الرئيسية » الهدهد » “نيويورك تايمز”: قتال إسرائيل لم يعد على أجندة الحزب.. حزب الله تحول إلى “بلاك ووتر” إيراني

“نيويورك تايمز”: قتال إسرائيل لم يعد على أجندة الحزب.. حزب الله تحول إلى “بلاك ووتر” إيراني

على مدى ثلاثة عقود ماضية، ركّز “حزب الله” اللبناني على قتال إسرائيل في جنوب لبنان، لكن هذا الحال اختلف مع تغيّر الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ لم يعد للحزب علاقة بالصراع مع “تل أبيب”.

 

جاء ذلك في تقرير موسّع لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، رصدت فيه تغيّر مواقف الحزب، وتحوّله من مقاتلة إسرائيل إلى وكيل لمشاريع طهران في الشرق الأوسط، حتى صار يوصف بأنه “بلاك ووتر إيران”.

 

فالحزب خلال السنوات الأخيرة وسّع نطاق عملياته، وأرسل “جحافل” مقاتليه إلى سوريا والعراق، ودعم المتمرّدين الحوثيين في اليمن، كما ساعد كتيبة مسلحة في أفغانستان.

 

وتقول الصحيفة: إن “الحزب تحوّل من أداة عسكرية إلى واحد من أهم أدوات إيران في التفوّق الإقليمي، كما أنه أسهم في تجنيد وتدريب وتسليح مجموعة من الجماعات المسلّحة الجديدة التي تتبع طهران”.

 

وأضافت أن “إيران وحزب الله يكمل بعضهما الآخر؛ فكلاهما قوة شيعية في جزء من عالم ذي أغلبية سنية، وبالنسبة إلى إيران فهي دولة فارسية في منطقة عربية، أما حزب الله فهو قوة تابعة لإيران لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب”.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن “المليشيات (حزب الله) أدّت دوراً كبيراً في دعم نظام بشار الأسد في سوريا، كما أن إيران تعتبر حليفاً مهماً في العراق، الذي يقاتل ضد تنظيم الدولة، وهو ما عزز المصالح الإيرانية هناك”.

 

وتشير إلى علاقة الحزب باليمن فتقول: إن “الحوثيين الموالين لإيران قد استولوا على العاصمة صنعاء، وجرّوا قوى عربية في المنطقة إلى مستنقع الحرب الدائرة في اليمن”.

 

ونقلت الصحيفة عن شخص يدعى حمزة محمد، وهو عراقي تلقّى تدريباً من “حزب الله” وقاتل في حلب، قوله: إن “الخطوط الأمامية في القتال تشهد وجود جنسيات متعددة؛ فلدينا أفغان، وباكستانيون، وعراقيون، وإيرانيون أيضاً”.

 

وأشارت إلى أن الحروب الأخيرة في سوريا والعراق أسهمت في توسيع شبكة إيران و”حزب الله”، كما أن العديد من المليشيات الشيعية العراقية درّبتها عناصر حزب الله من أجل القتال في سوريا إلى جانب نظام الأسد.

 

وأضافت “نيويورك تايمز” أن التحالف بين حزب الله وإيران أيديولوجي عميق، “فمعظمهم يدينون بالولاء للولي الفقيه (المرشد الأعلى، والذي يعدّ أعلى سلطة سياسية ودينية في إيران)، كما أنهم يجتمعون على نفس الأهداف في محاربة مصالح أمريكا وإسرائيل، وقتال الفصائل السنية”.

 

وتساءلت الصحيفة؛ “ما الذي سيفعله عشرات آلاف المقاتلين من ذوي الخبرة بعد انتهاء الحرب في سوريا والعراق؟”، مستطردةً: “قادة حزب الله يزعمون أن هؤلاء سيكونون على استعداد لأي حرب مستقبلية ضد إسرائيل”.

 

ويقول فيليب سميث، الباحث في جامعة “ميريلاند”، للصحيفة ذاتها، إن أكثر من 10 آلاف مقاتل عراقي شاركوا بالحرب في سوريا؛ وتحديداً في معركة حلب، العام الماضي، إضافة إلى أن آلاف المقاتلين تدفّقوا من دول أخرى (لم يذكرها).

 

وأضاف سميث أن “قادة مليشيات عراقية قاتلوا في سوريا على اعتبار أنهم ذهبوا إلى هناك للدفاع عن المقدسات الشيعية ومحاربة الإرهابيين، وأنهم دخلوها بناءً على طلب رسمي من نظام الأسد”.

 

وتجدد الصحيفة القول: إن “حزب الله تحوّل إلى راعٍ لأعمال إيران؛ من خلال شبكة كبيرة من المقاتلين المتمرّسين، وعلاقات واسعة من التعاقدات والمشاريع المالية التي تعينه في المواجهات، أما الصراع مع إسرائيل فيبدو أنه لم يعد موجوداً على أجندة الحزب”.

 

وتأسس حزب الله اللبناني بتوجيه من إيران، في ثمانينيات القرن الماضي، كقوة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأصبح النموذج الأول في دعم إيران للمليشيات في المنطقة، ثم تطوّر ليتحوّل إلى ذراع فعلية لـ “فيلق القدس” الإيراني التابع للحرس الثوري.

 

المصدر: ترجمة وتحرير الخليج اونلاين

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.