الرئيسية » الهدهد » “هآرتس”: طريق إسرائيل نحو الرياض وباقي دول الخليج يبدأ من رام الله

“هآرتس”: طريق إسرائيل نحو الرياض وباقي دول الخليج يبدأ من رام الله

أكدت صحيفةهآرتس” العبريّة، أن التصريحات المتكررة عن ضرورة الحل الإقليمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال القمة العربية جاءت نتيجة لأسباب عدة أهمها التعبير عن الرغبة في التغلب على ضعف الفلسطينيين بسبب الخلافات الداخلية بين السلطة وحركة حماس، والسعي إلى الانخراط بنشاط وللتأكيد على التزام الدول العربية للتوصل إلى اتفاق والحفاظ على الاستقرار، وتحسين العلاقات التجارية والاقتصادية كجزء من تطبيع العلاقات مع العالم العربي.

 

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أنه في المقابل، كانت هناك تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء وعدد من الوزراء للتعبير عن رغبتهم في تجنب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفقا لمخطط الدولتين، بهدف الاستفادة من مصالح بعض الدول العربية والمخاوف ضد التهديد الإيراني، مما ينتهي بعلاقات ودية مع إسرائيل دون أن تدفع الأخيرة أي مقابل.

 

ولفتت هآرتس إلى أن القيادة الفلسطينية اليوم لا توافق على منح الدول العربية الحق في تمثيلهم مقابل المساعدات، بينما أنه منذ عام 1948 وعقب تدخل الدول العربية في الحرب تم مصادرة حق الفلسطينيين في تمثيل أنفسهم، ولم يشاركوا في هدنة أو مؤتمر المصالحة في لوزان، ولكن تغير الواقع بعد ظهور قيادة فلسطينية جديدة تمثلت في الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي سيطر على منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969 وأنشأ مبدأ القرار المستقل، وطالب الفلسطينيون بالتفاعل مع جميع القرارات بشكل مستقل، بما يتوافق مع مصالحهم وليس العالم العربي، حيث أن قرار جامعة الدول العربية في عام 1974 الخاص بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإلغاء ضم الضفة الغربية في مارس 1988 أكمل التحول فيما يتعلق بالتمثيل الفلسطيني.

 

وأدى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية في نهاية العام بقرارات الأمم المتحدة 181 و 242 أيضا من قبل الولايات المتحدة الاعتراف بحق التمثيل وفي عام 1993 اعترفت أيضا إسرائيل بها بموجب اتفاقات أوسلو، وفي عام 2012 جرى الاعتراف بفلسطين على حدود عام 1967 بصفة مراقب من قبل 138 بلدا.

 

وذكرت هآرتس أن عرب اليوم ليسوا عرب أمس، لا سيما في ظل الوضع المتدهور للقضية الفلسطينية بين العرب، كما أن الحروب الأهلية تنخر في جسد أربع دول عربية، لكن عباس مثل زعماء عرب آخرين يعرفون أيضا أن الشارع العربي لن يوافق بسهولة على قبول اتفاقات السلام والتطبيع مع إسرائيل من دون التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، وقد يسبب عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها.

 

وأوضحت هآرتس أن عباس حائر اليوم بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول العربية التي تضغط عليه فيما يتعلق بالمفاوضات الإقليمية التي ستأتي على حساب الفلسطينيين، كما أن منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت عرضة في الآونة الأخيرة لفقدان مركزها السياسي من خلال تنظيم مؤتمرات مثل مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران، ومؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية والقضية الفلسطينية الذي تنظمه حركة حماس ومن المتوقع أن يجري في منتصف أبريل المقبل، كما أن وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القمة التي بدأت يوم الاثنين في عمان، جرى فيها اعتماد مبادرة الجامعة العربية لعام 2002 كأساس للمفاوضات.

 

واختتمت هآرتس بأن إسرائيل اليوم أمامها فرصة غير مسبوقة للتأثير على تشكيل الشرق الأوسط، حتى لا يكون هناك استمرار في الصراع أو إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، معتبرة أن حماس التي قد تغير قريبا ميثاقها لا يمكن أن تكون شريكا في التوصل لاتفاق دائم، مؤكدة أن طريق إسرائيل نحو الرياض وباقي دول الخليج وغيرها من الدول العربية يبدأ من رام الله.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.