الرئيسية » تقارير » ضغوطات “القصبة” و”قرطاج” تجبر قناة التاسعة الخاصة على عدم بث حوارها مع “المرزوقي”

ضغوطات “القصبة” و”قرطاج” تجبر قناة التاسعة الخاصة على عدم بث حوارها مع “المرزوقي”

وطن-شمس الدين النقاز-“ في تطوّر جديد يكشف ما تتعرض له وسائل الإعلام في تونس من ضغوطات تصل إلى حدّ التهديد، امتنعت قناة التاسعة (خاصة) عن بث حوار أجرته مع الرئيس السابق منصف المرزوقي.

 

وفي أول رد فعل منه، كتب “المرزوقي” على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” تدوينة اطلعت عليها “وطن” جاء فيها “تردّدت لما طُلب مني قبول دعوة قناة التاسعة فأنا أعلم الناس بهذا النوع من الإعلام لكن قلت ربما هناك نية لطيّ الصفحة والقيام بالواجب المهني، فلم لا أعطيهم فرصة.

 

تذكّرت أيضا أن الكثير يعتقدون أنني غائب والحال أنني مغيّب إعلاميا وسياسيا كما كان الحال في عهد المخلوع.

 

لهذا قررت القبول لكن بشرط الحديث عن حاضر تونس ومستقبلها.

 

قلت لهم إنني لن أردّ على قائمة الأسئلة الخبيثة التي تعدّها غرفة العمليات كل مرة لتثبيت نفس الأكاذيب في عقول النظارة بالتكرار المقصود (لماذا سلمت البغدادي المحمودي، لماذا استقبلت الإرهابيين، لماذا بعثت بأطفالنا لسوريا؟ الخ) …وقبلوا بقاعدة اللعبة، حتى ولو أن الصحفي لم يستطع في آخر الحلقة إلا تجربة استفزازي بالعودة إلى بعضها، ربما لأن التعليمات وصلته في الأذينة بأن يحاول.

 

سُجلت الحصة السبت الفارط في أحسن الظروف ولمدة ساعة ونصف. ثم انتظرت البثّ. لما بدأت تصلني أخبار عن ضغوطات متعددة المصادر لعدم بثّ الحلقة لم أصدّق أن بوسعهم منع رئيس جمهورية سابق من ابداء رأيه في مشاكل بلد محكوم نظريا بنظام ديمقراطي أتت به ثورة سلمية أطاحت باستبداد تميّز بقمعه الشديد لحرية الرأي ومنها حريتي شخصيا.

 

لكن هذا ما تمّ فعلا.

 

ليس الآن وقت الردّ حتى لا يكون الأمر ردّة فعل.

 

لكن هكذا ”على الطاير” كما يقال. مشاعري خليط من:

 

-عدم التصديق بأن هؤلاء الناس بمثل هذا الغباء؟ هل يتصورون الفضيحة؟ هل قدّروا التوقيت والرجل ذاهب لنيويورك ليمثّل دور الرئيس الديمقراطي لبلد نجح انتقاله الديمقراطي خلافا لجميع العرب؟ من سيصدقه بعد هذه القصة خاصة والرجل متهم بأنه يريد تبييض الفساد وتوريث الحكم لابنه؟

 

– الضحك من تصرفات صبيانية وبخصوص الضحك انتظروا لتشبعوا به مهرجان التكذيب والكذب الذي سيبدأ من الغد.

 

– الخوف على تونس: هل من المعقول أن يتحكم في مصيرها أناس بمثل هذا المستوى وإلى أين هم ذاهبون بها؟

 

الثابت أن الافعى عادت وأنها الآن دون قناع. لم يبق لنا إلا العودة جميعا وأكثر من أي وقت مضى للدفاع عن ديمقراطية يريدونها على قدّ مصالحهم ونريدها على قدّ مبادئنا.

 

طالما سخروا مني إبان مقاومة الاستبداد قائلين: ”داخل على الجبل بقدومه ”، فكنت أردّ: نعم وإذا تكسّرت القدومة فسأواصل بأظافري.

 

للحديث والفعل بقية.”

وقال حراك تونس الإرادة الذي يترأسه المرزوقي في بيان أصدره الأربعاء واطلعت عليه “وطن”، أن قناة التاسعة أجرت حوارا تلفزيّا مسجّلا مع الدكتور محمد المنصف المرزوقي رئيس الحزب يوم السبت 3 سبتمبر 2016 في انتظار أن يتمّ بثّه بعد أيام.

 

وأضاف “تأكد لنا أنّ ضغوطا كبيرة سلّطت على القناة بلغت حدّ التهديد من قبل رئاسة الجمهوريّة وأعضاء في الحكومة لمنع بثّ الحوار”.

 

وأدان الحزب بقوّة ما اعتبره الإستهداف الخطير لحريّة الإعلام واستقلاليّته وإنّه لن يسمح البتّة بالمس بهذا المكسب المعمّد بدماء الشهداء وتضحيات أجيال من أهل الإعلام والرأي والكلمة الحرّة.

 

ودعا حراك تونس الإرادة “إدارة قناة التاسعة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة ببث الحوار وعدم الإمتثال للضغوط والإكراهات المسلّطة عليها وعدم السماح بمرور مثل هذه السابقة الخطيرة التي تعيدنا إلى فصول حالكة من تاريخ المنظومة الإعلامية بالبلاد.”

 

كما ندد بشدّة بهذا التدخّل الفج في شؤون الإعلام داعيا في الوقت نفسه الجهات والهيئات الإعلاميّة المختصّة إلى تحمّل المسؤوليّة وفتح تحقيق في الموضوع ونشر ما يتمّٰ التوصّٰل إليه حتّى يطّٰلع الرأي العام على ما يتهدّد حريّة الرأي والإعلام ومستقبل الديمقراطيّة.

 

ونبه الحزب الرأي العام وهيئات الإعلام وكلّ القوى الوطنيّة والديمقراطيّة ومنظمات المجتمع المدني إلى ضرورة الإلتفاف لحماية حرية الإعلام والوقوف في وجه هذا الإنتهاك الخطير.

وفي سياق متّصل، علّق أمين عام حراك تونس الإرادة “عدنان منصر” في تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” على منع حوار “المرزوقي” قائلا إن “حوار الدكتور المرزوقي مع الإعلامي المكي هلال لن يقع بثه هذه الليلة. قرطاج والقصبة ضغطا بكل قواهما وبكل أساليب الإستبداد البغيض حتى لا يظهر الدكتور في الإعلام. يستهدفون حرية الإعلام ليخفوا عجزهم وضحالتهم. للذين سخروا منا عندما تحدثنا عن تغول عصابة السبسي وخدمه في القصبة، هل تحتاجون دليلا آخر؟ شهود الزور داخل حكومة السبسي، ليسوا أقل تواطؤا وإجراما. حمقى ! هذه معركة سنخوضها بكل قوانا، وستخرجون منها ككل مرة منهزمين #ما_نرجعوش_وين_كنا #مافهمتوناش #سيب_الاعلام”.

بدوره كتب القيادي في حراك تونس الإرادة والنائب في البرلمان التونسي عماد الدائمي عبر صفحته الرسمية على “الفيسبوك” تدوينة جاء فيها “من لم يصدّق بعد أنّ عصابة المفسدين التي تسرّبت في غفلة من التونسيين الى مؤسسات الدولة بتزوير الإرادات وبالمال الفاسد للوبيات الفساد تريد اعادة منظومة الاستبداد والفساد التي ترعرعوا في بركتها الآسنة .. فها هو دليل جديد على ذلك ..

صدقوا او لا تصدقوا وزراء ومستشارون و”وجهاء” يتصلون ويضغطون ويهددون حتى يمنعوا بث حوار تلفزي ..

أمر مثير للقرف والاستهزاء … حتى في القمع فاشلون .. يخبطون خبط عشواء بدون أدنى رؤية ويسوقون أنفسهم والبلاد مباشرة نحو النتوءات الأبرز من الحائط الأملس الذي أصبح أقرب جدا مما يتصورون ..

كنّا نحتقركم لأنكم فاشلون واليوم نحتقركم أكثر لأنكم جبناء .. يا من تريدون اعادة انتاج منظومة عبد الوهاب عبد الله بأشخاص من نوع بنتيشة ..

#ما_نرجعوش_وين_كنا

#مافهمتوناش

#سيب_الاعلام”

وخلّف منع بث حوار الرئيس السابق منصف المرزوقي موجة من الغضب وجملة من الإنتقادات اللاذعة لقناة التاسعة وللمشرفين عليها بسبب رضوخهم للضغوطات، كما استنكر عدد من الإعلاميين التونسيين هذا التطوّر الخطير الّذي اعتبروه سعيا حكوميا حثيثا لتركيع وسائل الإعلام وتطويعها وإرجاعها إلى بيت الطاعة.

 

يذكر أن قناة “التاسعة” الخاصة تعود ملكيّتها إلى أحد قياديي حركة نداء تونس.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.