الرئيسية » تقارير » لهذه الأسباب على باكستان أن تظل محايدة في الأزمة مع قطر

لهذه الأسباب على باكستان أن تظل محايدة في الأزمة مع قطر

قال موقع “مودرن ديبلوماسي” الأمريكي إنه بفضل العلاقات الدبلوماسية القوية بين باكستان والدول الشرق أوسطية، فإنه من الأفضل بالنسبة لباكستان أن تحافظ على موقف متوازن فيما يتعلق بالخلاف الحالي بين قطر ودول الخليج.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أنه قد قطعت السعودية ومصر والبحرين وليبيا وجزر المالديف واليمن والإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب مزاعم تتعلق بدعمها للإرهاب. وتقول قطر إن هذه الخطوة من جانب دول الخليج غير مبررة.

 

ووفقا للخبراء فإن التوترات بين دول الخليج العربي وإيران لن يكون لها تأثير على الشرق الأوسط فحسب، ولكن تداعيات هذه التوترات الدبلوماسية سوف تؤثر أيضا على جنوب آسيا، وهذا هو بالضبط السبب في أن هذه الخطوة من جانب المملكة العربية السعودية وحلفائها وضعت باكستان في موقف صعب فيما يتعلق بالسياسات الإقليمية في الشرق الأوسط.

 

العلاقات الثنائية بين باكستان وقطر

تتمتع باكستان وقطر بعلاقات ثنائية قوية تدعمها العلاقات الوثيقة التاريخية والمشاركة الجوهرية.

 

وفي فبراير 2016، قام رئيس وزراء باكستان نواز شريف بزيارة رسمية إلى الدوحة حيث التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

 

وقبل ذلك، قام أمير دولة قطر بزيارة تاريخية لباكستان في 23 مارس 2015.

 

وفي مارس 2017، توجه رئيس هيئة الأركان الباكستانية الجنرال قمر جاويد باجوا إلى قطر في زيارة رسمية حيث التقى بوزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية.

 

وفى هذه المرحلة أكد الزعيمان بأن التعاون الدفاعى بين باكستان وقطر سيكون له أثر إيجابى على العلاقات الثنائية وعلى الأمن الاقليمى.

 

كما التقى الجنرال باجوا برئيس وزراء دولة قطر الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني الذي أبدى اهتمامه بالتعلم من خبرة الجيش الباكستاني في المجال الأمني ​​وسعى للحصول على المساعدة خلال كأس العالم المقبل الذي سيعقد في قطر بما في ذلك توفير القوى العاملة.

 

العلاقات الاقتصادية بين باكستان وقطر

وخلال زيارة نواز إلى قطر في فبراير 2016، أبرم الجانبان عددا من مذكرات التفاهم في مجال الصحة والإذاعة والتلفزيون والتعليم والبحث واتفاقية شراء طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال.

 

وكان التركيز الرئيسي لزيارة رئيس الوزراء والتفاعل مع القيادة القطرية على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة والتعاون والتجارة والاستثمار والدفاع وزيادة فرص العمل للقوى العاملة الباكستانية في قطر، لكن أبرز ملامح هذه الزيارة هو الاتفاق بين البلدين على الغاز الطبيعي المسال لمدة خمسة عشر عاما.

 

وتعاني باكستان من أزمة الطاقة الشديدة، كما أن استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر سيكون خطوة إيجابية لمعالجة هذه القضية.

 

ولكن لماذا لا تستطيع باكستان أن تأخذ الجانب القطري بالكامل؟

المشكلة بالنسبة لحكومة نواز شريف هي أن لها علاقة وثيقة مع كل من حكومتي قطر والمملكة العربية السعودية. وقد دعمت الأسرة المالكة عائلة شريف بعد انقلاب عام 1999.

 

والأهم من ذلك أن العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وباكستان تعد رابطة صداقة قديمة تزداد قوة مع مرور كل عام. إن علاقات المملكة العربية السعودية طويلة الأمد والشاملة مع باكستان تعمل على مستويات عديدة بما في ذلك التجارة والحكم والقيم والصحة والتعليم والثقافة إلى جانب السياسة والأمن.

 

كما يعمل البلدان معا على نطاق واسع على الصعيد الدولي، في إطار العديد من المنظمات الثنائية والإقليمية والعالمية بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي.

 

وعلاوة على ذلك، تعد المملكة أكبر مصدر للنفط والمنتجات النفطية لباكستان، في حين أن المملكة العربية السعودية كانت سوقا رئيسيا للسلع والخدمات الباكستانية.

 

ومما لا شك فيه أن الجانبين يسعيان إلى تطوير علاقات تجارية وثقافية ودينية وسياسية واستراتيجية واسعة منذ تأسيس باكستان في عام 1947.

 

وتؤكد باكستان أن علاقتها مع المملكة العربية السعودية تعتبر الشراكة الهامة والثنائية الأكثر أهمية في السياسة الخارجية الحالية لباكستان، وتعمل على تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ومن النقاط الهامة الأخرى التي يجب مراعاتها أن المملكة العربية السعودية طلبت مؤخرا من باكستان السماح للرئيس السابق لأركان الجيش الجنرال رحيل شريف بقيادة التحالف العسكري الإسلامي الذي يضم 39 دولة لمكافحة التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي. ويقال إن هذا الترتيب سيعزز العلاقات بين البلدين إلا إذا لم يستخدم التحالف العسكري ضد الدول الإسلامية الأخرى مثل إيران.

 

 معضلة باكستان

لحكومة نواز شريف علاقة وثيقة مع حكومتي قطر والمملكة العربية السعودية. وقد دعمت العائلة المالكة شريف بعد انقلاب عام 1999.

 

ومن ناحية أخرى، فإن حكومة نواز لها علاقات تجارية مع قطر. وعلاوة على ذلك، وفيما يتعلق بتسريبات بنما، فإن قطر مهمة أيضا ولذلك فإن حكومة نواز ستحاول عدم الإساءة للقطريين لأنها يمكن أن تعود بنتائج عكسية في قضية تسريبات بنما.

 

وهناك مأزق آخر لباكستان هو أن مئات الآلاف من الباكستانيين يعملون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ونحو نفس العدد من الباكستانيين يعملون في قطر، الذين تشكل تحويلاتهم إلى الوطن جزءا لا يتجزأ من اقتصاد باكستان. وانحياز باكستان لأي جانب ضد الآخر في هذه القضية قد يعرض توظيف هؤلاء الأشخاص للخطر.

 

والصورة الأكبر لهذا الانقسام التي تظهر أنه من جهة هناك مصر والسعودية والبحرين والإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى الجانب الآخر هناك إيران والصين وروسيا والعراق وسوريا. وفي مثل هذه الحالة، الحديث عن التوازن بين إيران والمملكة العربية السعودية غير منطقي.

 

وفي هذا السيناريو، لا يمكن لباكستان أن تأخذ جانب المجموعة المناهضة لإيران لأن إيران هي الجار الباكستاني الذي أصدر مؤخرا بيانات طيبة ضد باكستان بشأن قضايا أمن الحدود. ولذلك، لا يمكن لباكستان أن تشارك في أي مسألة من هذا القبيل من شأنها أن تزيد من غضب إيران.

 

وبالنسبة لباكستان، تعتبر كبيك عاملا مهما في المعادلة، وقد يؤثر الوضع المتدهور في المنطقة سلبا على إكمال المبادرة. ويمكن أن تبدأ الأطراف المشاركة في هذه التوترات الإقليمية بدعم الجماعات الإرهابية مثل طالبان وجند الله لمصلحتهم الخاصة. وقد يؤدي عدم الاستقرار والتوترات الناجمة عن ذلك إلى وضع كبيك في خطر وهذا سيضر بباكستان. إن آثار هذا الوضع بين الرياض والدوحة على كبيك هي أكبر مصدر للضغط في باكستان الآن.

 

أخيرا وليس آخرا، لا يمكن لباكستان أن تتبنى موقف السعودية ضد قطر على أساس دعمها المزعوم للإرهاب. ويجب على باكستان أن تعرف وضعها الضعيف اليوم في المنطقة وفي السياسة العالمية، حيث اتهمت مرارا وتكرارا برعاية ودعم المنظمات الإرهابية والمتشددين التي تنفذ هجمات انتحارية في البلدان المجاورة.

 

وقد أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو إحدى مراكز الفكر الرائدة فى الولايات المتحدة، تقريرا يزعم أن باكستان أصبحت ملاذا لطالبان وشبكة حقانى وفي مثل هذه الحالة، إذا أيدت باكستان أعمال المجموعة السعودية ضد قطر، قد يصبح مصير باكستان في المستقبل مثل الدوحة الآن.

 

ولذلك فإن خيارات السياسة الخارجية لباكستان محدودة للغاية. كما تجدر الإشارة إلى أن باكستان لديها علاقات جيدة مع السعودية التى تعد أكبر مصدر للنفط الخام فى العالم.

 

وتعد إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مصدرا رئيسيا للنفط. وفي الوقت نفسه، تحصل باكستان على الغاز الطبيعي المسال الجيد والوقود السائل منخفض الكثافة ومنتجات التكرير المشتقة من قطر على مدى السنوات الـ 15 المقبلة.

 

لذلك سيكون من مصلحة باكستان أن تبقى محايدة حيال الصدع الحالي بين قطر والخليج. فالخيار الأفضل لباكستان هو أن يكون هناك موقف متوازن في الوقت الحاضر، وانتظار التسوية.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.