الرئيسية » تقارير » ضحايا غارات التحالف على الموصل من الأطفال يملأون مستشفى للطوارئ

ضحايا غارات التحالف على الموصل من الأطفال يملأون مستشفى للطوارئ

تحدث تقرير لوكالة “رويترز” عن صبي عراقي ابن التسعة أعوام يلعب كرة القدم في أرض خراب خلال فترة هدوء في معركة الموصل عندما سقطت قذيفة مورتر أطلقها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب منه فأسفر انفجار القذيفة عن انتشار الشظايا بالجزء الأسفل من ساقيه وكاد أن يبترهما.

أسرعت سيارة الإسعاف بالطفل إلى هذا المستشفى الميداني للطوارئ على مسافة 20 كيلومترا شرقي المدينة فأدخله الأطباء إلى غرفة العمليات خلال الليل وبتروا قدميه.

يرقد الصبي مخدرا الآن في سريره بوحدة العناية المركزة المقامة في خيمة ممسكا بكرة مطاطية بينما راحت الممرضة كريس المتطوعة من كاليفورنيا تربت على خده وتغني له أغنية خفيفة حتى ينام.

وكشفت الوكالة عن سقوط آلاف المصابين في صفوف المدنيين في الموصل خلال الهجوم الذي بدأته قبل خمسة أشهر القوات الحكومية لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة من معقلهم الرئيس في العراق.

وقال مدير المستشفى، بول أوستين، الجراح القادم من هيوستون في الولايات المتحدة: “الجروح التي نراها هنا هي وجه الحرب، وجوه الأطفال والأمهات، وهي تتجاوز الرعب، هي حالة من فقدان الإحساس”.

وازداد سيل المشوهين والمصابين مع اقتراب المعركة من الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الشطر الغربي من الموصل، حيث يُعتقد أن أكثر من نصف مليون مدني محاصرون.

ويحارب مقاتلو التنظيم باستخدام مدافع المورتر والأسلحة النارية والسيارات الملغومة وفي كثير من الأحيان يختبئون بين المدنيين في بيوت تمتلئ بساكنيها في شوارع ضيقة، وفقا لما أورده التقرير. وتعرضت المنطقة للقصف في الضربات الجوية وبنيران المدفعية من القوات العراقية وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقد عالج هذا المستشفى المتنقل أكثر من ألف مريض كثيرون منهم من النساء والأطفال منذ افتتاحه في أوائل يناير الماضي. وقال عاملون في المستشفى إن الجروح تمثلت في إصابات بالشظايا وإصابات في تفجيرات وسقوط قنابل من طائرات بلا طيار وكذلك إصابات بالرصاص بما في ذلك نيران القناصة الذين يتعمدون استهداف المدنيين.

وخلال النهار يمكن سماع ضجيج المعركة من الموصل عن بعد فيما يشير إلى وصول مزيد من الإصابات قريبا. وقال أوستين إن عدد المصابين الواصلين إلى المستشفى ليل الاربعاء كان كبيرا.

كان أحد الرجال موجودا في المستشفى بعد أن ظل محاصرا وسط الركام ثلاثة أيام. وأصيب طفل عمره 12 عاما بشلل في النصف الأسفل من جسمه بعد أن مزقت شظية بطنه. وكانت طفلة عمرها ست سنوات بكتلة كثيفة من الشعر فوق رأسها ترقد بعينين لامعتين وجرح عميق في ساقها.

وكان سرير آخر خاليا، إذ أحضر المسعفون إليه شابا بين الحياة والموت ظل ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. غير أن القرب من الصراع جعل المستشفى في وضع يسمح بإنقاذ الأرواح التي ربما كان من الممكن في السابق أن يكون الموت مصيرها.

وقبل افتتاح المستشفى كان الجرحى ينقلون في كثير من الأحيان إلى أربيل على مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة حسب أحوال الطريق. وكان البعض يموت قبل أن يصل إلى المستشفى.

وتدير هذا المستشفى المتنقل جماعة “ساماريتان بيرس” الخيرية المسيحية الأمريكية مع وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية، وقد نُقل من نورث كارولينا وأقيم في سهول نينوى بالقرب من برطلة.

ونقل التقرير عن الطبيب “بروك آدمز” قوله إن الأطباء شهدوا حالات إصابات كثيرة خطيرة جراء تفجيرات. وأضاف: “عندنا أطفال مصابون بجروح كبيرة في سيقانهم. ونحن نحاول ألا نلجأ للبتر لكننا أجرينا عدة عمليات بتر في الأيام القليلة الماضية بما فيها عمليات بتر مزدوج”. وقال أوستين إن كثيرين من المرضى يعانون من الضعف والهزال بسبب نقص الطعام.

وتحدثت أسر هاربة من الموصل في الأسابيع الأخيرة عن أعداد مرتفعة من المدنيين سقطوا قتلى في الغارات الجوية. ولم يتضح عدد القتلى، لكن بعض التقديرات تصل إلى 3500 قتيل، وفقا لتقرير “رويترز”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.