الرئيسية » تقارير » معهد الأمن القومي الإسرائيلي: لهذه الأسباب ستستمر الفوضى في سوريا

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: لهذه الأسباب ستستمر الفوضى في سوريا

وطنترجمة خاصة” قال معهد الأمن الإسرائيلي إنه كجزء من التوافق بين القوى العظمى الناشئة قد يتم تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق، الأولى التي تخضع لرقابة مشددة من نظام الأسد وحلفائه، والثانية مناطق اشتباك تعمل فيها جميع الأطراف المتحاربة، ,منطقة ثالثة تقع تحت السيطرة الحصرية للدولة الإسلامية، معتبرا أنه في ظل الوضع الحالي، فإن المنطقة الأولى والثالثة لا تمثلان تهديدا لسوريا، بل المعضلة في المنطقة الثانية التي تشمل مجموعات متحاربة مختلفة، فهذه المناطق تشهد الكثير من العنف والفوضى.

 

وأضاف المعهد الإسرائيلي في دراسة ترجمتها “وطن” أن العقيدة الأمريكية التي صاغها الرئيس أوباما ويجري تنفيذها في سوريا تركز حتى الآن أساسا على النضال ضد العناصر المتشددة مثل داعش ولا تتضمن مفهوم المنافسة التي يجب معالجتها في وقت واحد بحيث يتم مكافحة داعش وإنهاء وجود نظام الأسد القمعي، ويتضح ذلك في رسالة بعث بها مؤخرا خبراء في وزارة الخارجية الأمريكية، الذين يرون أن العلاج لابد وأن يتم في وقت واحد وعبر الطريقة الوحيدة وهي السماح للشعب السوري باختيار وتشكيل المستقبل.

 

ولفتت الدراسة إلى أنه كجزء من المفاوضات التي جرت مؤخرا بين الولايات المتحدة وروسيا، كان إنشاء مركز المعلومات المشتركة ومن خلاله سيتم تعزيز الهدف الاستراتيجي المشترك لهزيمة قوات جبهة النصرة، تحت مظلة قرارات الشرعية الدولية التي تهدف إلى تعزيز وقف القتال في سوريا ودعم عملية التحول السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وسيتم إعداد بنك الأهداف لمهاجمة النصرة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال إنشاء آلية للتنسيق تطالب الولايات المتحدة منع، أو تقليل استهداف روسيا وقوات التحالف للجماعات المعارضة.

 

واستطردت الدراسة الإسرائيلية أنه من المفترض أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة ستناقش الرد على العديد من الأسئلة: (1) كيف يمكن لكلا الطرفين الكشف عن الموقع الدقيق لأهداف جبهة النصرة في حين أنها مختلطة مع جماعات متمردة أخرى وكثيرا ما تتغير؟ (2) ما إذا كان هذا الاتفاق من شأنه أن يمنع روسيا من مهاجمة أهداف لم يتم التنسيق والاتفاق عليها؟، وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو ضد مهاجمة المتمردين؟ (3) كيف يتم تحديد الجماعات المعارضة ومنع استهداف المستشفيات والمدارس، خاصة وأنه هناك تجربة مؤلمة من الهجمات الجوية الروسية ضد أهداف مدنية، على افتراض أن المساحة تحتلها جماعات إرهابية؟.

 

وأكد الموقع العبري أنه على ضوء هذه التطورات التي تشهدها سوريا واختلاف الرؤية الأمريكية عن الروسية، يبدو أن العنف والفوضى سيستمران في سوريا ولن يتوقفا قريبا، لا سيما وأن روسيا تعارض كثيرا من التوجهات الأمريكية وكذلك واشنطن أيضا ترفض الاستراتيجية الروسية، فكيف لطرفان متناقضان بهذا الحجم أن يتفقا معا حول استراتيجية واحدة تنهي الفوضى في سوريا؟.

 

واعتبر معهد الأمن الإسرائيلي أن الصورة الراهنة التي تبدو عليها سورياوتقسيمها لمناطق، بعضها يخضع لنظام بشار والبعض الآخر لداعش، وأخرى لا زالت تشهد معارك طاحنة بين الفريقين، يؤكد أن الاستقرار والهدوء حلم بعيد المنال في سوريا، خاصة مع اشتداد الحرب الأهلية والحرب بالوكالة، واتضحت صعوبة الوضع من خلال الفشل في تحقيق الاستقرار خلال وقف إطلاق النار.

 

واختتم المعهد تقريره بأنه ينظر في كل منطقة حتى الخالية من سيطرة داعش في كثير من الأحيان على أنها متطرفة، لذا حتى لو هزمت داعش عسكريا، لكن الفكر والفكرة ستنتقل إلى مكان آخر بسبب استمرار سياسة نظام الأسد الفاشلة، التي تشجع على واصل التحريض على الفوضى في سوريا ومحيطها، كما أن منظمات المتمردين تمتلك سرعة في التكيف مع الأوضاع الجديدة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.