الرئيسية » تحرر الكلام » من الف عام و نحن نباع سلعة!

من الف عام و نحن نباع سلعة!

من الف عام و نحن سلعة تبيعها الامم عبيداً و بعران، كم من العمر للطاغية بيعة و هبنا حسنات وجودنا لرغيف خبز او لدرهم قطران، بتل الزعتر بكل احقاد الهمجية عصفت بِنَا امواج ريح اجنحة الشيطان، يومها ما كان بيننا صهيوني او اخواني،و لا بالدوحة جزيرة حمد هصور،ولا من كان يرعى قطعان نعاج الإبل بمشيخة تليق بتاج عاج و من ذهب لا لخصيان.

لا نحن لن ننسى فسيح غض ربوعنا المقدسة و لا قدسية الحق او صفرة حبات السنبل بهضبة الجولان.

و سكوت الخرسان بين جماجم الأطفال من باع نضير نخيل بغداد بحفر البواطن، و هو لعقود يلاعب مداعباً صفرة هوى جوقة عمائم اعوجاجاً تمشي باطلة المخالب،و جناح مقامها منتوفٌ لواه سيف قادسية العدل بالخسران،

و من نسله اليوم شبيلٌ على شعبه كأليث تشدقه،حشيشاً يرعى مع عنز و خرفان، اصحاب اللحى حسونة و بعرورة تمنا لو كانا ملكا دواعش توجت بتيجان، اين شيوخ بلاط حكام ارض فارس في أوقات الصلاة و ساعات الصيام، اليسوا بسامعي زفرات شهقات الأجيال ولا مبصري حشرجة لهاث ذل الشّعوب بمواكب المأتم و الاحزان ؟

و لمن تغنى تغاشماً لبقاء أعمدة البناء على حالها،فمن ينصف عزابات اهل ارض كستها اشباح ارواح الأموات بين نخيل عراق او تحت ظلال موقرات أرز لبنان؟او يُطفئ سعير نار غزة، و يصد تعنت ضلالة الغدر عن رَوَاسِي عدن،او قسمة الإخوة بزرقة كوثر نيل مصر و حمرة فلاة السودان!

لا و الله ما سرّنا سواد ضباب غوغائية الغرب الرشيدة يوماً،ولا ابهجتنا صفرة غمام قم و غمُ بلاءً طهران،و نحن منهما قد شربنا كأس ألموت مراً و مراراً استنشقنا شر رائحة سم التواطؤ و الخذلان.

من بين خيوط العنكبوتة انبثقت شعوب الخصيب مخلخلة قيود الأسر،ثائرة تعانق المجد زوالاً للشقاء،و رفعُ رايات فوق الصروح لاحت بالبقاء،و منكم من يلفها بنسل خيوط الردة بهتاناً و بأكفان الكفر عبثاً يواريها ثرى نسيان مقابر قلة الإيمان!.

هل لأجل دار اعمار زخرف؟تُسحق الأجيال فانية، لترمى في وديان الصحاري زواهقاً بين عفن انياب ضراغمٌ و زرقة أجواف اعماق و بُطُون حيتان، شعوبي ممسكةُ الانفاس ما لها بدائل بدنياها كغصن يانع غض رطيب،رمته سطوة الاقدار بين ريح جهنم العاصفات،و جحيم زوابع زاجرت من نار تتوقدُ بأوجاع الحياة لَهَا طعم رائحة من جرّاحات وقع سياط على ظهورنا لها عنان و ونان،او هدأة فرائس الردى من مرسِ تخلُفٍ و مشانق تسلب منا المنايا بايدي طغمة عمياء بروح تسلط و طغيان.

هل اصاب اصحاب كحل العيون رمد الاهمال او حوّلُ المنفعة و جمَٓ حبُ كثرة الأموال؟الأحمر ليس مستعمر بغى علينا!ولا الأصفر كربٌ يدب على مشارف شواطينا و يرتع في سندس واحات بوادينا،جاء لنا بشرع و مستهجن عُرّفٍ من موطن ثاني،ثأراً يدعي!و لكن عجباً من غابر عصور مخضرمات الدواجي،هيهات ادعوا انها الزلزلة من العلياء و حكمة سيد العصر و خرافات أساطير الزمان،

افرح يا اخ العرب للدمع الحرون،اليوم طغاة اوطاني جاعلة الشعراء ابواقاً بيد الظلماء و نسوة أهل المروءة باكيات الأعين بتقرح دمع المقل على الأطفال تحت الارجل تسحق مع قهقهة رجال أمن و زمر الطغيان.

قلاع الأُسد اسوارها وهنٌ رمال هشة،و إرادة اهل الشام حصونٌ صلدة فيها عزيمة الصوان.

ان المساجد لله يا جهالة القوم و الدين له، و القبلة في مكة المكرمة و الفرقان،و لكن أكثرنا زهادٍ رواكع على الركاب تعبدّ الأزلام و الأوثان.

علي خليل حايك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.