الرئيسية » تحرر الكلام » الموت

الموت

دائماً ما ننساه في صحتنا وشبابنا ولا نذكره إلا في مرضنا وشيخوختا وهرمنا وعند الذهاب إلا المقبره لدقائق ثم ننساه ….. إنه الموت … نعم الموت فنحن ولدنا لنموت لا لنعيش أبد الدهر مخلدين في هذه الدنيا فلماذا ننسى هذه الحقيقه أو نتناسها .

الموت هو كحافلة الباص تمر كل يوم في كل مدينه وكل قريه وتقف أمام كل بيت ليستقل بها أحد من أحبائنا أو جيراننا أو معارفنا ولابد أن نكون في يومٍ من الأيام أحد ركابها وإن تخطتنا مرات ومرات فستعود لنصعد بها فنحن لسنا بعيدين عن تصاريف الزمان وأحوال القدر ويجري علينا ما يجري على البشر جميعهم من مرض حوادث السير والهدم والغرق والحرق وإنتهاء العمر .

الذي يموت هذه السنه سوف يستريح في السنه القادمه فلو تهدمت الدنيا على ماذا سيخاف فهو لايموت إلا مره واحده والموت نهايه لكل مرض وشقاء ويؤس وفقر وهَم ولنتأكد ليس الموت هو ما يؤلمنا ونحسب حسابه بقدر الفقر والهم والنسيان والتجاهل وموت الطموح والآمال والتي هي الموت الحقيقي .

إن هذه الحياه هي جهنم بما نعانيه فيها والموت هو ذاك النور الإلهي للراحه ومحطة إسترخاء مما أصابنا في هذه الدنيا فهو إذاً الطريق للحياه الأبديه الرائعه فلا نخاف منه ولنوطن أنفسنا على القبول به وهو النتيجه النهائيه الحتميه لكل كائن حي .

يُمضي الجنين في رحم أمه تسعة أشهر تزيد أو تنقص قليلاً ومنهم من يولد إبن سبع شهور فلو تقمصنا شخصيه الجنين داخل الرحم فهو يعتقد أن هكذا حياته والرحم هو دنياه وإن خرج منه سوف يموت ولكن عندما يولد ويخرج إلى هذه الدنيا يكتشف خطأ ماكان يعتقد ولو خُير أن يعود لرحم أمه لرفض بالتأكيد وهكذا حالنا مع الدنيا نحن نتوقع أن الخروج ومغادرة الدنيا هي الموت بالنسبه لنا ولكن في الحقيقه هي حياه وربما لوخُيرنا بعد موتنا أن نعود إليها لرفضنا كما سيرفض الطفل من العوده إلى سجن الرحم .

الكثيرون يلومونني أنني أكتب عن الموت كثيراً وهم يتسترون على كلمة الموت وكأنه فضيحه أو جريمه ولكن أنا برأيي الجريمه أن لانذكره كل يوم ونبقيه ماثلاً أمامنا فنحن كلما توغلنا في الحياه إقتربنا منه ولم أجد عادلاً في حياتي أكثر من الموت فهو يلغي الطبقات والفوارق ولا يختار ولا يستشير أحد فلنعي هذه الحقيقه أننا جميعاً ميتون فكم تخطانا الموت ليصل للآخرين وكم سيتخطى الآخرين ليصل إلينا .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.