الرئيسية » الهدهد » إسرائيل تدافع عن البشير: ينتهك حقوق الإنسان لكنه ابتعد عن محور إيران لذا ساعدوه

إسرائيل تدافع عن البشير: ينتهك حقوق الإنسان لكنه ابتعد عن محور إيران لذا ساعدوه

وطن- ترجمة خاصة”- دافعت إسرائيل عن الرئيس السوداني عمر البشير وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، معتبرة أن ابتعاد السودان عن إيران يمحي كل الأخطاء التي يرتكبها النظام السوداني هناك، واعترف كبار المسؤولين الإسرائيليين بأنهم لا ينكرون الضغط من أجل السودان. وأضاف المسؤولون أن وقف تهريب الأسلحة إلى غزة من المصالح الإسرائيلية المتوافقة مع البشير.

 

وأوضح مسؤولون إسرائيليون في تقرير ترجمته “وطن” أنه على الرغم من حقيقة أن إسرائيل سعيدة بابتعاد السودان العام الماضي عن المحور الراديكالي الذي تقوده إيران، لكنها في الوقت نفسه تعارض انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري في البلاد، بينما تساند الرئيس عمر البشير المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والشك في المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية.

 

وكشفت صحيفة هآرتس العبرية أن إسرائيل تصرفت ضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية وطلبت منهم اتخاذ قرارات دعم للحكومة في السودان وتحسين العلاقات معها على خلفية نأي الخرطوم بنفسها عن إيران والاقتراب من محور الدول السنية بقيادة المملكة العربية السعودية.

 

وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين الإسرائيليين اتصلوا بنظرائهم في أوروبا، وأكدوا على ضرورة مساعدة السودان في التغلب على مشكلة ديونها الخارجية، والتي تبلغ حوالي 50 مليار دولار.

 

ولم ينفِ المسؤولون أي شيء من التفاصيل التي نشرت في صحيفة هآرتس وحاولوا شرح موقف إسرائيل تجاه السودان، قائلين إن إسرائيل تدعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الدموي في إقليم دارفور في السودان وفي هذا السياق، فإننا نوضح أن ابتعاد الخرطوم عن المحور الراديكالي بقيادة إيران، بما في ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران ووقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك جهود يتم بذلها لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان بشكل مباشر بين البلدين، وطالب الأسبوع الماضي مجموعة من أعضاء الكنيست من المعارضة رئيس لجنة الخارجية والدفاع، عضو الكنيست آفي ديختر بإجراء مناقشة عاجلة حول لجنة الأنشطة الإسرائيلية مع دول العالم بشأن السودان. وجاء الطلب الذي تقدمت به عضو الكنيست ميخال روزين وتم توقيعه من بعض أعضاء الكنيست تحت عنوان “تجدد نقاش العلاقات الدبلوماسية العاجلة بين إسرائيل والسودان”.

 

وأوضحت هآرتس أن الرئيس السوداني عمر البشير يسيطر على البلاد منذ ارتكب الانقلاب العسكري في عام 1989، واحدا من أعتى الحكام المستبدين في العالم المعروف وتم تقديم مذكرة دولية باعتقاله ويواجه الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للاشتباه في مسؤوليته عن تنفيذ إبادة ضد مئات الآلاف من القبائل الإفريقية غير العرب في دارفور في غرب السودان.

 

ولم يتم تعريف السودان في القانون الإسرائيلي كعدو، ولكن بين البلدين هناك عداء منذ فترة طويلة وليس لديهما علاقات دبلوماسية. ووفقا للقانون السوداني، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يجوز أن يدخلها مواطنين سودانيين، وكانت متحالفة عسكريا وسياسيا مع إيران وحزب الله، حيث تم استخدام السودان كقاعدة لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى غزة واقامة بالقرب من العاصمة الخرطوم مصنع ضخم لإنتاج صواريخ بعيدة المدى لحماس والجهاد الإسلامي. وبين عامي 2008 و 2014 نفذت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية في السودان لضرب قوافل أسلحة في طريقها إلى قطاع غزة، وسفينة أسلحة إيرانية رست في ميناء بورسودان، ومصنع الصواريخ بالقرب من العاصمة الخرطوم.

 

وبدأت في نهاية عام 2014 السودان تهدئة العلاقات مع إيران في ظل ضغوط شديدة من المملكة العربية السعودية. وتم طرد الملحق الثقافي الإيراني في السفارة بالخرطوم وأغلقت عدة مراكز ثقافية إيرانية عاملة في البلاد. ثم انضمت السودان إلى التحالف الذي أقامته المملكة العربية السعودية للحرب في اليمن. وأقدمت السودان في يناير من هذا العام على  قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران.

 

وأشارت هآرتس إلى أنه في نفس الوقت الابتعاد عن إيران والتقرب إلى المملكة العربية السعودية، تطور في السودان خلال الأشهر الأولى من 2016 النقاش حول إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكان جزء كبير من هذه القضية جزءا من “مؤتمر الحوار الوطني السوداني” – وهو الإطار الذي يضم جميع الأطراف والفصائل في البلاد، بما في ذلك الجيش السوداني، ويهدف إلى إنهاء الصراع الداخلي في البلاد.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.