الرئيسية » تحرر الكلام » دقائق تحت رحمة الميليشيا

دقائق تحت رحمة الميليشيا

كتبت هذه الحروف قبل يوم واحد من بدء عاصفة الحزم, وهي شهادة للحظات عصيبة عشتها شخصيا اطرحها في متناول ايديكم لتعرفوا السبب الذي دفع تعز للتسلح بالبندقية بدلا عن القلم…. لنتابع ….

حروفي هذه التي تقرؤونها ليست سوی جزء استطعت علی تذكره بصعوبة والجزء الاخر مفقود نظراً لصعوبة الموقف…

رصاص كثيف وموجّـه في الغالب صـوب المتظاهــــرين الذين اسرعوا الخطی للنجـاة بارواحهم من الرصاصات الغادرة التي تطلق نحوهم،كثافـــة الرصاص حالت دون تمكني انا ومتظاهر اخر من الهروب من المكان واللحاق بمن كانوا معنا من المتظاهــــرين خصوصا اننا صرنا محاصرين تماما حيث صوت الرصاص يسمع في كل ارجاء المكان،

طلب مني رفيقي التوقف عن التصوير بجوالي فتوقفت بعد لحظات بعد ان اشتد الرصاص الحي

رصاص من ايماننا(عند مدخل الشارع المؤدي لمعسكر القوات الخاصــة) ورصاص من شمائلنا(عند مدخل فرعي)ونحن في الوسط في وضع لايحسد عليه نغطي رؤوسنا بايدينا ومتخفين جوار حاجز ملاصق لاحد المحلات لايزيد طوله عن متر في شارع جولة القصر في الجهة المقابلة لفرزة الباصات، وامامنا جندي او لنقل ميليشيــــاوي بالزي العسكري يطلق النار صوب مجموعة من المتظاهــــرين الهاربين من الموت،لم يبقی في المكان سوی انا وشخص آخر، انتهی العسكري المأجور من مهمته ثم التفت نحونا مصوباً سلاحه،توقعت ان يطلق النار لكنه لم يفعل وتوجه نحونا وفي يده هراوة وعلی كتفه بندقية،وما ان وصل حتـی توسل اليه رفيقي واوهـمه ان لاعلاقة لنا بالمتظاهرين،لم اعرف ماذا حدث لرفيقي لانني افلتت من قبضة الجندي بصعوبة لاواجه جندي(ميليشيــــاوي) اخر جاء مسرعا نحو المكان،رفعت يداي تعبيرا عن سلميتي وترجيت منه ان يتركني لكن ذلك لم يجدي فقد اعتدی علي بالضرب وركلني باقدامه القذرة لمرتين تقريباً وحاول الاستمرار في عدوانه علی وقع اصوات الرصاص في المكان لكنني دفعته واستطعت الافلات منه وانطلقت ماشياً غير آبهاً بتهديداته وطلبه مني عدم الهروب،واصلت طريقي وانا اشعر ان الرصاص سيصيبني في كل خطوة اخطوها خاصة وانني كنت الوحيد في الشارع،نزعت كمامتي التي قاومت الغازات حينما شاهدت امامي اكثر من خمسة جنود(ميليشيــــا الزي الرسمي) في احد المداخل الفرعية يطلقون الرصاص باتجاه الجهة الاخری جوار فرزة الباصات حيث يوجد بعض المتظاهــــرين، واصلت السير امامهم بكل ثبات وخطوات ثابتة وانا في حالة من الشعور ان الموت او الاصابة اقرب مني اكثر من اي وقت مضــی، استمر الرصاص واستمريتُ في طريقي حتـی دخلت احد المطاعم التي ابقت جزء من بابها مفتوح فقط،وهنا شعرت انني تحررت تماما من اي احتمال بالوقوع في قبضة الميليشيــــا،وشعرت من كل اعماقي ان السلمية لم تعد كافية لتحقيق الهتافات مالم يكن هناك حلول تسمح بحق الدفاع عن النفس!.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.