الرئيسية » الهدهد » “لاريبوبلكا” الإيطالية: عملية مونتاج جرت لفيديو “ريجيني” لإظهاره في صورة “جاسوس”

“لاريبوبلكا” الإيطالية: عملية مونتاج جرت لفيديو “ريجيني” لإظهاره في صورة “جاسوس”

شككت صحيفة “لاريبوبلكا” الإيطالية في مقطع الفيديو الذي نشره التليفزيون المصري، للباحث الإيطالي «جوليو ريجيني»، الذي قتل في مصر العام الماضي، في ظروف غامضة، زاعمة أنه أجريت له عملية مونتاج، لإظهاره في صورة «جاسوس».

 

ونشرت الصحيفة، المقطع كاملا دون مونتاج، ليكشف حذف السلطات المصرية، عدة ثوان من الحوار، بينه وبين نقيب الباعة لجائلين «محمد عبد الله»، تغير من محتوى الفيديو.

 

وبث التلفزيون المصري، مساء الأحد، لقطات لـ«ريجيني» بناء على طلب النائب العام، حيث قال «خالد مهني» رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، إن «الفيديو قدمه مكتب النائب العام وأذيع بناء على طلبه».

 

وفي الفيديو، سُمع رئيس نقابة الباعة الجائلين بالقاهرة «محمد عبد الله» وهو يطلب أموالا من «ريجيني» لأن زوجته مريضة، ليرد عليه «ريجيني» بوضوح أنه «لا يستطيع منحه المال لأن ذلك يتعارض مع المعايير الأكاديمية».

 

وقال «ريجيني» في الفيديو باللغة العربية، بحسب «رويترز»: «محمد أنا الفلوس مش فلوسي.. أنا مش ممكن استخدم الفلوس بأي صورة علشان أنا أكاديمي ومش ممكن اكتب في الأبليكيشن.. في المعلومات للمؤسسة في بريطانيا.. عايز استخدم الفلوس بصورة شخصية». ويضيف «ريجيني» في الفيديو أنه سيساعد «عبد الله» في التقدم بطلب للحصول على منحة بقيمة 10 آلاف جنيه مصري لأنشطة نقابية وليس لاستخدامات شخصية.

 

ويسأله «عبد الله» إن كانت هناك أي إمكانية للحصول على المال للاستخدام الشخصي، قائلا «طيب مفيش بقى سكة تانية غيرها.. سكة تانية.. استخدام شخصي؟».

 

صحف محلية، اعتبرت الفيديو بمثابة توثيق صريح لـ«ريجيني» بأنه جاسوس لبريطانيا. «أحمد رجب» منتج الأخبار في قناة «دويتشه فيله» الألمانية، توقع أن تكون جهات ما سواء النيابة أو أمن الدولة هي من سربت الفيديو الذي سجله نقيب الباعة الجائلين ليثبت ما يفكر فيه أنه جاسوس.

 

وقال في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «في الفيديو جوليو بيتكلم عن مسابقة معمولة من مؤسسة بريطانية قيمتها 10 آلاف دولار، كان عايز يقدم لنقابة الباعة الجائلين فيها، ولكن محمد عبدالله اللي سجل الفيديو ده، كان طمعان في الفلوس، وده خلى جوليو ياخد منه خطوتين ويبعد» وأضاف: «بعدها عبد الله بلغ عنه باعتباره جاسوسا معتمدا علي الفيديو ده، اللي بيحاول فيه جوليو مساعدة النقابة للحصول علي الجائزة».

 

وتابع: «مش متأكد إن الفيديو اتصور بعد البلاغ عن جوليو، في رواية بإيطاليا تعتمد على محققين طليان بتقول إنه كان قبل البلاغ، وأن الفيديو اتصور بناء على طلب من الأمن المصري». إلا أن صحيفة «لاريبوبلكا» الإيطالية، نشرت المقطع كاملا، تضمن جزءًا تم اقتطاعه من الحوار الذي نشره التليفزيون لمصري، منها أن «ريجيني» يقول للمتحدث معه: «أنا مش عندي سلطة أعطيك فلوس، أنا مش ممكن أكتب رسالة بريد إلكتروني، أقول عاوز فلوس دلوقتى، ده عمل مش محترف».

 

وتابع: «أنا مش عندي سلطة، أنا أجنبي في مصر وباحث، وعاوز ابحث المشروع، وده المهم بالنسبة ليا، انتوا نقابة وممكن نبعت الفلوس بصورة رسمية». ليعلق عليه الحقوقي المصري «أحمد مفرح»، بالقول إن «هذه النسخة من الفيديو تظهر بشكل كبير، كم كان هذا الشاب خلوقا ونبيلا في عمله واضحا وضوح الشمس في قيامه باستخدام آليات العمل المتعارف عليها للمساهمة في مساعدة طائفة من المجتمع (الباعه الجائلين) على التعريف بحقوقها، في حين قوبلت أعماله ومساعيه بخسه وندالة من جانب مخبرين للأمن، وإن ادعوا أنهم يعملون من أجل حقوق العمال».

 

وأضاف «مفرح»، في بيان: «تسريب هذا الفيديو وقيام مباحث أمن الدولة بعد إصدار أوامره للنائب العام، بالأمر بنشره، هي محاولة استباقية للتأثير علي جهات التحقيق الإيطالية حيث يبدو أن جهات التحقيق الإيطالية عازمة بالفعل على الاستمرار في التحقيق في هذه الواقعة، وأنها لن تقف في تحقيقاتها علي حدود المعلومات المعطاة إليها من مصر، وأنها استطاعت الوصول إلى معلومات أكثر دقة وتفصيلا، والدليل على ذلك قيامها على طريق الصحيفة الإيطالية بنشر نسخة أخري أكثر تفصيلاً ودقة لنفس مشاهد الفيديو المنشور في التليفزيون المصري، وتحتوي علي ردود ضمنية علي لسان الشاب الإيطالي ريجيني لادعاءات أجهزة الأمن المصرية على أنه جاسوس، وكان يعمل لصالح أجهزة استخبارات».

 

وتابع: «الأمر الآخر أنه بقيام الأمن المصري بنشر تلك النسخة المفبركة من الفيديو لريجيني، فإنه من الواضح أنه يعمل قد على إعاقة عمل الفريق الإيطالي من المحققين المتواجد حاليًا في القاهرة، بصحبة الشركة الألمانية التي ستعمل علي إعادة محتويات كاميرات المراقبة الخاصة بمترو الأنفاق، والتي ادعى الأمن المصري أنها أتلفت دون أن يقدم أي معلومات للجانب الايطالي حول أسباب إتلافها».

 

يذكر أن النائب العام، وافق على السماح لخبراء إيطاليين وشركة ألمانية باسترجاع بيانات من كاميرات مراقبة في القاهرة فيما يتعلق بمقتل «ريجيني»، بحسب بيان صدر يوم الأحد الماضي. من جانبهم، هاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الداخلية، واتهموها بقتله.

 

ورأى النشطاء أن هذا الفيديو يثبت تورط الداخلية في معرفتها بقاتل «ريجيني»، وأنه يدين مصر أمام إيطاليا ودول العالم في مقتل الطالب الإيطالي، غير مستبعدين أن يكون «عبد الله» قد سجل له مقطع الفيديو بناء على طلب من الشرطة. وهو نفس الرأي الذي ذهبت إليه النيابة العامة في إيطاليا، حين قالت في بيان أمس: «الاعتقاد الأرجح هو أن الشرطة المصرية طلبت من نقيب الباعة الجائلين إنجاز هذا التسجيل المصور مع ريجيني بعدما كان قد أبلغ عنه (الباحث الإيطالي)».

 

وأضافت: «المحققين الإيطاليين يعتقدون أن هذا التسجيل لريجيني ونقيب الباعة الجائلين، ويدعى (محمد عبد الله)، تم تصويره باستخدام معدات متوفرة لدى الشرطة المصرية؛ ما يدل على وجود اتفاق بين الشرطة والبائع المتجول»، وفق التلفزيون الرسمي الإيطالي.

 

وتابعت أنه «وفقا لنتائج عمل المحققين الإيطاليين، فإن نقيب الباعة الجائلين، الذي ظهر صوته في التسجيل، أبلغ الشرطة المصرية عن ريجيني قبل 6 يناير الماضي (تاريخ التسجيل) وليس يوم 7 من ذلك الشهر، كما أبلغت النيابة العامة المصرية محققي النيابة العامة الإيطالية في وقت سابق».

 

وسبق لمصر أن قالت إنها سلمت هذا التسجيل إلى النيابة العامة الإيطالية، في ديسمبر الماضي. وتتهم وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن المصري بالتورط في قتل «ريجيني»، وهو ما تنفي القاهرة صحته.

 

وريجيي كان طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج، وكان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر 2015، لتحضير أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، ثم اختفى مساء 25 يناير 2016، في حي الدقي (غرب القاهرة)، قبل أن يعثر على جثته على طريق القاهرة الإسكندرية وبها آثار تعذيب، في 3 فبراير ، الماضي، وفق بيان للسفارة الإيطالية بالقاهرة آنذاك. ومرارا، اتهمت السلطات الإيطالية نظيرتها المصرية بعدم التعاون كما يجب في التحقيقات بشأن الحادث، ورغم نفي مصر، فقد استدعت روما سفيرها من القاهرة، في أبريل الماضي، للتشاور معه حول القضية، ولم ترسل سفيرا جديدا إلى مصر حتى الآن.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.