الرئيسية » تحرر الكلام » إلى بيادق الإمارات في تونس.. “المتغطّي بمتاع عيال زايد عريان” والسلام على من أراد للشعب السلام

إلى بيادق الإمارات في تونس.. “المتغطّي بمتاع عيال زايد عريان” والسلام على من أراد للشعب السلام

ليس جديدا علينا كتونسيين سماع أخبار تكشف عن سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتخريب تونس وإعادة تشكيل مشهد سياسي جديد يقوده ثلة من الانقلابيين والانتهازيين المجمع على علاقاتهم المشبوهة داخل البلاد وخارجها.

ففي تسريب جديد، كشفت تقارير إعلامية عن اجتماع جرى داخل السفارة الإماراتية في تونس بين دبلوماسي إماراتي كبير و رضا بلحاج أحد مؤسسي جبهة الانقاذ و القيادي السابق في حزب نداء تونس، طلب فيه الأخير دعما ماليا وإعلاميا لمواجهة حركة النهضة القوة السياسية الأولى في البلاد، حسب قوله.

اللقاء الذي جرى في السفارة الإماراتية بتونس بداية شهر يناير الجاري والذي أنكره بلحاج في تصريح لموقع قناة “التاسعة”، وصف فيه المدير مكتب الباحي قائد السبسي السابق، حزب نداء تونس بأنه “انتهى تماما ولم تعد هناك إمكانية لتوحيده وإنقاذه من الانقسامات المتتالية”، في مقابل حزب النهضة الوحيد المتماسك والذي اعتبره القوة السياسية الأولى في البلاد، أكد للمتابعين أن حجاج السفارات الأجنبية  في تونس لم وعلى ما يبدو لن-زمخشرية- يتوبوا من فعلتهم الشنيعة ومن خيانتهم العظمى رغم كشفهم وكشف مخططاتهم أكثر من مرة.

رضا بلحاج القيادي السابق في حزب نداء تونس ذي التاريخ المخزي في تلقي الهبات والدعم من دولة الإمارات الراعي الأساسي للانقلابات  في العالم العربي، رجّح من خلال ما قاله في محضر الاجتماع، أن تكتسح حركة النهضة الانتخابات المقبلة في حال “عدم تدارك الوضع والعمل على بعث قوة سياسية جديدة تخلق التوازن مع النهضة في المشهد السياسي التونسي”، ما يكشف عن جزء من مؤامرة عدم إجراء الإنتخابات البلدية إلى حد اللحظة.

وأضاف بلحاج أن جبهة الإنقاذ التونسية هي الجبهة السياسية الوحيدة التي من الممكن أن تخلق هذا التوازن المنشود مع حركة النهضة في الظرف السياسي الراهن، كما أنها الجهة السياسية الوحيدة في تونس التي من الممكن أن تتفاعل إيجابيا مع السياسات الإقليمية الإماراتية في المنطقة وبشكل خاص في ليبيا، في إشارة إلى الانقلابي خليفة حفتر الذي دمر ليبيا وجعل منها مرتعا لمن هب ودب متعللا بمحاربة الإخوان المسلمين.

جبهة الإنقاذ التي تم تشكيلها قبل أسبوع وضمت صلب تشكيلتها “مناضلي” أحزاب “الاتحاد الوطني الحر” وحركة “مشروع تونس” والمنتمين للهيئة التسييرية لحركة “نداء تونس” و”الحزب الاشتراكي” وأحزاب “العمل الوطني الديمقراطي” و”الثوابت” و”تونس المستقبل”،دعت في أول ظهور إعلامي لأحد قيادييها إلى انسحاب الباجي قائد السبسي من الرئاسة، والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية في ظرف سنة، باعتبار أن رصيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في العام 2014 قد انتهى، وفق تعبير سليم الرياحي الحليف الأسبق للائتلاف الحاكم السابق.

من الجيد التذكير هنا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم ترقب في الشعوب العربية إلا ولا ذمة، ولم تترك لهم عرضا ثوريا إلا وانتهكته، فليبيا تعاني جراء الانقلابي خليفة حفتر، وشعب مصر يذوق الويلات بفضل إجرام عبد الفتاح السيسي ضد كل المعارضين، أما اليمن الفقير بلد الحكمة والشعب الطيب والحضارة العريقة، فالتقسيم بات قاب قوسين أو أدنى ناهيك عن تصفية رموز معارضة لإجرام ميليشيات الإمارات في حضر موت وغيرها، دون أن ننسى نشرها لخلايا تجسس داخل سلطنة عمان بهدف زعزعة أمنها الداخلي.

لن نطيل كثيرا في ذكر جرائم “عيال زايد” في المنطقة العربية، لكننا نعيد تذكيرهم ومتأكدون أن صدى هذا المقال البسيط سيكون له صدى داخل جهاز مخابراتهم سيء السمعة، إضافة إلى لجانهم الإلكترونية التي تتابع كل كلمة تنتقد وتهاجم سياساتهم، نعيد تذكيرهم بأن تونس عصية على أمثال من انقلب على أخيه ووضعه تحت الإقامة الجبرية ثم بين الفينة والأخرى يزعم أنه في سفر خارج البلاد ناهيك عن إصدار المذكرات والتعيينات باسمه، كما أن تونس عصية على من فتح ذراعيه للانقلابيين ولمجرمي الحرب على غرار توني بلير وأحمد شفيق وأحمد علي عبد الله صالح وغيرهم.

نقول لـ”عيال زايد” إن فضح الرئيس الأسبق منصف المرزوقي لسياساتكم وخططكم الانقلابية التي أفشلتها الإرادة الشعبية رغم إنفاقكم لملايين الدولارات إضافة إلى عدد من الهبات ومنها السيارات المصفحة قبل انتخابات 2014، قد زادتكم جنونا وطغيانا إلى أن وصل بكم الأمر إلى منع إسناد التأشيرات للتونسيين ومن بينهم من أراد تعزيتكم بوفاة نجل حاكم دبي طمعا بذلك في التقرب منكم ومن سلطانكم.

أما إلى المقتاتين على موائد اللئام، فالخزي والعار سيكون مصيركم وجزاؤكم، وإن كنتم تظنون بفعلتكم هذه إسقاط حركة النهضة والحلول محلها فإنكم واهمون بذلك، لأن صراعكم معها ليس مجرد صراع سياسي بقدر ما هو صراع دولي أصبحت ورقة “الإسلام السياسي” ركيزته الأساسية.

موسم الحج إلى السفارات قد انتهى أيتها المعارضة “الشريفة”، فالأبواب قد أوصدت أمامكم والقادم سطّر منذ سنوات قبل أن تدخلوا عالم السياسة حتى، ولم يبق لكم إلا مطالبة الرئيس الأمريكي الجديد بأن يعطف عليكم ويخلّصكم من “أعدائكم” الأيديولوجيين لا السياسيين، رغم أننا نعلم جيدا أن إدارة دونالد ترامب لن تلتجئ لأمثالكم لمعرفتها جيدا بأنكم أوراق تم استهلاكها مثلما استهلك “نداء تونس” واحترقت ورقته وأُسقطت أنيابه واقتُلعت أضراسه.

  

شعب تونس الطيب غير المتحزب يحب تونس كما لا تحبونها أنتم، ولا يحركه وراء ذلك طمع في مناصب ولا جاه ولا أي شيء، إنما تحركه الغيرة والشعور بالإنتماء إلى أرض حارب أجدادنا من أجل تحريرها من المستعمر الخارجي والداخلي، وما محاولاتكم المتكررة لإعادة استعمارنا إلا إضاعة للوقت والجهد فيما لا ينفع.

في الأخير أنصحكم وأنصح غيركم من الباحثين عن داعم أجنبي، بما قاله أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني في إحدى قصائده مع تحريف بسيط “سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ أفرسٌ تحتك أم حِمَارٌ”، كما أذكركم بما قاله أسلافنا الأولون “إلّي متغطي بمتاع الناس.. عريان”، والسلام على من أراد السلام لتونس الحبيبة وشعبها المنكود والمحسود على بصيص الحرية الذي ينعم به.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.