الرئيسية » تحرر الكلام » كيف غلبتنا الأيام بصوارمٌ أيادينا ؟!

كيف غلبتنا الأيام بصوارمٌ أيادينا ؟!

أنا لأ أهوى الخصام و لم يبقى عندي صبر للوك الكلام على ما نحن فيه من مآسي و أحزان,فيا ايها السامع  لصريح صراحتي و عبرتي عن أسرار اليوم التي لن تحجبها خفايا الغد بين طيات صفحات الدهر,لأن شفافية المحبة والأخوة خيوط حيكت في عباءة اخوة ربعي و أحبابي.

كم من الأيام و الأعوام مرت علينا سراعا؟و احوال الدنيا تغيرت و نحن نجرجر خلفنا أذيال الحضارة و على  حالنا نصر لكي نبقى,لا نقبل لحالنا روح للتجدد,فأمسينا من حسن جنان دنيانا بلا منال إلا تراكمات بقايا من فتات مخلفات ما لفظته و تخلت عنه زائلات الأمم بعد ان زرعته في خصيب طين ماضينا لوأد أجيال أتينا.

لما تركنا أجيالنا تعشق حرية الترحال و طوعا تحنو للسفر في غمار طمي البحار,و هي بجهلٍ تغامر مصاعب الدهر لما خلف خطوط الآفاق و ابعاد غيوم الاشفاق.

كيف هذا ؟و نحن لا نرى سيماء الأوطان في وجه الحياة إلا على صفحة مرآة الماضي و كأنا نحيا في دنيا ما هي دنيانا,مضى عليها الوقت,نعيش في مكان من غير مكان,بين طلول بالدمع باليات, بالأمس كانت دوامس سماويها مشعلة تشع بنور مصابح دراريها,غضة السهول وافرة بمياه كوثر الغدران حلوة بشذى اريج أزاهر ينابيع حولها السوسن و شقائق النعمان.

اليوم يا حسرتي و حر الدمع على الخد,نحن لا نعي كليتنا في هذا الوجود و قد مر علينا الزمان,لا نستشعر رؤياه و كأنا في ماضي غاب عنا ماضيه,حتى دوران عجلة حالنا مع طلوع اشماسنا بالأصباح في صدمة تأخر و رجوع إلى ان خيم كاحل ليلنا و أشرعة مركب ذاتنا في تلاطم و تقهقر مع عاصفات تواهي الارياح و راجفات الثائرات,و أمام بوارق الراعدات تنثرنا كأوراق الخريف تسابق الريح للتهاوي نحو قياع المجهول و وديان الفناء,و على شفا العدم نقف ذهول الحمقى لدواهيّٓ احلاف الشيطان و ورثة احفاد فروخ الشيطان,نتخفى الخطى بين بقايا الأنقاض و ردم العمران.

عزرا اهلي لجهلي اذا ما كنت يوماً من أهل الفضول و املي أنكم أهل للفضيلة فلا تدفنوا في احضان الجهل تحت رمال المقابر  فكرتي و فضولي,او ان تضييعوا مني احلام غايات نفسي او تنزعوا عن حروف سطوري ميول إرادتي و تزعزعوا تخيلات المعاني ما بين السطور و الآرائي.

نعم أنا كنت في زمن قريب أرد شيب خريف العمر عن مفرقي منتظرا ربيع الشباب عله يأتيني بشيء من الرخاء او ربما نشوى رفاه بعد كدح الكد وجهد الجد.

فيا جنون دهري ما الم بك مما وجدته ولما انت في عالم الشك و الظن! لك الرايات البيض وليس من يرفع لك للنصر بيارق او اعلام.

هل أنا احيا ساعات الخيبة مقلم الاظفار؟ شريدا بين غبار الماضي و دخان الآتي على أرض اوطاني و قد أصاب السهم قص الصدر و أتى حد الفأس على جزع النخل في غضاضة رياض واحاتها,فغدت عطشى لا مأوى فيها إلا بعض من ابن آوى او ضباع ضواري و اسراب سراحين تعوي فوق الهضاب.

كيف لا و أرض لي كنا نعيش نعيمها و مرها فوق هضابها المرهفات و في سهلها  و روابيها,و الأهل فيها تتوارثها من سالف الأزمن نأخذ يد الخير منها و هي بكل كرم غيث السماء تعطينا,  اغتصبتها عصابات اشرار عبث بعد أن كانت بالأمس في سجون التخلف خلف قضبان الأسر,فأبت إلا ولاؤها في حظائر جحافل الشيطان و عسائس الخدائع و الغدر,تهز عروش الاخوة و على أنقاض قلاع الماضي تبني الصروح لأسري,و من متين صخور صوان رواسينا و رمال شطأن البحر تعمر حصونا لعزل الاخوة و لقهر زوي القربى و أولاد العم لذل بنو العرب ومن سواد نابع ثراها تركناها تبيع من دون عدد أو عد.

كيف غلبتنا الأيام بصوارم ايادينا؟

نستسلم للعدى و نجابه الند بالند  بوجه الإخوة و الأهل,نشهر من الاغماد مواضي سيوف الحد,ثم نصرخ عبر الاثير في زوايا الكون هاهنا اعادينا! إنها ساعة الجد.

فها نحن يا اهلي بتلاطم جهلنا غرقى في رمال وحلة أعمق من لجاجّ البحر نتقلب خلف ستائر سواد عار مشائننا  تظللنا الخيبة تحت اجنحة ظلمة الجهل.

ليت شعري لو أن أحداً من عالم الصمت او سامع يهتز قائلا و البحة تجرح اوتار الصوت,كيف هزمتنا الأيام بصوارم ايادينا,لكن لا برمي سهام صوبت نحونا من اعادينا؟ 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.