الرئيسية » الهدهد » جيروزاليم بوست: نتنياهو وعباس لا يمكنهما أن يقولا “لا” للسيسي لهذا السبب

جيروزاليم بوست: نتنياهو وعباس لا يمكنهما أن يقولا “لا” للسيسي لهذا السبب

تحت عنوان “السيسي وسيط سلام” نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تقريرها مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، يكررون تقريبا نفس الكلمات  “يمكن أن نقول لا لجون كيري ولأوباما، لكننا لا نستطيع أن نقولها للسيسي”.

 

وقال الباحث الإسرائيلي “جيرشون باسكين” انه : “في الكنيست، قال وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان: “مصر هي الحليف الأهم والأكثر جدية في الشرق الأوسط، وبين الدول العربية لقد استثمرت الكثير من الجهد لبناء الثقة والعلاقات التعاونية”.

 

وعلقت الصحيفة: “إنه تصريح مثير للاهتمام من رجل هدد بقصف السد العالي عام 1998 انتقاما من الدعم المصري لياسر عرفات”.

 

 

وتابعت: “لكن عرفات لم يعد موجودا في السلطة وكذلك حسني مبارك، ولم يعد ليبرمان مثل سابق عهده”.

 

ونقل الباحث عن مصدر بالمخابرات المصرية قوله: “في عيون الحكومة المصرية، فإن ليبرمان هو الأكثر برجماتية في الحكومة الإسرائيلية ويمكننا أن نعمل معه”.

 

وتطرق المقال إلى تاريخ العلاقات المصرية الإسرائيلية، منذ زيارة السادات التاريخية للكنيست في نوفمبر 1977، وما أتبعها من غضب عربي بقيادة ياسر عرفات، ونقل مقر الجامعة العربية خارج القاهرة، ما جعل مصر آنذاك دولة “منبوذة” في العالمين العربي والإسلامي، بحسب وصفه.

 

وتبدل الأمر عام 1982، عندما أُجبر عرفات على مغادرة بيروت، حيث توقف في القاهرة خلال طريقه إلى تونس، واحتضن الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان نائبا للسادات، مجددا السلام مع مصر، رغم أنها نفس الدولة التي أبرمت المعاهدة مع إسرائيل.

 

ولفت الكاتب إلى صمود معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل رغم اغتيال السادات والحروب المتكررة بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل ولبنان، وصعود حماس للسلطة في غزة، وصعود وأفول الإخوان المسلمين في مصر.

 

ومع التحدي الذي يواجه  السيادة المصرية من الإرهابيين في سيناء، وافقت إسرائيل على الطلبات المصرية بنشر قوات أكبر وأسلحة أكثر في سيناء، بينها طائرات هليكوبتر هجومية.

 

باسكين رأى  أن التعاون الأمني والاستخباري المصري الإسرائيلي يمثل دعامة أساسية للعلاقات، وجوهرا  لأمن الجانبين.

 

ومضى يقول: “حماس عدو مشترك، مثلها مثل فروع التطرف الإسلامي الأخرى في المنطقة. مثل هذه التهديدات المشتركة امتد نطاق تواجدها إلى ما وراء حدود إسرائيل لتشمل الأردن وحتى السعودية”.

 

مصر صاحبة مكانة أساسية في الشرق الأوسط اليوم، حتى مع اقتصادها المتعثر، وحربها الصعبة للغاية ضد داعش وسائر الإرهابيين في سيناء، لكنها  تتفهم أن بإمكانها لعب دور لا يمكن الاستغناء عنه في المضي قدما لاستقرار أكثر نطاقا.

 

وتمثل مصر شريان حياة بالنسبة لغزة، وهي الحقيقة التي تعرفها حماس، وأدى إغلاق القاهرة لكافة أنفاق التهريب بين سيناء والقطاع الفلسطيني في إحداث  شلل للاقتصاد الغزاوي، وفقدت حماس مصدرها الرئيسي للدخل، وفقا للمقال.

 

وواصل قائلا: “علاوة على ذلك، تواصل مصر إغلاقها لمعبر رفح بشكل شبه دائم، ويدفع شعب غزة ثمن فشل وأكاذيب حكومتهم”.

 

واستطرد: اتهمت مصر حماس بالتعاون مع الإرهابيين المناهضين للحكومة المصرية، لكن قادة  الحركة الفلسطينية  ذهبوا إلى القاهرة وأقسموا للمسؤولين  على أنهم لا يساعدون في أي حرب ضد مصر، لكنهم كانوا يكذبون، وقدمت المخابرات المصرية الدليل”.

 

وأوضحت مصر  إعلاق المعبر سيستمر معظم الوقت ما لم توافق حماس على إعادة نشر قوات السلطة الفلسطينية عبر الحدود، بحسب باسكين.

 

بيد أن  حماس لا توافق على ذلك، رغم كونه مطلبا مشتركا بين القاهرة والسلطة الفلسطينية بأن تكون غزة والضفة الغربية تحت قيادة سلطة واحدة، وأردف الكاتب:”مصر شأنها شأن إسرائيل ترغب في رؤية نهاية لحركة حماس في غزة”.

 

الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصالات مستمرة مع السيسي ويرى مصر حليفا ثابتا للشعب الفلسطيني، ومع ذلك يعرف عباس أيضا أنه لن يحصل على أي خصومات من السيسي فيما يتعلق بالتنازلات التي سيتعين على الفلسطينيين التضحية بها مقابل أي اتفاق مع إسرائيل، مثل استمرار التعاون الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية، بحسب المقال.

 

ويبدو أن المصريين لديهم خطة يعملون على تنفيذها، حيث أعلن السيسي في البداية  استعداد القاهرة للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، ثم زار وزير الخارجية سامح شكري الرئيس الفلسطيني  محمود عباس في رام الله، واستمع إليه بإنصات شديد، ، وسأله بعض الأسئلة الصعبة، ثم عاد إلى القاهرة، وسافر بعدها إلى تل أبيب  واستمع باهتمام إلى نتنياهو، وسأله بعض الأسئلة الصعبة، وعاد أدراجه إلى القاهرة.

 

وواصل الباحث الإسرائيلي مقاله: “السيسي أعلن بعد ذلك أنه سيدعو نتنياهو وعباس للاجتماع به في القاهرة. من وجهة نظري، فإن مصر بعد الاستماع إلى الجانبين تتأهب حاليا لإخبار كل طرف ماذا يتعين عليه فعله، بما يتضمن تجديد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة بعون من القاهرة،  مع حضور إضافي للأردن على مائدة المفاوضات، ما يمثل تأسيسا لرباعي إقليمي”.

 

وأضاف بسكين:  “المثير للاهتمام،  عندما تحدثت عن هذا مع  العديد من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، سمعت نفس الكلمات حيث قالوا: “يمكن أن نقول لا لجون كيري ولأوباما، لكننا لا نستطيع أن نقولها للسيسي”.

 

واختتم قائلا: “سنرى إذا  كان ذلك صحيحا”.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.