الرئيسية » الهدهد » “ميدل إيست”: تراكمات.. سياسات ميركل سبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

“ميدل إيست”: تراكمات.. سياسات ميركل سبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وطنترجمة خاصة- “عندما نتحدث عن السياسة الألمانية، فإنه من الصعب جدا تحديد هذا المفهوم كسياسة لديها خطوط واضحة وتعمل طبقا لتحالف واسع تقوده المستشارة أنغيلا ميركل”.

 

تحت هذا قال موقع “ميدل إيست” الاسرائيلي إن الحديث عن السياسة في ألمانيا فهذا يعني في المقام الأول أنغيلا ميركل التي لا تفضل أخذ رأي الكثيرين، وبدا اتجاه ميركل واضحا نحو بقاء الاتحاد بقوته منذ الانتخابات التي جرت في ألمانيا عام 2013، حيث أن ميركل في ذلك الوقت، فازت فوزا مثيرا للإعجاب وبدا الأمر وكأنها زعيم دولي أثره سيذهب إلى أبعد من حدود أوروبا.

 

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أنه بعد فوز ميركل في انتخابات عام 2013، تم عقد اجتماع سياسي، بعد يوم واحد من الانتخابات وظهر كبار مسؤولي الحزب إلى جانب ميركل راضين عن الانتخابات والنتائج، ولكن خلال الاحتفال بهذا الانتصار وقع حادث صغير أظهر طموحات ميركل بعد هذه الانتخابات، حيث بينما استغرق عضو بارز في حزب ميركل في الحديث ورفع العلم الألماني من أحد نشطاء الحزب، لوحت ميركل بعلامة رفض لهذا التصرف، مما اضطر الرجل إلى إنزال العلم الألماني، مؤكدا أنه ظاهريا، يمكن للمرء أن يفسر هذا الحدث بأنه عمل من أعمال معاداة القومية، ولكن في ضوء سير ميركل في السنوات الأخيرة، تجدر الإشارة إلى أن هذا التصرف كشف عن نوايا ميركل في الذهاب إلى ما هو أبعد من ألمانيا والسيطرة على الاتحاد الأوروبي.

 

ولفت ميدل إيست إلى أنه بعد الانتخابات مباشرة في ألمانيا، توجت العديد من وسائل الإعلام الدولية ميركل، وتناولت عناوين كبيرة حول تنفيذ السياسة الأوروبية العالمية وفقا لرؤية ميركل التي تعتبر أن الاتحاد الأوروبي هو السلطة الأكثر تأثيرا في الساحة الدولية، وخلال فترة قيادة ميركل لدورة الاتحاد كانت تصور ميركل أوروبا على أنها ستحل محل الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

 

وأوضح الموقع العبري أنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة وإنشاء ائتلاف ميركل، عمدت السياسة الألمانية إلى الساحة الدولية وأصبحت لاعبا مهما بها، فعلى سبيل المثال، اندفعت ألمانيا بشكل سريع للتوصل إلى اتفاق مع إيران، ولكن كان لديها علاقة غرامية مع السعودية أيضا، وحاولت التوسط في الأزمة الحادة التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا عبر وعود متناقضة لكلا البلدين، كذلك مساعدة تركيا في محاربة الأكراد، وزعمت أنها أرسلت قوات عسكرية للمساعدة في الحرب على الإرهاب، لكنها قد عقدت بالتوازي مع ذلك اتصالات مع معظم التنظيمات الإرهابية المشكوك فيها في منطقة الشرق الأوسط.

 

ألمانيا تحت قيادة ميركل كانت تتبع سياسة اللعب للفوز بالجائزة الكبرى الدولية، ولكن اتضح مع مرور الوقت أنها جاءت في صراع مع العديد من المسؤولين في أوروبا وحول العالم بسبب هذه السياسة المشكوك فيها، وكان لهذه السياسة أيضا تأثيرا في الحكومة الألمانية نتيجة للصراعات الداخلية في حزب الفاخرة نظرا لتكوين حكومة ائتلافية من ميركل، وتبنى بعض أعضاء الحكومة الألمانية في الواقع سياسة خارجية مستقلة. وعلاوة على ذلك، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما حدثت أزمة اللاجئين.

 

وخلال شهر يوليو العام الماضي، اتخذت ميركل قرارا متسرعا وغير ضروري بفتح أبواب ألمانيا لجميع اللاجئين المسلمين القادمين من منطقة الشرق الأوسط، حيث في البداية ظنت ميركل أن دخول بضع عشرات الآلاف من اللاجئين المسلمين، لكن في أعقاب قرار ميركل العاطفي، غرقت أوروبا بملايين المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط وأفريقيا مما جعل أوروبا تتحول إلى شيء مختلف تماما في وقت قصير.

 

ما حدث في ألمانيا وأوروبا في أعقاب هذا القرار، اتجهت وسائل الإعلام الدولية لانتقاد ميركل في قرارها وأكدت أن بعض الدول الأوروبية قررت أن تستخدم إجراءات لتشديد الرقابة على الحدود؛ وقد أنشأت عدة بلدان في أوروبا داخل حدودها جدران وأسوار لمنع اللاجئين من الوصل إليها، وأصبح العديد من القادة في أوروبا لا يترددون في شتم ميركل، وارتفعت أنشطة اليمين المتطرف، واليسار المتطرف والإرهاب المتطرف في ألمانيا وأوروبا الغربية ككل عشرات الأضعاف مقارنة مع عام 2014، وأصبح حزب اليمين المتطرف ثالث أكبر حزب في ألمانيا، وفقا لاستطلاعات الرأي العام هو البديل الواقعي لميركل.

 

وتسبب إلغاء نظام التأشيرات لمواطني تركيا قلق كبير والتنبيه في أوروبا من زيادة كبيرة في معاداة السامية في جميع أنحاء أوروبا بسبب اللاجئين المسلمين، وكل هذه الجوانب لم تمر دون أن يلاحظها أحد من قبل الشعب في بريطانيا خلال الأسابيع التي سبقت الاستفتاء بشأن النتيجة النهائية للمملكة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وكانت على النقيض مفاجأة صادمة للنخبة السياسية في ألمانيا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.