الرئيسية » تحرر الكلام » قيل لنا.. لماذا نقف مع قطر؟

قيل لنا.. لماذا نقف مع قطر؟

إستغرب كثير من الناس عندما وقفنا مع قطر وشعبها منذ ساعات الحصار الأولى ,حتى من مقربينا ,قيل لنا : لم المغامرة في باب رزقكم واولادكم خصوصا ان طبيعة عملكم لها ارتباط  بالجانب الذي يحاصر ؟ وماذا تستفيدون من كعبة المضيوم ان حرمتم من الكعبة المشرفه ؟قيل لنا لم تزجون انفسكم وسمعتكم ككاتب صحفي منذ سنوات ورجل اعمال له مصالحه المتشعبه في مربع شبهات التملق والتسلق على ظهر الحصار للإستفاده ,او استغلال ظروف الأزمه للحصول على مكاسب ما ؟ ولأن السب والشتم بدأ ينهال علينا في تويتر وغيرها من وسائل التواصل وحتى الاتصال المباشر  من قبل كثيرا من الناس  منذ ساعات وقوفنا المبكر مع الدوحه ,قيل لنا : لم تدفعون هذه الضريبه الباهظه حتى وصلت للمساس بالنسب والاصول والإنتماء, وتابع القائلون :لم لا تقفون كالغالبيه في المنطقة الرماديه  ؟وبهذه الطريقه لن يعاديكم  او يعتدي عليكم اخلاقيا  ويفبرك لتشويه سمعتكم وإنتمائكم او يضر مصالحكم او يمنعكم من زياره او اداء فريضه, أحد ما, فالأزمة ستحل بطريقة او بأخرى وهذا شأن السياسه ,والحكام سيجلسون يوما معا  , لكنها ستخلف لكم شخصيا ازمة اجتماعيه واقتصاديه ومستقبليه ربما يصعب عليكم حلها ,لانه في ذلك الوقت ستكون صدارة الامور لتطورات اخرى تلتهم ازمتكم الشخصيه ,وربما تضحيتكم بكل هذا ستطوى مع فك الحصار وإلتقاء الجار بالجار.

فقلنا ونقول :نحن لا نعرف قطر وشعبها وحكومتها من خلال الشاشات او الكتابات او الاعلانات ,ولم تتبلور حقيقتها في اذهاننا من خلال الكتب او ما يقوله من زارها واعجب بها ,قطر ارضا وسماءا وحكومة وشعبا بالنسبة لنا وطن عشنا فيه سنوات عديده ترعرع ونشأ اولادنا على ارضها وتعلموا في مجالس ومدارس اهلها,لنا من الأحبة في الله بقطر ما يفوق الدول والشعوب الأخرى ,وبحكم اننا اجتماعيين وناشطين بأكثر من مجال ,فقد تشرفنا بتكوين علاقات اخويه مع غالبية الشعب القطري الاصيل بكافة اطيافه ومكوناته تفوح منها رائحة المسك,تشاركنا العيش والملح , المسرات والمضرات في المناسبات,بشاشة الوجوه وحسن التعامل ومؤشرات التواضع  تجدها اينما توجهت بالدوحه ,ميزة تكاد تقترب من الإنفراد لمسناها في قطر وهي ان من يمر باي ظرف , لا يصعب عليه ايجاد سبل المساعده ,ولا اقصد هنا الماديه فقط انما اي ظرف,مثلا : إذا توفي شخص وليس له اقارب الا قليل تجد المعزين والمشاركين بالدفن من الباحثين عن الأجر والمعروف ولا يقربون او لهم علاقة بالمتوفي او ذويه واقاربه ,وبحكم اني عملت كتاجر بمجالات تجارية كثيره في الدوحه ,لم اجد يوما صعوبة في اجراءات المعاملات او تململا من موظفين ,لا يضيع لك حق في قطر ,كما انه لا يضيع لك عمل خير او معروف , وتحصد ما تزرع بالتأكيد .وكما لاحظنا سمو اخلاق الشعب القطري برغم قساوة الحصار والهجوم بأنواعه التي لم يسلم منها نسب ولا حسب ولا منزله ,اما على الصعيد السياسي كان موقف قطر عاقلا منطقيا ثابتا متناغما مع الاخوه وحسن الجوار والقانون الدولي والأنساني برغم صدمة الحصار وبشاعة الآثار على الكبار والصغار, وقد اشاد بذلك الشخصيات ذات المستوى الاعلى التي زارت الخليج بخصوص الازمه  بوضوح

لهذا وبسبب ضميرنا الذي لا يغفو بهكذا حالات ومن باب تربيتنا والمبادئ التي سرنا عليها طوال حياتنا المهنيه والعمليه والانسانيه في الوقوف مع الحق ومن دافع اخوي اخلاقي ,وبرا بالعيش والملح والعشره الطيبه واكراما لصلة القربى والرحم التي تربطنا مع الشعب القطري لا يمكننا ان نقف في المنطقه الرماديه ومهما كانت الضريبه التي ندفعها, فرب الكعبة سبحانه من له اليد الطولى وامره كن فيكون بيده الملك وله الملك وهو  من يسهل كل امر

كعبة المضيوم ,صدق واوجز من سماها

(خابت فيك يا قطر آمال اهل النفوس الضعيفه ,لا خذلتي شعب ولا هز لك مبدا الحصار)

دوحة العز والفخر لكل حر يمكن ان نلخص سر نجاحها بأربع كلمات : المواطن مسؤول والمسؤول مواطن .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.