الرئيسية » الهدهد » معركة قضائية بين السعودية و”الأخبار” اللبنانية محورها الحاضر الغائب “حزب الله”

معركة قضائية بين السعودية و”الأخبار” اللبنانية محورها الحاضر الغائب “حزب الله”

رفعت السفارة السعودية في بيروت دعوى قضائية أمام القضاء اللبناني ضد صحيفة «الأخبار»، المقربة من «حزب الله»، إثر نشر الأخيرة مقالاً اتهم المملكة بـ«التواطؤ مع إسرائيل أثناء عدوانها على لبنان، في يوليو (تموز) عام 2006، والتماهي مع المشروع الصهيوني في فلسطين، وقبولها بالهزيمة في وجه إسرائيل».

كشف ذلك مدير تحرير «الأخبار»، «بيار أبي صعب»، في مقالة افتتاحية تصدرت الصفحة الأولى لصحيفته اليوم الجمعة.

الدعوى القضائية رفعها المحامي اللبناني «محمد علي التل»، بتوكيل من السفارة السعودية،  واختصمت المملكة فيها صحيفة «الأخبار»، ورئيس تحريرها «إبراهيم الأمين»، والأكاديمي الفلسطيني المقيم في أمريكا «سيف دعنا» كاتب المقال محل الدعوى، بتهمتي «القذف» و«التحقير».

وقال المحامي «التل»، في الدعوى، إن «المملكة تقف سداً منيعاً ضد المشاريع الصهيونية، وأن مقال الصحيفة يمثل تحقيرا وقذفاً لدولة عربية».

واستنكر «أبي صعب» في افتتاحية الدعوى القضائية التي رفعتها السعودية ضد صحفيته وعدها «تحقيرا للإعلام، وتهديدا حقيقيا للسيادة والديمقراطية».

وأضاف عبر افتتاحية الصحيفة، التي جاءت بعنوان «بلى أيها السادة، في بيروت الاعلام الحرّ أقوى من آل سعود!»، أن «مملكة الخير بعد أن اشترت بعض النخب اللبنانية، ودجنت معظم الإعلام، وخدرت الكثير من الضمائر، وعلفت الثوار، بدأت تلجأ للقمع بالوسائل القانونية والديمقراطية، ومصادرة قمر عربي هنا وهناك، وفرض وصاية قانونية على الصحافة».

وأكدت الصحيفة «أنها تحترم القضاء اللبناني رغم هشاشته، ولكن هذه الدعوى لن تسكتها، وسترفع صوتها أكثر».

كان «سيف دعنا» كاتب المقال الذي أثار غضب السعودية يعلق على قراري السعودية  والجامعة العربية في 2016 اعتبار «حزب الله» «منظمة إرهابية».

وعن ذلك، قال في مقاله، الذي حمل عنوان  «ثم جاء نصرالله: عن آل سعود وعن جامعة القرود»، وتم نشره بتاريخ 22 مارس/آذار 2017، إن «أردنا أن نؤرخ لقرار آل سعود وجامعتهم باعتبار حزب الله (منظمة إرهابية)، علينا أن نبدأ من عام 1967، وليس 2016؛ فالقرار هو نتيجة لاستمرار وتصاعد مفاعيل الهزيمة في بنية المنظومة الرسمية العربية وتفاقم تماهيها مع مشروع الصهاينة الاستعماري في فلسطين».

وأضاف: «لا علاقة للقرار بأي دور لحزب الله في سوريا أو اليمن أو العراق، كما يدّعي أصحاب القرار (…) القرار مرتبط أساساً بدور حزب الله في فلسطين، ومن حاول، بالتالي، أن يأخذ موقفاً وسطياً بإعلانه تأييد حزب الله في فلسطين ونقده في سوريا كان جاهلاً بطبيعة القرار وأبعاده، إن كان حسن النية، أو كان متواطئاً سخيفاً في محاولة التذاكي على عقولنا، إن كان سيّئ النية».

كما اتهم كاتب المقال السعودية بـ«التواطؤ مع إسرائيل أثناء عدوانها على لبنان، في يوليو (تموز) عام 2006، والتماهي مع المشروع الصهيوني في فلسطين وقبولها بالهزيمة في وجه إسرائيل».

يذكر أن الحكومة السعودية حجبت موقع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، مثلما حجبت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «الميادين» و«المنار»، ومنعت بثهما عبر القمر الصناعي العربي «عرب سات»، الذي يوجد مقر إدارته في العاصمة السعودية الرياض.

وتعتبر السعودية «حزب الله» اللبناني الشيعي أحد أذرع إيران، منافستها الإقليمية، في المنطقة.

وإضافة إلى قوات من «الحرس الثوري الإيراني»، يخوض الحزب، الذي يتمتع بنفوذ سياسي قوي في لبنان، معاركا إلى جانب قوات نظام «بشار الأسد» في سوريا، التي تسعي السعودية إلى الإطاحة به.

وكان الحزب تسبب في أزمة بين السعودية ولبنان؛ حيث قررت المملكة في 19 فبراير/شباط 2016 إجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع بيروت، وتضمن ذلك وقف المساعدات السعودية للجيش وقوى الأمن في لبنان؛ احتجاجا على «المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة».

قبل أن تتحسن العلاقات بين الحكومتين السعودية واللبنانية إثر تفاهم سياسي أسفر عن انتخاب «ميشيل عون» رئيسا للبنان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و«سعد الحريري»، المقرب من السعودية، رئيساً لوزراء هذا البلد  العربي.

وبعدها زار كل من «عون» و«الحريري» السعودية، وقررت المملكة إعادة المساعدات للجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

لكن تداعيات الأزمة لم تنجل عن «حزب الله»؛ إذ قرر مجلس وزراء الخارجية العرب، في نهاية اجتماعه بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، في 11 مارس/آذار 2016، اعتبار «حزب الله» «منظمة إرهابية».

وقبلها في الثاني من الشهر ذاته، قرر وزراء الداخلية العرب في نهاية اجتماعهم بتونس، اعتبار «حزب الله» «جماعة إرهابية».

وفي اليوم نفسه، قررت دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» اعتبار «حزب الله»، بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، «منظمةً إرهابية».

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.