الرئيسية » الهدهد » هآرتس: معركة الموصل لم تبدأ حتى الآن

هآرتس: معركة الموصل لم تبدأ حتى الآن

“بدأت الحملة العسكرية الأسبوع الماضي من القوات العراقية لتستعيد الموصل من أيدي تنظيم داعش، ووصفت بأنها أعظم قتال وستمثل نقطة تحول ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن في الواقع هذه العملية عبارة عن سلسلة طويلة من المعارك الصغيرة، التي تجري في موازاة ذلك، كما أن وحدات الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية، يعملون بشكل منفصل”، هكذا وصفت صحيفة هآرتس المشهد في الموصل.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن أهداف المرحلة الراهنة هي بلدات وقرى حول الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد ومركز صناعة النفط، التي يحتلها داعش منذ أكثر من عامين.

 

والجيش العراقي وباقي القوات التي معظمها من الشيعة، والمقاتلين الأكراد يقاتلون من أجل التغيير ومواجهة عدو مشترك، ولكن التنافس شديد، ووصل لحد الكراهية، وكل طرف يتابع عن كثب أنشطة الجانب الآخر، ولكن القوات جميعا تتحرك ببطء نحو ضواحي الموصل.

 

ولفتت هآرتس إلى أنه اندلعت واحدة من أشرس المعارك خلال الأسبوع الأول من القتال في مدينة بعشيقة. وفي حينها اختفت داعش من معظم القرى التي حول الموصل، وتعتبر بعشيقة رصيدا استراتيجيا وواحدة من الأهداف الرئيسية للحملة في المرحلة الأولى. وكان يعيش سابقا في المدينة مائة ألف شخص، معظمهم من اليزيديين والمسيحيين الذين فروا مع وصول داعش، وتوجد على الطريق الرئيسي في الموصل وتعتبر محور النفط.

 

وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، تقدمت قوات البيشمركة في سهل قاحل، على بعد ثلاثة أميال من المنازل الأولى من مدينة بعشيقة وكان بعض المقاتلين يأخذون بضع ساعات من النوم في المنازل المهجورة في قرية مجاورة لها.

 

وعند الفجر، تجمعت العربات المدرعة وسيارات الدفع الرباعي التي عفا عليها الزمن، وبدأوا التحرك من خلال حاجز الجرافات الذي كان يحمي القوات البرية. ولم يكن هناك مجال لجمع المقاتلين على السيارات وكانوا يتقدمون مشيا على الأقدام.

 

في نفس الوقت كانت طائرات أمريكية مقاتلة تهاجم أهداف محددة وتدعم البيشمركة، جنبا إلى جنب مع إطلاق قاذفة صواريخ وتنفيذ عمليات القصف المدفعي المتفرق.

 

وكانت الأدوات الهندسية الثقيلة ترافق هذه القوات. كما أن طائرات التجسس الأمريكية كانت تقتحم السماء وتراقب المشهد على بعد أميال من أرض المعركة. وتمكن ضابط البيشمركة عبر جهاز موتورولا من الاستماع إلى اثنين من مقاتلي داعش في اتصال مع المركز الرئيسي في الموصل يقولون نواجه الموت.

 

وشددت هآرتس على أن الوتيرة البطيئة التي توجد في تنفيذ العملية العسكرية الراهنة نظرا لعدم وجود توافق في الآراء بين الائتلاف المواجه لداعش وهذا يمنعهم من المضي قدما في القتال، ويعزز من مخاوف وقوع الإصابات، حيث ينبغي أن يكون الجيش العراقي في الموصل نفسها، ولا يعطي فرصة لداعش في القرى والبلدات المحيطة بالموصل كي تنقض عليه. ولكن الروح القتالية للجيش، بعد عامين من الهزيمة المذلة في الموصل وغيرها من المدن، لا تزال تجعل العملية كلها في وضع شك. أيضا هناك خوف من حدوث توتر خطير بين الجنود، الذين معظمهم من الشيعة وهناك نحو مليون من السُنة لا يزالوا يعيشون في الموصل.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.