الرئيسية » الهدهد » “خوش سيادة”.. برامج أطفال روسية وتعلم اللغة الفارسية على قنوات النظام السوري

“خوش سيادة”.. برامج أطفال روسية وتعلم اللغة الفارسية على قنوات النظام السوري

“خاص- وطن”- محمد أمين ميرة- عمدت القنوات السورية التابعة للنظام الذي يديره بشار الأسد، في الفترة الأخيرة إلى عرض برامج أطفال روسية على شاشاتها الفضائية، ليصبح غزو روسيا الثقافي متكاملاً بعد أن أصبحت لغتها أساسية لدى وزارة التربية والتعليم في سوريا.

 

وكشفت مواقع محلية سورية، أن الفلم الكرتوني الروسي، “نيلز” وهو الفتى الروسي المسحور، يعرض بشكل متكرر في قناة “سوريا دراما”، مترجماً إلى العربية، لا مدبلجاً، ما يعكس هدف نشر اللغة واللهجة الروسية المتأنية لدى الجيل السوري.

وعدا عن تدخل روسيا العسكري والسياسي في مفاصل البلاد، أصبحت اللغة الروسية لغة ثانية بعد العربية، إلى جانب الإنكليزية والفرنسية، في الاعدادية والثانوية السورية، بقرار وزارة التربية والتعليم.

 

ويرى بعض المتابعين لتلك التطورات، أن السوريين يعيدون مأساة الانتداب الفرنسي، وعقدة الفرانكفونية، التي تخلصت منها سوريا، بعد عناء طويل، والمقصود بها، الاحتلال الكامل للدين والثقافة والتعليم والتربية، وهو ما تنفذه روسيا اليوم في بعض البلاد العربية.

 

لم تكن تجربة النظام السوري مع اللغة الروسية وليدة أيام التدخل الروسي في سوريا؛ ففي فترة الثمانينات، قام هذا النظام بإرسال الكثير من أبناء الطائفة العلوية إلى روسيا من أجل الدراسة هناك، وهو ما أدى إلى انتشار اللغة الروسية في المناطق السورية آنذاك.

 

واليوم لم يكن فرض تعليم اللغة الروسية مجرد اهتمام أو فرض لمساق تعلم لغة ثانية، فبينما تسعى روسيا إلى بسط سيطرتها الثقافية، أخذ النظام السوري يرغب ويحث الطلاب على تعلم اللغة الروسية، ويمنح الطلاب السوريين الأوائل في قسم اللغة الروسية برنامجًا تدريبيًا ـ ترفيهيًا في موسكو؛ لتعريفهم بواقع الحياة الثقافية والتاريخية، والحركة العمرانية في روسيا.

ويبدو أن الحليف الإيراني أراد من النظام السوري أن يمنحه ما منح الروس، من فرض للغتهم في المدارس الحكومية السورية، لكنه رغم أن اللغة الفارسية، لم تدرس حتى الآن في المدارس الحكومية، إلا أنه يتم تعليمها بأكثر من طريقة، إذ تم افتتاح عدد من المدارس والحوزات الشيعية؛ بهدف تدريس المذهب الجعفري، في بعض مناطق غرب سوريا.

 

وهذا ما أثار تخوف الكثير من السوريين الذين باتوا يرون أنه مثلما كان يفعل الفرنسيون والإنجليز عندما يحتلون أي بلد، يفعل الروس والإيرانيون الآن في سوريا، لقد أدركوا أن اللغة هي أصل الثقافة وأساس الفكر، وأن إتقان لغة ما سيؤثر مستقبلًا على الأجيال التي ستتعلم هذه اللغات، بعيدًا عن اللغة والثقافة العربية الأم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.