الرئيسية » تقارير » “المونيتور”: السعودية تخسر الشرق الأوسط.. ونفوذ إيران يتمدد

“المونيتور”: السعودية تخسر الشرق الأوسط.. ونفوذ إيران يتمدد

اعتبر موقعالمونيتورالبريطاني، أنّ  “المملكة العربية السعودية تفقد نفوذها في جميع أنحاء الهلال الخصيب لصالح منافستها إيران، حيث بينما كان موقف الرياض مقابل طهران في تراجع لبعض الوقت، فإن الاتجاه الآن آخذ في التسارع وذلك بسبب نقاط الضعف الكامنة في قدرات السعودية والنكسات التي تعرضت لها المملكة مؤخرا”.

 

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أنه كان للمملكة نظام صديق في العراق وهو صدام حسين الذي هدد الكويت منذ ربع قرن بمواصلة السير في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. ومنذ عام 1980 أصبحت المملكة العربية السعودية والعراق شركاء في احتواء الموجة الثورية القادمة من إيران. ودعم حينها الملك فهد صدام بعشرات المليارات من الدولارات من المساعدات خلال الحرب بين إيران والعراق. وبدون المساعدة المالية السعودية، فإن العراق كانت قد انهارت. كما حث الملك فهد دول الخليج الأخرى على مساعدة صدام والترويج لصدام كقوة للعمل.

 

ولفت الموقع البريطاني إلى أنه في عام 2003، عندما وافق الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز على القرار الأمريكي للإطاحة بصدام ظنا منه أنه لم يعد في حاجة له كان تصرفا متهورا وخطيرا. فالرياض لا تزال ترددة جدا في التعامل مع أي من الحكومات الشيعية التي جاءت إلى السلطة منذ غزو العراق. وتأخر السعوديون في فتح السفارة ببغداد لعدة سنوات. والسعوديون يؤيدون الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ولكنهم يقلقون في نفس الوقت من هزيمتها لأن هذا سيؤدي في المرحلة المقبلة لمزيد من الهيمنة الشيعية والإيرانية على نظام الحكم العراقي.

 

وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية اليوم هي العدو اللدود للرئيس السوري بشار الأسد، لكن المملكة كانت حليفا مقربا من والده. ففي عام 1990، أرسلت القوات السورية للدفاع عن المملكة، وعملا معا في الحرب الأهلية اللبنانية على حساب العماد ميشال عون. وفي عام 2000 عمل السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان على دعم بشار الأسد لتوطيد السلطة في يديه عندما توفي والده.

 

وأقنع الدعم السعودي الجنرالات العلويين أن الأسد سيكون حاكم قوي، ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري انتهى الدعم السعودي للأسد. وعندما بدأت الثورة عام 2011 في سوريا، بدأ السعوديون بسرعة مساعدة القوى السنية. ولم تكن المساعدات السعودية موجهة بعناية وذهب كثير منها إلى أيدي العناصر الجهادية.

 

وبوصفه رئيسا للمخابرات في عام 2011، أشرف بندر على توزيع المساعدات لتحقيق ولويته التخلص من الأسد. ولكن أحبطت التدخلات الإيرانية والتي جاءت من حزب الله وروسيا في الحرب الأهلية أهداف السعودية. وبات اليوم الأسد أكثر رسوخا في السلطة وسوريا أكثر اعتمادا على إيران وحزب الله من أي وقت مضى.

 

والآن بعد أن عانى السعوديون من نكسة أخرى في لبنان بانتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد، بعد عامين من الجمود السياسي وهو دليل آخر على تراجع النفوذ السعودي لصالح حزب الله حليف إيران، حيث أصبح حزب الله مصدر رئيسي للقلق والصعوبة بالنسبة للرياض. وكان نجاحه في سوريا ولبنان على حساب المصالح السعودية دفعة لكي يقدم المشورة والخبرة للمتمردين الحوثيين في اليمن وهو تهيج آخر ضد المملكة.

 

وأوضح “المونيتور” أن تراجع النفوذ السعودي هو نتيجة لعوامل كثيرة خارجة عن سيطرة الرياض. حيث عملت الديموغرافيا ضد السعوديين في العراق ولبنان. فالأقليات السنية يفقدون الصراع الديموغرافي للشيعة. في كل الدول، وتنقسم بشدة القوى السياسية السنية.

 

كما أن مغامرة بوش في العراق لا تزال تؤثر سلبا على كل من المصالح الوطنية الحيوية الأمريكية والسعودية. ومع ذلك، فإن السعوديين هم أيضا في وضع حرج للغاية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لسماحه بفقد حسني مبارك السلطة في مصر ورفع العقوبات المفروضة على إيران.

 

كما يفتقر السعوديين إلى وسائل وأدوات السلطة التي وضعت إيران على مدى عقود في المقدمة. حيث أن السعودية لا تمتلك ما يعادل قوة فيلق حرس الثورة الإسلامية الذي يمكن أن يوفر الخبرة والمستشارين إلى جماعات مثل حزب الله والحوثيين. فالرياض تعتمد تقليديا على الدعم المالي ولكن مع انخفاض أسعار النفط، وهذا هو أصعب وضع تعيشه المملكة العربية السعودية ألغت مشروع مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات للبنان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.