الرئيسية » تحرر الكلام » أمم ارهقت قطوف مجناها!

أمم ارهقت قطوف مجناها!

لما نحن في حرقة دمع التجافي؟نسطلي لهب فراق و غضا بعاد و خصام. بالأمس,كيف غابت عنا خيالات الزكريات و افترقنا بين اعوام التوه و طيات احقاب الزمان الحسان الناس اختفت تحت لثام الدجى في زهول خوف فزع و جوع قاتل كفور.

فكيف ضاعت من بين ايدينا للغرباء ديار العز و مسكن الأمن و اوطان الأمان,ثم هجرنا وصايا حكمة الحكماء و آيات نور المرسلين و الانبياء. أين البوادي الساخيات و الهضاب التاجيات و عبير الزهر بعبق الأقاحي الفاحيات مع أنغام اصداء اطيارها الشاديات. أمم ارهقت قطوف مجناها من جهلها و سؤ مسراها ,تخلت عن محبة مسيحها و دين مصطفاها.

لم يعد لنا قلب خفوق يختلج خشوعا من خطايا و ذنوب, تلاطمنا انواء المآسي و يد ريح الشمال الغضوب تعصرنا بين بياض و سواد إلى أن لبسنا السواد لا لعفة و نحن نوارب مشاعرنا في دوامة زوابع الاحزان و الآلام,وأمام هول الردى نهزي حول اكوام طلل الأعراق حواديا نلعن حظوظنا و نلحد الأموات. لما تجمعنا المصيبة؟و شجى الوعة تواسينا, انبكي الثكلة هامر الدمع؟ و هي على كلساء ضرائح الطفولة شفاعة الاحزان تبكي و بملئ أجفان حر الدمع تباكينا,و حاكم بغداد بنشوى البغية تغندرا مع عوادينا. عميان نحن لا نرى اشباح العدى؟و لا نحس كوارث المحن و اثر اجتياح اقزام الفرس وهي تصرخ:أي أرض أي عرض وأي حمية؟ و لأي قبلة انتم ساجدون أمام زحف جيشنا العتية,هي لنا في ربوع الشهباء و عرصات الزوراء ولكم منا الموت و اللظى تحت الرماد.

هل اصابنا عمص الدهور؟نحن لا نفقهُ الوجود ولا معنى الفناء,قياصرة روس في امصارنا افنت أهلنا و اثار الحضارات القديمة و القطعان الثمينة و مرشت جنى فاكهة ثمار غض اغصانها المديدة. دخلت بأبها الخلفي الامم خلسة دون سلام او تحية. كيف أمسى الكريم وضيعا في ظل الحياة امام سيف الجهل و ابن الجهل في كحلة سواد ليل حسام و حمرة نطع للطواغينا .

هل تخلت عنا السماوات؟ فكنا في ضلالة عتمة افلاكها سابحين وعلى زبد شواطيء بحور الاتي نجرجر شباك الأقدار و قيود الآجال ساحبينا. و يح حاكم الشرق كيف كان يجزي الشر مغانم النعم و بدأب اصابع يد الجهل سطور حكمة التاريخ من الواحها ماحيا. حوصرت بيروت و تهاوت مداخل بغداد الرشيد فأين كنا أمام خفة خدائع الجبروت؟و زحف عسائس عبدة بعل و عشتروت؟و قد سدت فرق البغي ابواب الحياة علىّ احياء الشهباء,و بالآثام حاكم الشام للغازي فاتح السبل لآلات الدمار كلها للقاصي و الداني,فأكثرنا عن صوت الحق مواقر طرش السمع و الباقية لها ديار المنافي و العزابات مع اطوار الدهر تتغافى تائهة في لوث ضباب التواطؤ و الاستعلاء. فمن يسمع تنهدات بكاء ثكلى القدس في الحي القريب,او يشعر بشجى انفطار قلب الاب المسجى في تلك الدار البعيد؟ كيف كان لنا أن ننسى ليالينا الداجيات و ينابيع السهول و الدجالي الساريات,و ضفائر النيل الحانيات او رواسي لبنان الشامخات و غيثاء السماء مدرار فوق رياض مكة خير هاتيك الجنان. علي خليل حايك نرجو نشر هذه السطور القليلة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.