الرئيسية » الهدهد » تقرير عبري: حزب الله يحول لبنان إلى حمام دم والعداء مع أمريكا سيتسع قريبا

تقرير عبري: حزب الله يحول لبنان إلى حمام دم والعداء مع أمريكا سيتسع قريبا

بعد الأزمة السياسية التي طال أمدها وشلت النظام السياسي في لبنان، تم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبلاد، ودخل القصر الجمهوري في بعبدا. وكان ذلك بعد اتفاق جميع القوى السياسية وانتصار لحزب الله وحلفائه في 8 آذار، على حساب منافسيهم من 14 آذار بقيادة تيار المستقبل. وبعد أسبوعين، في 13 نوفمبر، جرى العرض العسكري لحزب الله في بلدة سورية، ليست بعيدة عن الحدود مع لبنان. ولم يكن الزمان والمكان من قبيل الصدفة.

 

وأضافت دراسة نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وترجمتها وطن أن المستوى الداخلي لحزب الله اللبناني مر بصراع سياسي طويل. فمنذ مايو 2014، أي قبل سنتين ونصف، لم يكن رئيسا للبنان بعد فشل البرلمان في اختيار شخص يحل محل الرئيس المنتهية ولايته ميشال سليمان. وكان حزب الله يدعم المرشح ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر وحليف مهم في 8 آذار.

 

بينما في المعسكر الخصم، كان تحالف 14 آذار بقيادة سعد الحريري، حيث كان يريد إسناد منصب الرئاسة إلى زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم اقترح سليمان فرنجية ولكنه في النهاية رضخ للضغط من حزب الله، عندما أدرك أن الوقت يعمل لصالح هذا الأخير، وبالتالي وافق 14 آذار على دعم عون مع تعيين الحريري رئيسا للوزراء. ويمثل إنجاز حزب الله ضربة أخرى إلى المملكة العربية السعودية في الصراع على النفوذ في لبنان ضد إيران، ويعزز القوة الشيعية في بلاد الشام.

 

واستطردت الدراسة الإسرائيلية أنه طوال فترة الأزمة، حزب الله لم يستخدم الأدوات العسكرية وفضل الحل السياسي الذي أصبح يهدد بخطر تدهور الأمور وتحولها إلى حرب أهلية.

 

فعلى الرغم من التحول في السيطرة على الحدود اللبنانية السورية بعد تزايد أنشطة تنظيمات سلفية مؤخرا بشكل غير مسبوقة، فضل حزب الله الانتظار  حتى يحقق الفوز في الساحة السياسية، مما يعكس أنه يتبع سياسة الحذر وعدم رغبته في الدخول في صراع داخلي عنيف.

 

والآن، من خلال إظهار قوته السياسية، يعتبر العرض العسكري تعبيرا عن القوة والتفوق على أمن الدولة من اللبنانيين، وكذلك يمنح الحزب المزيد من التبريرات لأهمية تورطه في سوريا مدافعا عن لبنان لمنع امتداد الحرب إلى أراضيها.

 

ونظرا لأنه تبرير ضروري لمواجهة الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها فيما يتعلق بتورط الحزب في سوريا فإن المعارضين السنة والمسيحيين يرون أن تورط حزب الله في الحرب في سوريا قد يجر لبنان إلى حمام دم. وعلاوة على ذلك، حتى داخل الطائفة الشيعية ليس هناك توافق في الآراء حول هذا الأمر.

 

أيضا في المستوى الإقليمي والدولي يعد العرض العسكري سابقة، فهذه هي المرة الأولى التي يفتخر فيها حزب الله بقوته العسكرية خارج الأراضي اللبنانية، وليس في ساحة المعركة وهذا الحدث غير مألوف. ويؤكد أن حزب الله الآن يمتلك ميزة على منافسيه في لبنان.

 

فليس هناك شك حول السلطة والسيطرة المباشرة وغير المباشرة التي يمتلكها على ما يحدث في البلاد. وفي الوقت الحاضر لا توجد قوة سياسية أو عسكرية يمكن أن تتحدى الحزب في لبنان. ومع ذلك، هذه السلطة الآن عرضة للإصابة. حيث أن فهم الإدارة الأمريكية الجديدة أن المساعدات الفعلية في لبنان تصل لحزب الله يمكن أن يؤدي إلى إعادة النظر في المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة إلى لبنان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.