الرئيسية » الهدهد » خالد الدخيل: النظام العسكري الحاكم في مصر لم يقدم أفضل مما قدمه الإخوان المسلمين

خالد الدخيل: النظام العسكري الحاكم في مصر لم يقدم أفضل مما قدمه الإخوان المسلمين

اعتبر الكاتب والأكاديمي السعودي، خالد الدخيل، أن الوحيد الذي دفع ثمن ثورات الربيع العربي هم، الإخوان المسلمين في مصر، مؤكدا على أن تيار الإسلام لم يفشل ككل والدليل هو نجاحهم وثقلهم في المغرب وتونس واليمن وسوريا.

 

وقال الدخيل في مقال له بعنوان: ” هل تراجع الإسلام السياسي؟”، نشرته صحيفة “الحياة” السعودية الصادرة من لندن، إن الجيش الذي حل محل “الإخوان”؛ وما يعتبره حقًا له في الحكم، لم يقدم حتى الآن بديلًا أفضل لحكم “الإخوان” الذي أزاحه.

 

وأوضح الدخيل أن النظام الحاكم في مصر لا يستطيع التخلي عن اختلافه مع السعودية حول الوضع في سوريا والعراق حاليا خشية من صعود “الإخوان” وبالذات في سوريا.

 

واعتبر الكاتب أن ذلك لو حصل ” سيجد الجيش المصري نفسه نشازًا بين أنظمة ملكية وجمهورية لا يحكم فيها الجيش، ووسط دائرة من حكم إسلام سياسي تمتد من المغرب إلى سوريا، التي يعتبرها بعض المصريين الإقليم الشمالي لمصر”.

 

وتساءل الكاتب قائلًا: ألم يتراجع الإسلام السياسي هناك بانتقاله من قصر الرئاسة إلى أقبية السجون؟ ولأول وهلة ربما أن الأمر كذلك رابطًا بين ذلك، وتقدم حزبا “النهضة” في تونس و”العدالة والتنمية” بالمغرب على أساس من رسالة الربيع العربي، وهي الديموقراطية والتعدد.

 

وأشار إلى أن حركة “النهضة” تبنت فكرة العلمانية، أو تحييد الدولة دينياً في علاقتها بالفرد والمجتمع، بتأكيد الهوية الإسلامية للمجتمع التونسي، والهوية المدنية للدولة الجديدة التي حلت محل القديمة في حكم هذا المجتمع في حال المغرب لم تتغير الدولة، موضحا أن الوضع لا يقتصر على أن حزب “النهضة” لم يكن ضحية للربيع، وإنما بات بسبب هذا الربيع إحدى أهم القوى السياسية التونسية، إذ يتراوح موقعه ووزنه السياسي بين المرتبتين الأولى والثانية.

 

وفيما يتعلق بدول الخليج العربي، خصوصاً السعودية والإمارات، أوضح الدخيل أن الإسلام السياسي تعرض فيهما لحملة إعلامية مماثلة مؤكدا أنه في ذات الوقت يختلف الأمر هنا أولاً لأن الربيع لم يصل إلى هذين البلدين، وثانياً لأن الإسلام السياسي في الإمارات ضعيف أصلاً أما في السعودية فيمثل الإسلام السياسي ظاهرة ملحوظة، وحجمه كبير بالمقارنة بغيره، مؤكدا أنه لم يحصل حتى الآن على الأقل أن تراجع الإسلام السياسي في اليمن، ولا في سوريا أو ليبيا.

 

وأوضح الدخيل أن الإسلام السياسي الشيعي في العراق هو القوة السياسية التي تشعر بأنها تمر بحال إحياء مكنتها ظروف الاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني غير المسبوق في العراق من أن تكون القوة السياسية المهيمنة هناك.

 

وعن المغرب أكد الكاتب السعودي أن المشهد فيه يتكامل مع المشهد التونسي من حيث صعود وتنامي الإسلام السياسي وهو ما أكدته في حال المغرب نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة هناك، إذ فاز حزب «العدالة والتنمية» (الإسلامي) للمرة الثانية على التوالي منذ عام 2012 بالمرتبة الأولى، ما سمح له برئاسة الحكومة بتفويض من الملك محمد السادس.

 

وأوضح أنه في المشرق العربي تبدو الصورة أقل وضوحاً، وأكثر قتامة إذ لا يمكن الجزم بأن الإسلام السياسي في حال تراجع هناك، خصوصاً إذا ما أخذنا حالات العراق واليمن وسورية مشيرا إلى أنه في الحال الأولى الإسلام السياسي في حال صعود، لكن من منطلق طائفي، وعلى العكس من حالي المغرب وتونس.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.