الرئيسية » تقارير » إسرائيل قلقة على استقرار الأردن وتطلب مساعدات دولية عاجلة لإنقاذ حليفها القوي في المنطقة

إسرائيل قلقة على استقرار الأردن وتطلب مساعدات دولية عاجلة لإنقاذ حليفها القوي في المنطقة

أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن انزعاجه الشديد لما سمعه من سفيرة تل أبيب في عُمان، عينات شلاين، عن الأوضاع الاقتصادية بالأردن، ليلحق بمناشدات أطلقها قاضي قضاة الأردن قبل شهرين، ناشد فيها دول الخليج التدخل لإنقاذ بلاده من أزمتها الاقتصادية.

فقبل بضعة أشهر، قدمت السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن تقييماً متشائماً للوضع في الأردن إلى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في اجتماع الإحاطة.

وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه، بحسب صحيفة “هآراتس” الإسرائيلية، بأن اجتماع الإحاطة الذي جرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انعقد بطلب من آيزنكوت.

وبحسب المسؤول رفيع المستوى، رغب آيزنكوت في معرفة انطباع السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن، وهي الدولة التي تولي إسرائيل أمنها وأهميتها الاستراتيجية اهتماماً عظيماً.

وأضاف المسؤول أنه بعد عدة أسابيع، عبّر آيزنكوت في اجتماع مغلق عن انزعاجه بشأن ما سمعه من السفيرة.

إسرائيل توصي بالمساعدة

وقال رئيس هيئة الأركان في ذلك الاجتماع، إنه يجب على إسرائيل معاونة جارتها الشرقية إن دعت الحاجة لذلك. بينما رفضت وزارة الخارجية ومكتب المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي التعليق على هذا التقرير.

وترتبط إسرائيل بالأردن عبر العديد من العلاقات الأمنية واسعة النطاق، معظمها علاقات منخفضة المستوى، رغم توقيع البلدين اتفاقية سلام وحفاظهما على العلاقات الدبلوماسية الكاملة لما يزيد على عقدين من الزمن.

يبقى السبب الرئيسي وراء ندرة الحديث عن هذه العلاقات الوثيقة بشكل علني، هو الحساسية السياسية التي تُعزى إليهم على خلفية توقف عملية السلام مع الفلسطينيين.

في الأعوام الأخيرة، خاصة منذ الحرب الأهلية في سوريا وفرار ملايين اللاجئين إلى الأردن، بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة لمساعدة الأردن.

وقال مسؤول رفيع آخر، رفض الكشف عن هويته، إن كبار المسؤولين الإسرائيليين شجعوا إدارة أوباما وإدارة ترامب، بالإضافة إلى غيرهما من الحكومات، على تقديم المساعدات الاقتصادية والأمنية للأردن.

وعلى الرغم من هذه الإعانات، فإن سفيرة إسرائيل لدى الأردن أعربت عن قلقها بشأن التطورات وعدم الاستقرار في تلك الدولة.

تستند أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع إسرائيل لمعاونة العائلة المالكة الأردنية، إلى العلاقات الأمنية الوثيقة التي تربط بين البلدين، بالإضافة إلى حقيقة أن حدود إسرائيل الشرقية مع الأردن، هي أطول حدودها وأكثرها هدوءاً. وقد أقر ملك الأردن، عبد الله الثاني، نفسه بالعلاقات الأمنية بين كل من الأردن وإسرائيل أكثر من مرة.

العلاقات بين البلدين

وفقاً لتقرير نُشر على موقع ميدل إيست آي في مارس/آذار 2016، التقى الملك الأردني قبل شهرين في واشنطن مجموعة من أعضاء الكونغرس، أطلعهم على الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات بين الأردن وإسرائيل.

وفي التقرير نفسه، تحدث الملك عبد الله مع أعضاء الكونغرس حول اجتماع آخر على الأقل أجراه مع رئيس الأركان الإسرائيلي، على ما يبدو في عام 2015، أوصاه آيزنكوت خلال ذلك، بوضع آلية للتنسيق مع الجيش الروسي، مماثلة لتلك التي يقيمها مع إسرائيل؛ من أجل تفادي مواجهات غير مرغوب فيها مع طائرات القوات الجوية الروسية التي تعمل في سوريا.

ونُقِل عن الملك عبد الله قوله لأعضاء الكونغرس إن هناك تعاوناً ميدانياً وثيق الصلة بين القوات الجوية الإسرائيلية ونظيرتها الأردنية، وأفيد أيضاً بأن ملك الأردن وصف لهم حادثة التقاء طائرات بسلاح الجو الروسي كانت تحلق بالقرب من الحدود السورية-الأردنية-الإسرائيلية، طائرات F-16 s تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية والأردنية، كانت في مهمة مشتركة.

وفي سبتمبر/أيلول 2015، أفاد موقع فوكستروت ألفا للطيران بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية والأردنية قد شاركت في تمارين عسكرية بالولايات المتحدة وتدربت على عمليات التزود بالوقود جواً في إطار تدريباتها العسكرية. وجاء وفق هذا التقرير، أن طائرة إسرائيلية قامت بتزويد طائرات مقاتلة أردنية بالوقود.

في يوليو/تموز 2015، ذكرت وكالة رويترز أن إسرائيل أرسلت 16 طائرة مروحية قتالية من طراز كوبرا، أميركية الصنع إلى الأردن؛ من أجل محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعد سحب هذه الطائرات المروحية تدريجياً من سلاح الجو الاسرائيلي.

الخارجية تخرج عن صمتها

وقد رفضت وزارة الخارجية الرد على هذا التقرير، إلا أنه بعد نشر هذا المقال صباح الأربعاء أصدرت الخارجية بياناً رسمياً، جاء فيه:

“أثناء اجتماع الإحاطة الذي حضره رئيس الأركان، قدم السفير الإسرائيلي في عمان عينات شلين عرضاً عن الوضع في الأردن، ومن جملة المواضيع التي تطرق إليها السفير، الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة؛ نظراً لاستضافتها أكثر من مليون لاجئ سوري”، على حد تعبير المتحدث باسم الوزارة إيمانويل نحشون.

وشدد السفير الإسرائيلي على ضرورة تقديم مساعدة دولية أكبر للأردن في هذا المجال، وتشديده على أن إسرائيل تولي أهمية قصوى لعلاقاتها السلمية والودية مع الأردن، وتكنّ تقديراً كبيراً للأردن وقيادته وقدرته على الحفاظ على الاستقرار والأمن في المملكة، ومواجهته جميع التحديات”.

وكان رد الجيش الإسرائيلي أن “جلسات إحاطة رئيس الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، تجري بشكل متواصل وتتطرق إلى قضايا التنسيق الأمني فقط وبهدف ضمان حماية حدود إسرائيل وأمنها”.

وقبل شهرين، ناشد قاضي القضاة في الأردن، أحمد هليل، ملوك وأمراء وحكام الخليج، دعم الأردن مالياً للخروج من أزمته الاقتصادية الراهنة، محذراً من أن عواقب ضعف الأردن ستكون وخيمة على دول المنطقة.

وأضاف هليل في خطبة جمعة ألقاها في مسجد الملك حسين بن طلال بالعاصمة الأردنية عمّان، مخاطباً قادة دول الخليج: “إخوانكم في الأردن لكم سند وظهير وعون ونصير وظهركم، لقد ضاقت بإخوانكم الأردنيين الأمور، فحذار ثم حذار أن يضعف الأردن والأمور أخطر من أن توصف”.

موضوع مترجم من هآرتس (ترجمة هافينغتون بوست)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.