الرئيسية » تحرر الكلام » العشق “الحرام” في حكاية شعب، ونظام !

العشق “الحرام” في حكاية شعب، ونظام !

أوت 2015 : رئيس أركان الجيش الجزائري، ونائب وزير الدفاع، أحمد قايد صالح، يبعث برسالة عاطفية، جد مؤثرة، لم يُخف فيها هيامه بالشعب الجزائري، قائد العسكر الجزائري قال ضمنيا، وباختصار” نحبّك يا شعب”… يسلمك.

وفي نفس التوقيت تقريبا، غرّد رئيس الحكومة السابق سيد أحمد غزالي، خارج السرب الشعبي، وأرجع تخلف الجزائر، وعجزها عن مواكبة التطور،إلى احتقار، واستغفال السلطة للشعب الجزائري.

أما بعد:

قيادات جزائرية، تُطلّ بين الفينة، والأخرى، وهي تتدفّق عواطف حبّ، وصبابة، وتواضع مريب، بكلمات متألقة، منمّقة، مباشرة، أو عبر خطابات مكتوبة، تشكر الجماهير، وكلّ الروافد الشعبية، التي تُزكّي المفسدين، وتعهد للمسؤولين، بكل آيات الولاء، والطاعة العمياء، وذلك كله باسم الوطن، وأمنه، ومحاربة أعدائه من الإرهابيين، والخونة، والمرتزقة.

على الأرض، وتحت الشمس، وبشواهد لا ينكرها إلا كل جاحد، يستقرّ الجزائري، وفي عُرف القيادات، ورجال الظل، في رواق الشعوب، التي لم تُفطم بعد، وهي بمنزلة الشرذمة الغرّة، تغفر، وتمنع أسيادا فوق الشبهة، والمحاسبة!

قادة الجزائر، اقتنعوا، وبما لا يدع مجالا لشكّ، أن الشعب الجزائري يروم شرفه في بطنه، تنكص همّته ،فيتواكل ويضيق أفقه، ما يجعله يتعاطى مع أولويات سيادته، وأمنه، ومستقبل عياله، بالخزي، شذوذ انحراف،  بفنون موت فتنة مسعور، حرقُ أجساد، وشنقُ نحور، في يوميات غلّ قتل النفس، غير الرحيم!

إباء الشعب الجزائري، وعفّته، في عرف تحالفات، وتوازنات لصوص المال العام، ومحترفي استنزاف وحدة التراب، والثروة ، مجرد انكفاء، بواجهة الانفعال، ووجاهة الناب والابتذال..

الجزائريون، في نظر سادة القرار، شعب يتندّر بآلامه، ويحطّ من قيمته، وقيمه، ينبطح “تضوّرا”، وينكسر “هامة”، ورغم ذلك ينام على الضّيم، هنيئا، يستأنس بأحلام ركوب البحر، لتحصيل مجد خلود الدارين.

الشعب الجزائري، وبمواقف قادته، ووقفاتهم، أسير ضيافة، وشهادة على عدوان يومي، يستهدف أصول دولته، بالتزوير تارة، وبالتخذير دوما، شعبٌ دفين، رهين، كشياه تعدو بها ذئاب الجور، دون اعتراض ذي بال؟!

هو الصمت الذي سوّق به ،راضيا، منطق النهب، واستمرأ نهج النفوذ، والرشى، والوساطة، الأمر الذي جعله شريك فساد، وبقابليته للغبن، والذلّ، والمهانة، والاستكانة ،أضحى رقما أساسيا في معادلة الخيبة الداخلية ،المهولة، التي تجنّد لها، وكان درعها، وسندها ،في مغامرات مساوماته، وتنازلاته.

ذمم تتوسّل رغيف خبز، في زخم حكم ، يُقتّر العيش، ليُكتّل الإقصاء، والمتاجرة، والمصادرة ، بلا مواجهة نقيق أو نعيق، غثاء أو زبد!

الجزائريون يحصدون ثمار تركة من اصطفوا، ومنذ الاستقلال، للكيد للبناء والتنمية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية، والإخلال بأدنى أعراف الحداثة والتمدّن، أما حديث الأمن، والاستقرار المزعوم، فأقنعة مهاترات خرفة، لاستئساد عُهد مافيوية، استأثرت بكل سهل خصب، ورمت الوطن بالنّوى، وتفعيل مقوّمات الإخضاع، والانبطاح، في ظل قابلية جماهيرية، مثيرة، غريبة.

ورغم توازنات العار، واختطاف الجزائر الحرة ،وتهميش دورها الريادي، وإنزالها درك التخلف والتعبية، يصرّ الشعب على أن يحيد، عن مواثيق الأسلاف المغاوير، في التحرّر، والانعتاق السلمي، الحضاري، ولا يُمجّد غير البطاطا، والزيت، والحليب، ولا تغيضه غير نتائج المنتخب الأولمبي لكرة القدم، في ريو البرازيلية، وفشل تحويلات اللاعبين المغتربين، ونتائجها على السلم، والمصالحة الوطنية، أما مسائل العرض، والأرض ،فمسائل متروكة للرحمن، والذي لم يسلم اسم جلالته، من قذف الأفئدة واللسان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.