الرئيسية » الهدهد » سيف الدولة: “الشهابي” أُجبر على منافسة الإسرائيلي وعدم الانسحاب وسبّب غضباً واسعاً

سيف الدولة: “الشهابي” أُجبر على منافسة الإسرائيلي وعدم الانسحاب وسبّب غضباً واسعاً

قال محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، إن “مشاركة إسلام الشهابي لاعب الجودو المصري في المباراة مع اللاعب الإسرائيلي تسببت غضبا شعبيَّا واسعًا في مصر، وكان الرأي العام ينتظر منه أن يتخذ قرارًا بالمقاطعة وعدم التورط فى تطبيع رياضي مع العدو الصهيوني، أسوة بعديد من اللاعبين المصريين والعرب الذين فعلوها من قبله في مسابقات دولية متعددة، فخسروا المباراة بانسحابهم ولكنهم كسبوا حب واحترام وتقدير كل الشعوب العربية”.

 

وأضاف: “إن الشعب المصري والشعوب العربية تدرك وتؤمن أن إسرائيل كيانًا استعماريًّا عنصريًّا باطلًا غير مشروع وغير طبيعي، وتؤمن  بأن الأرض التي يعيش فيها غصبًا ما يسمى بالإسرائيليين هي أرض فلسطين العربية، وأن هؤلاء ليسوا شعبًا طبيعيًّا، بل هم مواطنين أجانب تَرَكُوا أوطانهم الحقيقية وجاءوا من شتى بقاع الأرض لاحتلال واغتصاب أرض لا يملكونها، ولم يكفوا منذ عام ١٩٤٨ وما قبلها وحتى اليوم على ارتكاب المذابح والاعتداءات على الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية”.

 

وتابع: “وإنه لولا تواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولي ومؤسساته، ولولا خوف واستسلام وتواطؤ غالبية النظم العربية والحكام العرب، لكانت فلسطين قد تحررت وعادت إلى أصحابها”.

 

وواصل: “وحتى في مصر التي وقعت مع إسرائيل معاهدة سلام مشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد، فإن المصريين يدركون جيدًا أنه سلام بالإكراه، تم بعد أن قامت إسرائيل باحتلال سيناء عام 1967 في حماية الولايات المتحدة التي حالت دون أن يصدر قرار من مجلس الأمن بانسحاب القوات المحتلة بدون قيد أو شرط وفقًا لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة”.

 

وأكمل: “وبعد ست سنوات حين أراد المصريين تحرير أرضهم بالحرب وبالقوة تدخلت الولايات المتحدة مرة أخرى في الحرب لتسرق النصر، وتفرض على القيادة السياسية الضعيفة السلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من سيناء، مع فرض قيود على القوات والسلاح المصري في سيناء، واشترطت في الاتفاقية أن يتم تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية في عدة مجالات، لنصبح أمام سلام بالإكراه وتطبيع بالإكراه”.

 

واستطرد: “وهو ما رفضه الشعب المصري وقواه الوطنية وناضلوا ضده ونجحوا في ترسيخه، فأصبح التطبيع منذ عام ١٩٧٩ من المحظورات والمحرمات الوطنية الشعبية على أي شخص أو حزب أو نقابة أو رياضة … الخ”.

 

وأردف: “وتاريخنا في العقود الماضية حافل بالحكايات عن الشخصيات الوطنية التي قاطعت مؤتمرات وفاعليات دولية عديدة اعتراضًا على مشاركة إسرائيل، كما أنه حافل بعدد من الشخصيات العامة التب فقدت سمعتها ومكانتها وتأثيرها وتعرضت للعزل الشعبب لأنها تورطت في ممارسة التطبيع مع شخصيات إسرائيلية”.

 

وقال: “وحين قامت ثورة يناير، تحولت كل الحركات الوطنية المناهضة لإسرائيل ولكامب ديفيد والتطبيع غلى حركات جماهيرية قوية ومؤثرة بعد أن كانت محاصرة ومحظورة من السلطات، ونجح الشباب بعد أسابيع قليلة من الثورة في حصار السفارة الإسرائيلية في ٨ أبريل ٢٠١١ اعتراضًا على ضرب غزة، ثم حاصروها مرة أخرى في 1٩ سبتمبر ٢٠١١ وأغلقوا مقر السفارة الى الأبد بعد أن قامت إسرائيل بقتل عدد من الجنود المصريين في سيناء في شهر أغسطس”.

 

وأضاف: “ولكن في العامين الأخيرين، وقعت ردة كبيرة على الخط الوطني الذي تبنته الثورة المصرية، بل ردة على قواعد اللعبة الذي رسخها السادات ومبارك نفسيهما والتي كانت تلتزم بالتطبيع الرسمي ولكنها لا تشجع التطبيع الشعبي إلا تحت الضغط الأمريكي، فجاء السيسي ليعلن عن تدشين عصر جديد في العلاقات المصرية الاسرائيلية، وصلت فيه العلاقات إلى مستوى من التعاون والتنسيق لم تصل اليه من قبل، يصفه القادة الإسرائيليون بالتحالف الاستراتيجي”.

 

وتابع: “ولأول مرة يطرح عبد الفتاح السيسي خطابًا سياسيَّا يتحدث فيه عن السلام الدافئ وعن الثقة والطمأنينة بين الطرفين وعن أن السلام أصبح في وجدان كل المصريين، وأخذ يدعو في المنابر الاعلامية الدولية إلى توسيع السلام العربي مع إسرائيل، وبدأ عدد من الكتاب والخبراء المحسوبين على السلطة والمرتبطين بعدد من أجهزتها السيادية يروّجون علانية في الأسابيع الماضية لأهمية وفوائد التطبيع مع اسرائيل”.

 

وواصل: “وقام سامح شكرى بزيارة لإسرائيل في أول زيارة لوزير خارجية مصري منذ عشر سنوات، وشارك نتنياهو شخصيًّا في احتفال السفارة المصرية بذكرى ثورة يوليو، وتكررت زيارات شخصيات ووفود من الكنيسة المصرية ورحلات سياحية دينية إلى القدس بالمخالفة لقرار البابا شنودة، وصدرت بيانات وتصريحات رسمية عن تطبيع أمني سعودي إسرائيلي برعاية مصرية من بوابة الترتيبات الأمنية لجزيرتي تيران وصنافير.. الخ”.

 

وأكمل: “ولقد أصبح معلومًا للجميع اليوم، الدوافع الحقيقية وراء هذا التقارب، حيث يعتبر السيسي أن إسرائيل هي بوابته الرئيسية للفوز بالاعتراف والشرعية والدعم من الولايات المتحدة ومجتمعها الدولي، ولقد قامت إسرائيل بالفعل في سابقة هي الأولى من نوعها في الضغط على الكونجرس والإدارة الأمريكيتين لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر”.

 

واستطرد: “في ظل هذه التوجهات الرسمية المصرية التي تعتبر فيه السلطة الحاكمة في مصر، إسرائيل شريكًا أمنيًّا وحليفًا استراتيجيًّا هامًا، جاءت مباراة إسلام الشهابي، والتي يشك كثير من المراقبين أنه قد تعرض لضغوط شديدة تمت بأوامر عليا، لكي يشارك في المباراة ولا يقاطعها”.

 

وأردف: “ولكن أيً كانت هذه الضغوط فإنها لا تبرر له سقطة التطبيع مع إسرائيل، العدو الأول للشعوب في مصر والعالم العربي، هذه السقطة التي لا تزال تحتل المرتبة الأولى فى قوائم السقطات والانحرافات السياسية والوطنية في الوجدان الشعبى المصري والعربي”.

 

يشار إلى أن لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي خسرأمام منافسه الإسرائيلي، أور ساسون، بنتيجة (0-100)، ضمن دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو.

 

ورفض الشهابي مصافحة غريمه أور ساسون بعد خسارته في النزال الذي جمعهما يوم الجمعة، 12 أغسطس، ضمن منافسات دور الـ 32 للجودو، في الوزن الثقيل فوق الـ 100 كيلوجرام. بعد ذلك نجح “ساسون” في حصد الميدالية البرونزية بعد تغلبه على بطل كوبا “أليكس جارسيا ميندوزا”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.