبعضه أكثر …
ما الفرق بالله عليك ..
بين امرأة …
ينكحها زوج …
و امرأة ينكحها جيش …
اذا ما صار الحب مزادا ..
يربحه من يدفع أكثر …
صبّي سيدتي
لأطفئ عقلي هذا اليوم …
هذي الخمر مثل بلادي ….
تدفعني لأشب كنار …
ومن ثم أرجع للنوم …