الرئيسية » تقارير » يديعوت: بيريز والعالم العربي.. هكذا بدت محاولاته لإقامة علاقات “حميمة” وتشكيل شرق أوسط جديد

يديعوت: بيريز والعالم العربي.. هكذا بدت محاولاته لإقامة علاقات “حميمة” وتشكيل شرق أوسط جديد

اعتبرت صحيفةيديعوت أحرونوت” العبرية أن وفاة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمعون بيريز لم تحظى بالقدر المناسب في وسائل الإعلام العربية نتيجة الحرب الأهلية في سوريا والتدخل الروسي، والتحضير لمعركة ضد داعش في الموصل بالعراق، وكذلك حرب المملكة العربية السعودية في اليمن. ومع ذلك رؤية بيريز للشرق الأوسط الجديد لا تزال صالحة حتى اليوم.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن شيمعون بيريز لم يرَ الشرق الأوسط الجديد الذي سعى لتشكيله يتحقق، لا سيما مع القليل من الاهتمام في وسائل الإعلام العربية بخبر وفاته الأسبوع الماضي حيث يعتبر شخصية مثيرة للجدل في العالم العربي، ولكن الموضوع برمته ينعكس في العلاقات العربية الإسرائيلية المهمشة في ظل الثورات العربية والحروب الأهلية والصراع الديني، والعلاقات المضطربة بين السنة والشيعة، والحرب ضد داعش والتنظيمات الجهادية ووجود المزيد من المتاعب التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.

 

ولفتت يديعوت إلى أن سبب قلة الاهتمام العربي بوفاة بيريز أنه كانت معظم الأخبار تتعلق بالحرب الأهلية في سوريا، والتحضير لمعركة حاسمة ضد داعش في الموصل، واستعراض مرور عام على التدخل الروسي في سوريا والحرب التي لا تنتهي من المملكة العربية السعودية ضد اليمن.

 

وأوضحت الصحيفة أنه قليل من المواد التي تعاملت مع وفاة بيريز كانت على اعتبار أنه شخصية مثيرة للجدل، وذكرت بعض وسائل الإعلام الجهود المبذولة لإحلال السلام في التسعينات، لكنهم جميعا لفتوا الانتباه إلى جريمة تأسيس إسرائيل وتعزيز الاحتلال والاستيطان وتنفيذ مجزرة قانا، وقال البعض أنه بدلا من لقب مهندس السلام، يجب أن يسمى بيريز بـ”مهندس الذري” نظرا لأنه صاحب أخطر جريمة لا تغتفر عبر شراء مفاعل نووي من فرنسا.

 

وأشارت يديعوت إلى أنه خلال جنازة بيريز اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهذا كان أمرا مستحيلا لكن بيريز عرف عنه فعل الكثير من الصعوبات فقد جمع قبل ذلك ملك الأردن في لندن عام 1985 مع اسحق رابين. ورغم أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن عملية أوسلو قد فشلت نفى بيريز دائما هذا، مدعيا أن القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس قد تخلت تماما عن طريق الإرهاب ووافقت على الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967، وهذا يعني أن 22 في المئة فقط من فلسطين الكبرى. واعترض عباس منذ توليه السلطة على التفجيرات الانتحارية وحافظ على التنسيق الأمني بين الشرطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

 

واستطردت الصحيفة أنه كانت هناك أيضا جوانب إيجابية في أوسلو حيث تم السلام مع الأردن في عام 1994، وهذا لم يكن ممكنا سوى بالاتفاقية، لأن ملك الأردن كان على بينة من وجود أغلبية فلسطينية في بلاده، كما عملية السلام مع الفلسطينيين أعطت الشرعية لإسرائيل. ومهدت اتفاقات أوسلو الطريق لبدايات جديدة ومثيرة للدهشة منها افتتاح البعثات الدبلوماسية في المغرب وتونس وممثلين في قطر. وبيريز نفسه قد زار المغرب في عام 1986 وقطر في عام 2007 و كل هذا يمكن أن يكون بمثابة جسر لاتفاقيات مستقبلية مع دول الخليج في دول الشرق وشمال أفريقيا.

 

كما أن مختلف محافظات كردستان نعت بيريز، الذي أيد الاستقلال ودعم مصالحهم من وراء الكواليس. كما أن التهديد الإيراني يمكن أن يجعل دول الخليج وإسرائيل في خندق واحد ويمكن أن يجمعها مع دول شمال أفريقيا وتهديد حماس قد يؤدي أيضا إلى التعاون مع مصر والسلطة الفلسطينية وغيرها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.