الرئيسية » تقارير » “ميدل إيست آي”: هذه تفاصيل حرب السيسي على المنظمات غير الحكومية.. وكلمة السر لتنفيذ ما يريد “عبد العال”

“ميدل إيست آي”: هذه تفاصيل حرب السيسي على المنظمات غير الحكومية.. وكلمة السر لتنفيذ ما يريد “عبد العال”

” مع العثور على جثة طالب الدكتوراة الإيطالي جوليو ريجيني الذي كان يدرس النقابات العمالية المصرية خلال شهر فبراير عام 2016 كانت توجد بصمات تعذيب الأجهزة الأمنية، حيث أنه في مصر تتعقب الدولة البوليسية في كل منعطف المنظمات المكلفة بمراقبة انتهاكاتها المنهجية “.

 

هكذا بدأ موقع “ميدل ايست آي” البريطاني تقريره للحديث عن ملاحقة الدولة للمنظمات غير الحكومية.. معتبراً أن قائد النظام الحاكم عبد الفتاح السيسي أعلن مؤخرا الحرب ليس على المجرمين، ولكن على المنظمات غير الحكومية، فهو شخص لا يؤمن بأن المجتمع المدني قد يكون السلم الاجتماعي والسياسي الذي يؤدي إلى نموذج أكثر ديمقراطية.

 

ولفت ميدل إيست آي إلى أنه في ظل وجود مبارك في السلطة، تم الحفاظ على وجود بعض الديمقراطية من خلال القوة الناعمة والخطوط الحمراء غير المكتوبة، وهذا النوع من المكر كان كافيا ليظل مبارك في الحكم على مدى ثلاثة عقود، حيث في عهده كانت المنظمات غير الحكومية تلعب مع الأجهزة الأمنية لعبة القط والفأر، خاصة وأن مبارك سمح لبعض المنظمات بالعمل في بعض المجالات.

 

أما السيسي فعلى العكس من ذلك تماما، فكل تصرفاته الغريبة تصب مباشرة في المعسكر المناهض للثورة، حيث قرر فرض قبضته على المنظمات غير الحكومية، وخلال هذا الشهر بدأت محكمة جنايات القاهرة إجراءات ضد 43 موظفا بالمنظمات غير الحكومية بما في ذلك 19 شخصا من المواطنين الأمريكيين، حيث حوكم معظم المتهمين غيابيا بالسجن لمدة خمس سنوات وأغلقت المنظمات غير الحكومية في مصر.

 

وأشار الموقع إلى أنه في بلد يمارس فيه التعذيب، تواجه المنظمة غير الحكومية المعروفة باسم مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف باعتبارها عدو خارجي، وبطبيعة الحال هذا ليس من المستغرب في دولة بوليسية مثل مصر التي تؤمن إيمانا راسخا بأن الغاية تبرر الوسيلة، حيث في 9 فبراير قامت الشرطة بإغلاق المركز بعد 24 عاما من بدء عمله بتهمة انتهاك شروط الترخيص الممنوح له.

 

ولتأطير حربها قانونيا، تعتمد الحكومة على رئيس البرلمان المصري علي عبد العال، حيث أنه لا يرفض أي أوامر للسيسي، كما أنه دعم قانون المنظمات غير الحكومية الجديد الذي صدر في أواخر العام الماضي، خاصة وأن القانون الجديد يحد من قدرة المنظمات غير الحكومية، كما أنه يشير أيضا بإصبع الشائنة ضد أي منظمة غير حكومية تقبل التمويل الأجنبي، وفي كثير من الحالات يعتبر هذه المنظمات قد ارتكبت خيانة.

 

وذكر الموقع البريطاني أن جميع المنظمات غير الحكومية، حتى تلك التي تدعم النظام، تضررت من القانون الجديد، وبعد وقت قصير من تمرير القانون، أقدم الممثل المصري الشهير محمد صبحي على تأسيس منظمة للمساعدة في تطوير المناطق العشوائية في البلاد.

 

وأكد ميدل إيست آي أن الهجوم على المنظمات غير الحكومية خلال الفترة الراهنة لم يسبق له مثيل، والهدف منه إضعاف وشل هذه المنظمات، وتغيير لغة الخطاب بين النظام والمنظمات غير الحكومية والشعب.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.