الرئيسية » الهدهد » من المليونير إلى “أصحاب ولا بيزنس” 6 أفلام مصرية تؤرّخ لانهيار الجنيه أمام الدولار

من المليونير إلى “أصحاب ولا بيزنس” 6 أفلام مصرية تؤرّخ لانهيار الجنيه أمام الدولار

بعد شهور من الأزمات الاقتصادية، ووصول سعر الدولار في السوق السوداء الموازية إلى ضعف سعره في البنوك الرسمية، قرر البنك المركزي المصري، أخيراً، “تعويم الجنيه” رسمياً، ما أوصل سعره حتى الآن إلى 14 جنيهاً مصرياً، في كارثةٍ اقتصادية حقيقيّة بعد ارتفاع قيمته إلى 48% في غضون عام واحد. غير أن انهيار الجنيه لم يكن ابن ساعته إذا شهد الجنيه المصري طوال العقود الستين الماضية صعوداً وهبوطاً تبعاً للظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد، ورصد مقال نُشر في جريدة “العربي الجديد” للناقد السينمائي “محمد جابر” 6 أفلام أرّخت لانهيار الجنيه أمام الدولار في مصر طوال 60 عاماً، وذلك من خلال 6 أفلام مصرية منذ عام 1950.

 

وأول هذه الأفلام فيلم “المليونير” الذي أُنتج عام (1950) ويُعد من أول الأفلام التي ذكرت فيها قيمة الدولار الأميركي ففي أحد المشاهد يتحدث “عاصم الاسترليني” إلى “جميز” (يقوم بالدورين إسماعيل ياسين)، فيقول له الأخير إن اسمه “جميز دولار”، فيسأله الآخر هل هذا هو اسم عائلته؟ فيجيب أن هذا راتبه، فهو يقبض دولاراً واحداً في اليوم، أي أن الدولار كانت قيمته 20 قرشاً.

 

وينتقل جابر للحديث عن فيلم آخر وهو بعنوان “الرجل الثاني” الذي أُنتج بعد تسع سنوات شهدت مصر والعالم ثورة وتأميم شركات وصناعة محلية وحرباً عالمية باردة والكثير من التغيّرات تزايدت قيمة الدولار للضعف. وتدور أجواء الفيلم وهو للمخرج عز الدين ذو الفقار، في أجواء عصابات وتهريب وسوق سوداء، تعرض “سمارة” (الممثلة سامية جمال) على أحد رجال الأعمال الأجانب إمكانية تحويلها لأمواله إلى جنيهات مصرية في السوق السوداء، وعندما يسألها عن السعر، تقول إنها يمكن أن تغيّر الجنيه الواحد بدولارين ونصف الدولار، أي أن سعر الدولار في تلك اللحظة أصبح 40 قرشاً.

 

واختفى ذكر الدولار وقيمته في الأفلام المصرية بعد ذلك لمدة 28 عاماً حين ظهر الفيلم الكوميدي ” البيه البواب” للنجم الراحل أحمد زكي وفي هذا الفيلم يدور حوار بين “عبد السميع” (أحمد زكي)، حارس العقار الساعي للصعود الطبقي، و”الأستاذ فرحات” (فؤاد المهندس)، أحد سكان العمارة.. يقول له الأول إن معه دولاراً واحداً، فيردّ الأخير بأن ذلك ثروة الآن فهو يعني 190 قرشاً”البيه البواب” (1987)ويرى جابر أن والملاحظة الاقتصادية المتعلقة بانهيار العملة بهذا الشكل (ارتفاع قيمة الدولار لثلاثة أضعاف في 37 عاماً إذا ما تم مقارنتها بسعره في فيلم المليونير وبضعفين عن سعره في ” الرجل الثاني” ويعزو الكاتب هذا الإنهيار إلى تراجع الصناعة المحلية في دولة عبد الناصر، وهزيمة 67، ثم حروب الاستنزاف وصولاً لأكتوبر، وأخيراً الانفتاح الاقتصادي، وعدم وجود منتجات مصرية للتصدير

 

بعد سنوات قليلة من فيلم “البيه البواب”، تضاعف سعر الدولار مرة أخرى بشكل عال للغاية، ففي فيلم “بخيت وعديلة” عام 1995، يجد بطلا الفيلم، عادل إمام وشيرين، حقيبة ممتلئة بالدولارات، وفي أحد المشاهد يخبرها بأن “الرزمة الصغيرة المكونة من 10 آلاف جنيه تساوي ثروة، حيث تعني 33 ألف جنيه وشوية”، ما يعني أن القيمة قد زادت لتصبح 330 قرشاً بدلاً من 190 قرشاً عام 1987.

 

وتتالت بعد ذلك أفلام الموجة الجديدة وكان من الطبيعي أن تأتي هذه الأفلام على ذكر الدولار وأزمة الجنيه في مصر كما في فيلم “أصحاب ولا بيزنس” (2001) الذي تدور أحداثه في عالم الإعلانات والمسابقات، عن طريق التنافس بين اثنين من المذيعين هما كريم نور وطارق السيوفي. وفي أحد المشاهد الختامية يقول طارق إن السؤال الأخير قيمة جائزته 10 آلاف دولار، “والدولار الآن قيمته 4 جنيهات”.

 

عشية قيام ثورة يناير ارتفع سعر الدولار جنيهاً ونصف عما كان عليه في فيلم “أصحاب ولا بيزنس” قبل 9 سنوات كما نرى في فيلم “عسل أسود” (2010) ونرى في أحد المشاهد “مصري سيد العربي” (أحمد حلمي) وهو يقول للسائق “راضي” (لطفي لبيب) إنه سيعطيه “100 جنيه في اليوم”، فيرد السائق “50 دولار أفضل”، فيسأله “أليس الدولار بـ2 جنيه”، فيرد مرة أخرى أن “قيمته الحالية 5 جنيهات ونصف”، فيقول “مصري” إن “سعره زاد كثيراً”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.