هل أسقطت الصّين طائرتين أمريكيتين في بحرها؟

في لحظة غامضة ومليئة بالأسئلة، تحطّمت طائرتان أمريكيتان خلال نصف ساعة في بحر الصين الجنوبي، المنطقة التي تختزن كل توتر الكوكب. الحادث الأول: مروحية “سي هوك” من على متن حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز أثناء مهمة “روتينية”. بعدها بدقائق فقط، سقطت مقاتلة “سوبر هورنيت” في الموقع ذاته.

حادثان متتاليان في البحر نفسه والزمن نفسه، بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولته الآسيوية الأولى في ولايته الثانية، ووزير دفاعه يستعد لزيارة المنطقة. ومع ذلك، يصرّ الأسطول الأمريكي على وصف ما حدث بأنه “روتيني” — وكأنّ سقوط طائرتين حربيتين صار مشهدًا مألوفًا في زمن السلام البارد.

في الكواليس، لا أحد يقتنع برواية الخلل التقني. فالبحر يعجّ بالبوارج الصينية والرادارات والمسيّرات، وكل حركة فيه تُقرأ كإشارة. البعض يرى أن ما حدث رسالة مبطّنة، تذكيرٌ صيني لواشنطن بأن السماء فوق آسيا ليست بلا حدود، وأن كل تحليقٍ محسوب.

بين “الروتين” الأمريكي و”التحذير” الصيني، تبقى الحقيقة معلّقة في الأعماق. بحر الصين الجنوبي لم يكن يومًا مجرد مسطحٍ مائي — بل بركان جيوسياسي، كل موجة فيه قد تكون شرارة… وكل خطأٍ فيه قد يشعل حربًا لا يريدها أحد، لكنّ الجميع يستعدّ لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى