لما نحن في حرقة دمع التجافي؟نسطلي لهب فراق و غضا بعاد و خصام. بالأمس,كيف غابت عنا خيالات الزكريات و افترقنا بين اعوام التوه و طيات احقاب الزمان الحسان الناس اختفت تحت لثام الدجى في زهول خوف فزع و جوع قاتل كفور.
فكيف ضاعت من بين ايدينا للغرباء ديار العز و مسكن الأمن و اوطان الأمان,ثم هجرنا وصايا حكمة الحكماء و آيات نور المرسلين و الانبياء. أين البوادي الساخيات و الهضاب التاجيات و عبير الزهر بعبق الأقاحي الفاحيات مع أنغام اصداء اطيارها الشاديات. أمم ارهقت قطوف مجناها من جهلها و سؤ مسراها ,تخلت عن محبة مسيحها و دين مصطفاها.
لم يعد لنا قلب خفوق يختلج خشوعا من خطايا و ذنوب, تلاطمنا انواء المآسي و يد ريح الشمال الغضوب تعصرنا بين بياض و سواد إلى أن لبسنا السواد لا لعفة و نحن نوارب مشاعرنا في دوامة زوابع الاحزان و الآلام,وأمام هول الردى نهزي حول اكوام طلل الأعراق حواديا نلعن حظوظنا و نلحد الأموات. لما تجمعنا المصيبة؟و شجى الوعة تواسينا, انبكي الثكلة هامر الدمع؟ و هي على كلساء ضرائح الطفولة شفاعة الاحزان تبكي و بملئ أجفان حر الدمع تباكينا,و حاكم بغداد بنشوى البغية تغندرا مع عوادينا. عميان نحن لا نرى اشباح العدى؟و لا نحس كوارث المحن و اثر اجتياح اقزام الفرس وهي تصرخ:أي أرض أي عرض وأي حمية؟ و لأي قبلة انتم ساجدون أمام زحف جيشنا العتية,هي لنا في ربوع الشهباء و عرصات الزوراء ولكم منا الموت و اللظى تحت الرماد.
هل اصابنا عمص الدهور؟نحن لا نفقهُ الوجود ولا معنى الفناء,قياصرة روس في امصارنا افنت أهلنا و اثار الحضارات القديمة و القطعان الثمينة و مرشت جنى فاكهة ثمار غض اغصانها المديدة. دخلت بأبها الخلفي الامم خلسة دون سلام او تحية. كيف أمسى الكريم وضيعا في ظل الحياة امام سيف الجهل و ابن الجهل في كحلة سواد ليل حسام و حمرة نطع للطواغينا .
هل تخلت عنا السماوات؟ فكنا في ضلالة عتمة افلاكها سابحين وعلى زبد شواطيء بحور الاتي نجرجر شباك الأقدار و قيود الآجال ساحبينا. و يح حاكم الشرق كيف كان يجزي الشر مغانم النعم و بدأب اصابع يد الجهل سطور حكمة التاريخ من الواحها ماحيا. حوصرت بيروت و تهاوت مداخل بغداد الرشيد فأين كنا أمام خفة خدائع الجبروت؟و زحف عسائس عبدة بعل و عشتروت؟و قد سدت فرق البغي ابواب الحياة علىّ احياء الشهباء,و بالآثام حاكم الشام للغازي فاتح السبل لآلات الدمار كلها للقاصي و الداني,فأكثرنا عن صوت الحق مواقر طرش السمع و الباقية لها ديار المنافي و العزابات مع اطوار الدهر تتغافى تائهة في لوث ضباب التواطؤ و الاستعلاء. فمن يسمع تنهدات بكاء ثكلى القدس في الحي القريب,او يشعر بشجى انفطار قلب الاب المسجى في تلك الدار البعيد؟ كيف كان لنا أن ننسى ليالينا الداجيات و ينابيع السهول و الدجالي الساريات,و ضفائر النيل الحانيات او رواسي لبنان الشامخات و غيثاء السماء مدرار فوق رياض مكة خير هاتيك الجنان. علي خليل حايك نرجو نشر هذه السطور القليلة