الرئيسية » تحرر الكلام » اين انت يا ابن القضية؟

اين انت يا ابن القضية؟

ليقف الشرفاء في جهة نصرة الحق و الاشقياء على شفا ضفة فناء هاوية.

مع اختلاط الأمور، الكثير منا لم يعد يستوعب لا امور الدنيا ولا فهم المعارك و الحروب أو حقائق الاشياء و العقد الأجتماعية.

حقيقة هي ان الانسان في عصرنا اصبح منفتحا على خبايا السياسة و خفايا زوايا غرف مضاجع صروح الملوك. ودسائس شيوخ و امراء قحطانية.

إذا ما تعمقنا في بحر مصابنا لوجدنا مصائبا تسير بنا حيث ألسنة السفهاء تزرع حدائق الفتن من حروفنا الأبجدية و تبني من سراب آمالنا ناطحات سحاب و صواريخ بالستية.

بثقاب عود التمرد احرقنا بيروت و طمسنا عروبتها برماد التلاعب و الاستيطان حتى تمنينا زوالها بآفات كيد ومكر و رمينا شامنا لرميم التبعية واحقاد الطائفية و فرسنة اجيال عبدة نار و طقوس مجوسية.

للجحيم تركنا عراق المجد وشواطئ دجلاه لسفائن صفراء الاشرعة صواريها فارسية،تخلينا عن عروبتنا الغالية لفك الحصارات عن هزائمنا و الهزائم تفرقنا و تمزقنا بين دين حق و خرب مذاهب دنية.

تركنا جنة الشرق بليلة محلوكة العتمة و في أفواهنا عظمة هشة عليها قليل من اللحم الجاف من نعومة جسد عروسة الشرق يا حسنها بيروت اللبنانية.

ركبنا نطوف فلك الخلاص وخلفنا خنجر الأذى مغروز في خاصرة مستقبل الأجيال سلاح موت مجبول بسوسة شياطين جبهوية و ابالسة تنسال متلاشية،كانت وجهتنا  نهاية مطاف الانفلات لتونس الخضراء الجنية و حكومتها الغبية.

في ذلك اليوم الأليم، شرفاء القوم لم تركب سفينة رحلة عرفات السندبادية العسراء نحو الانواء، و لم ترى واحدا منهم يقف على شواطئ المتوسط باكيا بالدموع مودعا يلوح إعلام الاستسلام للتخلي عن أرضه السبية. 

لا بل دخلنا بخطى الجرأة عصر التراجع و التباكي و الاحزان،ثم انتقلنا من عرب إلى عربان من أولاد القضية إلى بهائم شيكل إسرائيل و دنانير عرب الهويةو تومان طهرانية،نتقاسم ادوار التناجي بين ضفة غربية و قدس شرقية.

في مدريد بعنا الأندلس و غرناطة بالقدس الشريف و تناسينا الباقي و وهبنا للغاصب فتات البقية،وها نحن ننتقل من فساد سلطة عباس الفتحوية لغزة مشعل وهنية الحمساوية نزرع سندسية الأرض شؤما ونحصد من تومان إيران الخدائع نعتمر عمائم عهر اللطم و التقية.

انظر يا ابن القضية در بطرفك، ها هنا لبنان و شبابه الوفية من بيروت الفاكهاني لشبعا الجنوب لطرابلس الرافعي الأبية.

انظر ابا الأبوات غوطة الشام امام مرآة الأجيال، قاسيون يبكيها في حلب وحمص للقصير و الرقة و دير الزور و من بقوا في ديار الدمار اليسوا من عرب الهوية؟

يا ابن القضية هنا بغداد الأبية تحت رجفة الفناء تختنق بصفرة أنفاس الفرس و صفوية تكبر و عنجهية.

لما لا تحركك تلك المجازر و النكبات، ديار فلوجة الأنبار و الموصل الحدباء بأرض آلله الغنية شعبها مهجر بالفقر و الجوع عاري يا حسرة و الاقدام حفية.

لعنة على ذاكرة الرجال!أمسيت ناسيا متناسيا البحرين اليمن و شعب ليبيا، ام الدنيا و ام القرى نجدنا أهل السعودية ما فعلوه كرما منهم و حبا للقضية،أليس هذا كفاية وكفو كفية يا من اضاع الكرامة و البندقية.

من اعماق قلب العدل أين أنت يا ابن القضية؟هناك من يسأل بعد أن ضاعت عمران ديارها و بياديها اين هي تلك القضية؟من هو السابي و اين هي الأرض السبية.

و الله اني كم نظرت عن قرب و بحلقت عن بعد، نعم رأيت ما هالني و أسعدني شرفا من بين سراب و غبار طلاسم القضية! من يصنع من صخر القدس للشهداء الكرام سيوفا و صوارم حجرية! لكني كنت انا بين انياب الضبع أفترسُ بنهم و شهية و من يسن محددا نيوب الضبع غير مبال هو ابن القضية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.