الرئيسية » الهدهد » “الجارديان”: الفلوجة بعد داعش.. مدينة أشباح مهجورة تغطيها شعارات طائفية

“الجارديان”: الفلوجة بعد داعش.. مدينة أشباح مهجورة تغطيها شعارات طائفية

قوات اﻷمن العراقية تتقدم ببطء داخل مدينة الفلوجة التي وصفت على مدى السنوات الـ 13 الماضية بأنها إما “مدينة المساجد” أو “مدينة المقاومة”، الوافدون الجدد غيروا كل ذلك، فقد أصبحت الآن “مدينة أشباح، وكتابة على الجدران”.

 

هكذا وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية مدينة الفلوجة بعدما استعادتها القوات العراقية والمليشيات الشيعية من تنظيم الدولة اﻹسلامية، وسط غموض حول مصيرها، وتأكيد أن اﻷهالي لن يعودوا قبل 6 أشهر على اﻷقل.

 

في جميع أنحاء المدينة، وعلى جدران مئات المنازل والمباني المهجورة، المنتصرون يضعون بصماتهم، قوات اﻷمن التي ساعدت الجيش لاستعادة المدينة من داعش، ملأت جدران الحوائط بشعارات تندد بتنظيم الدولة اﻹسلامية، وتعلن الولاء للمقدسات الشيعية، بحسب الصحيفة.

 

في حين أن النصر ينسب للقوات العراقية، فقد لعبت المليشيات الشيعية دورًا في المعركة لدحر داعش من المدينة، وقالت وزارة الداخلية: “كنا أول من دخل المدينة.. ثم جاءت كتائب بدر، وعصائب أهل الحق”.

 

الميليشيات المدعومة من إيران والتي لعبت أدوارا بارزة في الحرب ضد داعش، غالبا ما تتفوق على القوات العراقية، وتتعرض دائمًا لانتقادات وخاصة من السنة بسبب الشعارات الطائفية التي ترفعها، ويعتبرها بعض المسؤولين الغربيين “تنتهك سيادة القوات العراقية”.

 

وردًا على سؤال حول دور الميليشيات، أجاب أحد الضباط بحذر:” سواء كنت تقبل هؤلاء المليشيات أم لا، لقد حضروا للفلوجة كعراقيين لتحرير أهل الفلوجة من حكم داعش”.

 

وتضمنت جدران الفلوجة عبارات طائفية من بينها :” هذا انتصار لمن نعبد .. الفلوجة الآن في أيدي فيلق بدر”.

 

وفي كل مكان في المدينة هناك أعلام شيعة بجانب الأعلام العراقية التي وضعت بأعداد كبيرة في المدينة التي كان لا يعرف عنها أي شيء منذ سيطرة داعش عليها قبل عام ونصف، بحسب الصحيفة.

 

بعد انتهاء سيطرة داعش، مستقبل الفلوجة يبدو إلى حد كبير مجهولا، فهناك لا يوجد سكان، ولا شيء يتحرك باستثناء الوحدات العسكرية، كل اﻷهالي الذين عاشوا تحت حكم داعش فروا الآن.

 

الكثير منهم يعيش حاليا في مخيم للاجئين في الصحراء القاسية، ومن غير المرجح عودتهم لمنازلهم قبل ستة أشهر على الأقل.

 

المعركة الشرسة حولت المدينة ﻷطلال وجعلت العديد من شوارعها بدون تحصينات.

 

السلطات العراقية تقدر أن ما يصل لنحو 1000 من عناصر داعش كانوا في الفلوجة عندما بدأت المعركة، ولم ينجُ منهم إلا عدد قليل، والباقي قتل خلال المعركة أو في طريقهم للهروب عبر الصحراء.

 

وقال أحد الضباط العراقيين: الناس في الفلوجة مختلفين عقائديا وفكريا، وعقلية الناس هنا مختلفة بعض الشيء عن بقية البلاد.. هذا المدينة مركز الإرهاب .. نحن بحاجة للتعليم وتدريب وتأهيل المجتمع مرة أخرى”.

 

لسنوات عديدة كانت مدينة التجار والصناع والموالين لنظام صدام حسين، تحتوي على منازل فخمة وشوارع واسعة، إلا أن الوضع حاليا تغير بعد الدمار الذي تعرضت له المدينة.

 

خارج المستشفى الذي أقامته الحكومة العراقية عام 2009، سعد محمود، أحد سكان الفلوجة وجندي في الجيش العراقي، يقف على مدفع رشاش، ويقول:” لا أريد العودة ﻷرى بيتي”، مشيرا إلى أنه هرب من المدينة مع عائلته عندما استولت داعش عليها في 2014.

 

وبجانب الطريق هناك رشاشات وذخيرة متناثرة وسط أنقاض المنزل الذي كان يعتقد أن داعش استخدمته كقاعدة.

 

النصر في الفلوجة منح القوات العراقية شعورا بالثقة قبل معركة مصيرية، الانتصار فيها يعني طرد داعش من العراق نهائيا، واستعادة المدينة الثانية في البلاد “الموصل”.

ترجمة وتحرير مصر العربية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.