الرئيسية » الهدهد » “تقرير”: أضخم “قبر” في العالم.. الذهب لـ”الخميني” والجوع للإيرانيين

“تقرير”: أضخم “قبر” في العالم.. الذهب لـ”الخميني” والجوع للإيرانيين

لا يعدُّ ضريحالخميني” في إيران ضريحاً عادياً يحوي قبر رجل يعده الإيرانيون رمزاً قومياً ودينياً فحسب، إذ يعد ذلك الصرح الضخم من أهم المواقع السياحية الدينية، التي يحرص الإيرانيون أن يكون مزاراً لهم ولزوار بلدهم.

 

الإنفاق على ضريح الخميني، الذي يقع في مدينة طهران، فاق الوصف، فمنذ وفاته في عام 1989، بدأت الحكومة الإيرانية بتشييد ذلك الصرح الكبير، ودأبت على تجديد عمارته باستمرار، حتى إنها أنفقت عليه المليارات، فيما تعيش فئة كبرى من الإيرانيين بغالبيتهم حالة من الفقر والبؤس.

 

وكلف بناء الضريح والمراكز الدعائية والدينية التابعة له، في أول سنتين من وفاته (1989) ملياري دولار، إلا أنه لا توجد تقارير تكشف المبالغ التي خصصت لهذه المقبرة خلال 24 سنة الماضية، وذلك بحسب موقع دويتشه فيلله الألماني.

 

وينقل الزوار الأجانب لضريح الخميني، إعجابهم وانبهارهم بضخامة البناء، وفنون العمارة، ومساحة البناء الكبيرة، وهو ما لا يتوافر لأضرحة أخرى في العالم، أقيمت لشخصيات دينية أو سياسية أو اجتماعية.

 

يقع الضريح والمصليات على مساحة 600 كيلومتر مربع، بحيث لا يوجد لها نظير في أي من الأبنية الدينية، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو غيرها من المذاهب والديانات الأخرى.

 

يقع على أطراف حرم الخميني 4 مآذن بارتفاع 91 متراً مطلية بالذهب، ويحمل الحرم 5 قباب، أكبرها معدنية تم طلاؤها بالذهب عام 2007، في حين أن الهيكل الصلب الأساسي للقبة المطلية بالذهب وزنه 340 طناً، وغطاؤه نحو 50 طناً، والقباب الأخريات غلفت بالكاشاني المزخرف، ويوجد للحرم أيضاً 5 مداخل من الشرق والغرب. وفق تقرير نشره موقع “الخليج اونلاين”.

 

يوجد إلى جانب الضريح متحف يقع على مساحة 15 ألف متر مربع، يحمل الطابع الفرنسي في تشكيله، كما يتشكل المتحف من غرف بأعداد كثيرة مكسوة بالأحجار الكريمة، لا تحمل جدرانه أي مكان آخر للأعمال الفنية.

 

وهناك معرض باسم “شهر آفتاب”، أي مدينة الشمس، من ضمن المجموعة، انتهى إنشاؤه في فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، ولأن المجموعة تضم إلى جانب هذا مستشفى، ومخفراً، وفنادق، وأسواقاً، ومحلات، ومنشآت ثقافية، وصالات، يبدو أن ثمة خطة لتحويلها إلى مدينة مذهبية على شاكلة المدن التاريخية الشيعية، مثل قم وكربلاء والنجف وغيرها.

 

ويشمل مجمّع الأبنية الضخم متاجر، وجامعة، وفندق خمسة نجوم، ومستشفى، ومتحفاً، وباحة وقوف تتّسع لعشرات آلاف السيارات.

 

– ملايين الفقراء

وتستمر، وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، أعمال صيانة وتوسعة “الضريح” الذي ينفق على أعماله تلك مبالغ طائلة، في وقت يرزح ملايين الإيرانيين تحت خط الفقر؛ نتيجة لصراع غير متكافئ مع أغنياء السلطة، والبطالة والغلاء والتضخم، حيث بلغ عدد من يعيشون تحت هذا الخط، حسب موقع “ألف” التابع للنائب المتشدد “أحمد توكلي”، 15 مليون شخص، ولكن المصادر المستقلة تتحدث عن أرقام ضعف هذا الرقم في بلد سكانه 75 مليون نسمة.

 

وسائل إعلام معروفة انتقدت الإنفاق الهائل على إعمار وتوسعة “الضريح”، وهو ما لاقى تأييداً واسعاً من قبل الإيرانيين.

 

إذ لقيت صور نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي تظهر عمليات الإعمار تلك تفاعلاً كبيراً من قبل الإيرانيين، الذين أبدوا استياءهم من توجيه ملايين الدولارات على “الضريح”.

 

وبحسب صحيفة “المونيتور” جرى مشاركة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يذكّر المشاهدين بأن إنجاز المشروع استغرق أكثر من ربع قرن، مع عرض صور لجزء من الشعب يعيش أوضاعاً مزرية.

 

وقال أحد أصحاب المتاجر في طهران بعد رؤية صور المقام الجديد: “لا ينفك المسؤولون يتحدثون عن الحاجة إلى خفض تكاليف المعيشة غير الضرورية، لكن انظر أين يتم إنفاق موازنة البلاد”.

 

لم يكن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وحدهم من وجهوا الانتقادات لأعمال الترميم الضخمة، التي جرت في ضريح الخميني، فقد وصفت أيضاً عدّة صحف ومواقع إلكترونيّة محافظة المشروع بأنه يذكر بالقصور في “أفلام هوليوود”، أو “أساطير ملوك الفرس”.

 

جذب النقاش حول المسألة أيضاً انتباه كثير من وسائل الإعلام الأجنبية، ونشر موقع “دويتشه فيله” الألماني مجموعة صور للمبنى، واصفاً إياه بـ”المقام الأكثر كلفة” في العالم.

 

– هنا يرقد الخميني

في طريقهم من المطار إلى الفندق، توجهت السيارات الخاصة التي تقل وفداً وزارياً لدولة جارة لإيران نحو ضريح “الخميني”.

 

يقول أحد أعضاء الوفد، إنهم تفاجؤوا بوصولهم إلى مكان ضخم عرفوا أنه “هنا يرقد الخميني”، بحسب مرافقيهم، الذين فاجؤوهم بتلك الزيارة.

 

وأضاف العضو في الوفد، طالباً عدم ذكر اسمه، أن تلك الزيارة وقعت قبل نحو عامين، وتبين أن تلك الإجراءات تقاليد رسمية يتبعها الإيرانيون مع ضيوفهم.

 

ويعتقد كثير من الإيرانيين، لا سيما الجهات الرسمية، أن ضريح الخميني “مقام مبارك”، ولذلك يفدون إلى زيارته، ولأجل هذا الاعتقاد يتوجه أعضاء مجلس النواب بعد انتهاء أعمال أول جلسة يعقدونها، في دوراتهم التشريعية، إلى زيارة ضريح الخميني.

 

يشار إلى أن الخميني، واسمه روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، رجل دين سياسي إيراني، من مواليد 24 سبتمبر/أيلول 1902، وتوفي في 3 يونيو/حزيران 1989. وكان كالأب الروحي لعدد من الشيعة داخل إيران وخارجها.

 

قاد الثورة الإيرانية حتى أطاح بالشاه محمد رضا بهلوي، في 1979، وقاد الحكم في إيران، وفي عهده نشبت حرب بين بلاده والعراق من سبتمبر/أيلول 1980 حتى أغسطس/آب 1988، ورفض الخميني فيها الاستسلام للرئيس العراقي صدام حسين حينذاك، واستمرت الحرب سجالاً بين البلدين إلى أن وافق الخميني على قبول وقف إطلاق النار في 8 أغسطس/آب 1988، حين حققت القوات العراقية تقدماً ملحوظاً، ووصف الخميني قبوله وقف إطلاق النار بأنه “تجرع كأس السم”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.