الرئيسية » تقارير » فورين بوليسي: ترامب يمكن توقعه.. وفريقه عنصري يهوى إزدراء الدبلوماسية والإسلام

فورين بوليسي: ترامب يمكن توقعه.. وفريقه عنصري يهوى إزدراء الدبلوماسية والإسلام

 

” بعد وقت قصير من توليه منصبه في عام 1969، وضع الرئيس ريتشارد نيكسون نظرية مجنونة بعدما اندلعت حرب فيتنام، وقال أريد الفيتناميين الشماليين أن يصدقوا أنني قد وصلت إلى النقطة التي أود أن أفعل أي شيء لوقف الحرب، وتحدث رئيس أركان الجيوش الأمريكية حينها عن شخصية نيكسون قائلا إنه لا يمكن كبح جماحه عندما يكون غاضبا وبضغطة واحدة يمكن استعمال النووي”.

 

وأضافت مجلة فورين بوليسي في تقرير ترجمته وطن أنه تم نقل هذه الرسالة عن نيكسون بشكل عنيف حتى يبدو كزعيم مهووس هو ومستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر الذي شن حملة قصف سرية في كمبوديا. والجميع حينها كان مقتنعا بأن نيكسون بالفعل عنيف، ورجل لا يمكن التنبؤ به وكثير من الناس في جنوب شرق آسيا وفي الولايات المتحدة قالوا ذلك، لكن الفيتناميين الشماليين لم يتراجعوا، وكان على الولايات المتحدة في نهاية المطاف الذهاب نحو التفاوض على معاهدة لحفظ ماء الوجه وسحب قواتها.

 

وأوضحت المجلة الأمريكية إن الرئيس الأمريكي الفائز مؤخرا دونالد ترامب اعتمد أيضا على نظرية الرجل المجنون طوال حملته الانتخابية، وأصر على أن أي شريك في المفاوضات المحتملة سواء كان حليفا أو عدوا يجب أن يترك التخمين ولتحقيق هذه الغاية، قال إنه رفض استبعاد إمكانية استخدام الأسلحة النووية حتى في أوروبا. كما أعلن أمام الملايين من الناس أنه ربما يده في يوم من الأيام تمتد للضغط على الزر النووي.

 

وأشارت بوليسي إلى أن ترامب حاول تقديم هذا التنبؤ عبر الفلسفة التي جعلته ناجحا كرجل أعمال. ولكن الحقيقة الواضحة أنه عندما لا تعرف إجابة على سؤال يجب التظاهر بامتلاك نهج السرية التي من شأنها أن تحقق التدمير الذاتي إذا كشفت. واعتبرت المجلة أن كل هذه التطورات تبدو وكأنها محاكاة ساخرة لفيلم “مهمة غير متوقعة.. ترامب يراوغ الأمة”.

 

واعتبرت المجلة الأمريكية أن المحللين ينتقدون ترامب لعدم السيطرة على انفعالاته، وفشله في فرض رقابة ذاتية، فضلا عن اندفاعه. وتعتبر الانتخابات الأخيرة في حد ذاتها نموذجا من الغموض، وقد حاول ترامب الحفاظ على جمهوره عبر التخمين، خاصة وأنه أكثر تطرفا بشأن تغير المناخ، وصفقة إيران النووية، والإيهام بالغرق، لذا لا يمكن أن ننخدع في هذه المظاهر التي تتلخص بعدم القدرة على التنبؤ، لأن ترامب كان دائما الأكثر قابلية للتنبؤ من بين الرجال.

 

واستطردت فورين بوليسي إلى أنه لا شيء يحدد التنبؤ بترامب أكثر من اختياره لفريق السياسة الخارجية الذين جاؤوا من دون استثناء أعضاء من اليمين المتطرف ولهم الكثير من التصريحات العدوانية والمعادية للمسلمين والتي تمتاز بازدراء الدبلوماسية، وأكد ترامب على هذه المواضيع في حملته الانتخابية، وتحركاته حتى الآن تتسق تماما مع خطابه. فاليوم الولايات المتحدة من خلال النخبة الجديدة للسياسة الخارجية تكون انعكاسا لرئيسها التنفيذي التهجمي وعديم الضمير وأفضل سيناريو هو أن فريق ترامب سيكون غير كفء، والسيناريوهات المحتملة في أسوأ الحالات بائسة بشكل كبير.

 

وفي إدارة جورج دبليو بوش، سيطر فريق السياسة الخارجية بزعامة فولكان الذي قدم للرئيس المبتديء كيفية النظر إلى العالم. وجاء ضمن هذه الدائرة النخبة التي ظهرت بعض تأثيراتها مع كولن باول ثم كوندوليزا رايس، فرغم أنه حاول باول إقناع بوش بعدم غزو العراق ولكن بعد ذلك كان جنديا مخلصا يدعم بإخلاص الغزو، كما أن رايس كانت مسؤولة عن مبادرات مثل إشراك كوريا الشمالية في المحادثات السداسية. والفشل الشامل لهؤلاء المستشارين كان إلى حد ما له تأثير حقيقي على سياسة بوش الخارجية الساذجة لدى أولئك الذين يفضلون التعاون مع إدارة ترامب.

 

ويختار ترامب في السياسة الخارجية نمط الدفاع عن النفس أكثر من فالكون، حيث مؤخرا قرر تعيين مايك فلين كمستشار الأمن القومي وهو يريد تغيير النظام في إيران وله تصريحات صارمة عندما يتعلق الأمر بالإسلام. ومايك بومبيو محتمل أن يتولى رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية يريد مزيدا من المراقبة على العالم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.