الرئيسية » الهدهد » مسؤول أوروبي: الأسد فقد القدرة على الإمساك بالبلد والتحكم في مصيره

مسؤول أوروبي: الأسد فقد القدرة على الإمساك بالبلد والتحكم في مصيره

قال مسؤول أوروبي بارز معني بالملف السوري إن “الأوضاع والأحداث في سوريا تتحرك وتتطور بطريقة تتناقض مع ما يريده بشار الأسد ومع ما يخطط له ويهدف إليه، وهو يرفض الاعتراف بذلك ويواصل حرباً يريد منها أن تنقذه من الحل السياسي المدعوم دولياً، والذي يطالب بانتقال السلطة إلى نظام جديد تعددي. فالأسد قادر، مدعوماً من حلفائه، على تسجيل نقاط لمصلحته والتقدم في هذه الجبهة أو تلك، لكن هذا التقدم يترافق مع تراجع وخسائر كبيرة في جبهات أخرى وكأن الحرب تدور في حلقة مفرغة إلى ما لا نهاية.

 

وأضاف المسؤول الأوروبي الذي استند في حديثه إلى اتصالات أجراها مع واشنطن وموسكو.. يحاول الأسد إقناع ذاته وأنصاره بأنه قادر على فرض أمر واقع جديد على خصومه وبأنه يستطيع حسم المعركة لمصلحته والإمساك بسوريا مجدداً وتقرير مصيرها وقيادتها وإعادة الأوضاع الطبيعية إليها في ظل بقاء نظامه. لكن الحقائق والوقائع الأساسية تظهر أنه فقد القدرة على الإمساك بالبلد وعلى التحكم في مصيره، وحلفاؤه وأعداؤه يدركون هذا الواقع ويتخذون على هذا الأساس القرارات المتعلقة بهذا البلد الذي بات مصيره ومصير نظامه محوراً للتفاوض والمساومة الدولية والإقليمية ورهناً بمصالح الدول الأخرى. وباتت سيادة سوريا شكلية تخرقها يومياً أعمال وتصرفات الدول المعنية بشؤون هذا البلد. وهذا مصير المهزومين”.

 

وأوضح أن الواقع مختلف جذرياً عن البيانات الرسمية السورية وعما يقوله الأسد، وفقا لما نقلته صحيفة “النهار” اللبنانية عنه، وركز على الأمور التالية:

 

أولا، ليس انتصاراً للأسد تواصل القتال إلى ما لا نهاية من أجل محاولة القضاء على جميع المعارضين أو إخضاعهم لسلطته والتحكم في سوريا مجدداً لأن هذا يصطدم بعجزه عن تحقيق هذا الهدف وبقرارات وتفاهمات دولية إقليمية تؤكد استحالة الحسم العسكري لأي طرف.

 

ثانياً، ليس انتصاراً للأسد رفض الاعتراف بوجود معارضة سورية حقيقية لها مطالب مشروعة تدعمها الغالبية العظمى من الدول وتتمسك بضرورة إشراكها في أي مفاوضات تتناول طريقة إنهاء الحرب وتقرير مصير سوريا. والأسد عاجز مع حلفائه عن إلغاء هذه المعارضة الشرعية.

 

ثالثاً، ليس انتصاراً للأسد الاعتماد على حلفاء عاجزين عن إنهاء الحرب لمصلحته وعن فرض بقائه في السلطة والحفاظ على نظامه، والبعض من هؤلاء الحلفاء أي الروس يحرصون على التفاوض مع أميركا علناً وسراً في شأن مصيره ومصير البلد.

 

رابعاً، ليس انتصاراً للأسد إنكار الحقائق الأساسية التي تتحكم في الصراع السوري ومحاولة إقناع أنصاره بأنه هو الذي يتحكم في مسار الأوضاع في وقت يعرف فيه الجميع أن سوريا أفلتت من قبضته، وأن حلفاءه الروس يضعون حدوداً لدعمهم له ويرفضون مساعدته على استعادة كل الأراضي السورية لأن تحقيق هذا الهدف يتناقض مع التفاهمات الأميركية – الروسية ومع متطلبات الحل السياسي.

 

خامساً، ليس انتصاراً للأسد إخفاء حقائق الكوارث المادية والإنسانية غير المسبوقة التي أصابت سوريا وأعادتها أربعين سنة إلى الوراء من أجل محاولة إقناع أنصاره بأن النصر آت وبأنه قادر على تجاوز المصاعب الهائلة التي يواجهها البلد في كل المجالات، وهو عاجز عن ذلك.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.