الرئيسية » تحرر الكلام » ؤ

ؤ

سؤال يطرحه الكثير في الشارع العربي،من خلال الاحداث التي اصبح للإمارات أو بالأصح عيال زايد باع طويل في مجرياتها،وممارسة ادوار خطيرة خلف الكواليس،وهذا السؤال اصبحت الإجابة عليه ضرورة ملحة في الوقت الراهن وهذا السؤال لم يأت بالصدفة،وبالعودة قليلاً الی الوراء تحديداً عام2013 نجد أن هذا العام هو التأريخ الفعلي لبداية الدور الإماراتي “العبثي”في المنطقة تزامنا مع وصول جماعة الإخوان المسلميـــــن الی سدة الحكم في مصر،وخلال هذه الفترة جری الحديث عن وجود خلية للثورة المضادة تقودها الإمارات وتتكون من عدد من الشخصيات التي تتبع أو توالي الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب وبغض النظر عن صحة وجود هذه الخلية من عدمها فإن الواقع علی الأرض يثبت ماهو اكبر من مجرد شغل خلية،وتسعی الإمارات من خلال الدور العبثي لتصفية الجماعات الإسلامية وابعادها عن المشهد السياسي،وقد بدأ الدور الإماراتي بشيطنة قيادات “الثورات العربية”خاصة الاسلاميين بعد فوزهم في الانتخابات التي جرت في بلدان”ثورة الكرامة” وبرز هذا الدور بشكل فاعل في مصر من خلال دعم الاحتجاجات ضد نظام مرسي وتأسيس حركة تمرد اضافة الی توسيع الماكينة الإعلامية المضللة،وامتد الی دعم الانقلاب العسكري ضد مرسي وملاحقة كل نشطاء ثورة يناير،وبنجاح الانقلاب في مصر،توسع الدور الإماراتي الی تونس وتمثل ذلك في اثارة الفوضی واستغلال الاغتيالات التي حدثت لضرب الثورة والتيار الاسلامي الذي كان مشاركا في الحكم،لكن ذكاء حركة النهضة جعلها تخرج من دائرة الحكم تحسبا لما هو أسوأ وحقق في نفس الوقت بعض الاغراض”القذرة لعيال زايد”,أما في ليبيا فكان لطبيعة الثورة المسلحة تأثير في فشل المشروع الإماراتي حتی الآن،فقد عمدت الإمارات لدعم رجلها هناك حفتر من اجل انقلاب مماثل لماحدث في مصر وكان البيان الاول جاهزا لكن اليقظة الامنية افشلت الانقلاب واضطرت قناة العربية الی اذاعة البيان في اليوم التالي لإحداث ضجة علی الأقل..

قررت الإمارات بدعم غربي بدء حملـــة عسكرية يقودها خليفة حفتر ضد الإرهابيين”الإسلاميين الذين شاركوا في الثورة” وفشلت الحملة رغم الدعم الإماراتي الغربي لها وتمكنت الفصائل الثورية من السيطرة علی طرابلس وتكبيد قوات حفتر خسائر متلاحقة،وتطور المشهد الی اتفاق سياسي اقصي بموجبه حفتر ودخول حكومة التوافق الی طرابلس،بينما يستمر الدور الإماراتي في مسار الفوضی..

وحتی فلسطين لم تسلم من هذا العبث حيث تسعی الإمارات لتصفية حركـــة حماس الإسلامية وإضعاف دورها ومن الشواهد علی ذلك  أن وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد التقی مسؤول صهيوني رفيع في باريس قبل يوم واحد فقط من العدوان الأخير علی غزة،وتحدث نتنياهو في حينها ان عدوانه يحظی بموافقة وتأييد حكومات عربية،فمن كان يقصد نتنياهو بقوله؟!!

اضف لذلك تورط مسؤولين اماراتيين في تهويد القدس عن طريق شراء الاراضي وبيعها للمستوطنين الصهاينة،وهو ماظهر للعلن مؤخراً وماخفي كان أعظم!

أما في اليمن يمكن القول ان الدور الإماراتي وصل الی مايوصف”بالاحتلال”بعد ان كان “تحريراً”،وهذا الدور”القذر” بدأ باستضافة عائلة المخلوع صالح من قبل ابوظبي،ودعمها للحوثيين وتسهيل دخولهم صنعاء بالتعاون مع الرياض،وتوسع بشكل كبير عقب انطلاق عاصفة الحزم،حيث استغلت الإمارات عملية عاصفة الحزم لتحقيق مآرب أخری بعيداً عن اهداف عاصفة الحزم،هذه المآرب بعضها اصبح واضحاً،وبعضها سيتكشف مع مرور الزمن،ومن خلال عمليات التحالف العربي في اليمن سعت الإمارات لتحقيق عدد من الأهداف بعيدا عن مظلة التحالف العربي أبرزها:وضع موطئ قدم لها في المناطق الجنوبية خصوصاً عدن وميناءها نظراً لإن الميناء هدف استراتيجي ظل تحت سيطرة الإمارات لسنوات طويلة،وتخشی من أن يؤثر استقلاليته علی موانئ دبي وانهيار اقتصادها، حيث نلاحظ ان الإمارات قدمت دعما عسكريا لتحريــــر هذه المناطق،واصبحت خاضعة لسيطرتها حالياً ومن خلال سيطرتها ودعمها للمقاومة في هذه المناطق فرضت علی هادي تعيين محافظين ومسؤولين موالين لها،ومؤخرا قامت الإمارات عن طريق وكلاءها في عدن بتهجير المئات من ابناء تعز ومناطق الشمال في رسالة تحدي واضحة للسعودية وهادي  مفادها ان قرار الجنوب بيد عيال زايد ويمكن اعلان استقلاله في اي لحظة تريد،وهي رسالة تعكس مطالب واطماع جديدة ربما تسعی لتحقيقها عبر قنوات رسميـة خصوصا ان هادي تعتقد الامارات انه بدا يدور خارج فلكها بعد قيامه باقالة بحاح دون مشاورتها وايضا موافقتها،اما الهدف الثاني للإمارات في اليمن يعتبر حزء من هدفها العام المتمثل في تصفية الإسلاميين في كل مكان،وسعت الإمارات منذ اللحظة الاولی لبدء عمليات التحالف العربي الی اطلاق اتهامات بالخيانة والنهب والإرهاب طالت الإسلاميين في حزب الإصلاح ولم تقدم اي دليل علی ذلك،بالرغم ان قيادات هذا الحزب لاتزال تتعامل بإيجابية مع الإمارات باعتبارها دولة مشاركة في التحالف،وحاليا يتم محاصرة تعز من قبل الميليشيـــــات فيما تمنع الإمارات وبشدة تسليح المقاومة هناك باعتبارها تتبع الإخوان،وهو أمر غير مقبول وكان ينبغي علی عيال زايد ان يكونوا صريحين في هذا الأمر اذ ان تعز تحاصر لإنها ثارت بالأساس عام2011ضد نظام صالح الحليف الخفي للإمارات في اليمن ووكيلها المعتمد ربما،وقد يتساءل البعض عن الدور السعودي الغائب في مواجهة الدور الإماراتي العبثي،وهنا يمكن الحديث عن طبيعة العلاقات السعودية الإماراتية قبل وبعد “عاصفة الحزم” وبالعودة الی ماقبل عهد الملك سلمان نجد ان الإمارات نفذت مشاريعها العبثية بالتعاون مع السعودية كما جری في مصر واليمن،واستطاع الجانبان كبح الدور القطري الداعم للثورات العربية بعد استدعاء سفراءها من قطر وتهديدها بتعليق عضويتها في مجلس التعاون وقطع العلاقات معها،ومن الطبيعي ان يتحد الدور الإماراتي والسعودي”العبثي” في فترة حكم الملك الراحل عبدالله،لكن من غير المعقول لدی كثيرين الاستمرار في ذلك في العهد السلماني،حيث ان بداية عهد الملك سلمان شهدت تطورا كبيرا في السياسة السعودية خصوصا الملفات الخارجية،وتفاءل كثيرون أن تكون عاصفة الحزم بداية حقيقية لمشروع عربي موحد بعد سنين من الضياع،وفي الوقت الراهن نجد أن الإمارات لاتزال تمارس عبثها في عدة دول خصوصاً في اليمن وهو مايطرح عدد من التساؤلات عما إذا كانت السعودية موافقة علی هذا العبث،أم أنها فشلت في كبح جماح هذا العبث،وبحسب المغرد الشهير مجتهد فإن الأسرة المالكة في السعودية تشهد صراعا داخلياً بين ولي العهد وولي ولي العهد،حيث تسعی الإمارات للإطاحة بمحمد بن نايف،وتحدث مجتهد عن وجود علاقة وتنسيق بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في هذا الخصوص،بينما يتحدث بعض المتابعين عن ضغوطات تمارس علی المملكة من قبل الغرب وان الإمارات استغلت ذلك لمواصلة العبث في دول المنطقة،وفي كل الأحوال فإن السعودية مطالبة باتخاذ مواقف واضحة تجاه هذا العبث الإمارات حتی لاتفقد ثقة الشارع العربي الذي بدأ يشعر أن المملكة عادت الی سابق عهدها،

وباختصار فإن الإمارات وعيال زايد يواصلون ممارساتهم العبثية الخبيثة في المنطقـــــة العربية بدعم غربي،بذريعة محاربة الإسلاميين!

ونحن نتساءل:اذا كانت ابوظبي اتسعت لبناء كنيسة ومعبد هندوسي فهل ضاق صدر حكامها بمن يعيشون في اماكن تبعد الاف الأميال عنها؟

ختاماً اعتقد جازماً ان الشعب الإماراتي يرفض هذا العبث الذي تمارسه قيادته ولكنه عاجزاً عن فعل أي شيء حاله كبقية الشعوب المغلوبة علی أمرها،أما  عيال زايد فأقول لهم:اذا كنتم تمتلكون المال “القذر “والعتاد والإمكانات فإنه يمكنكم الإنشغال بتحرير جزر الإمارات الثلاث التي احتلتها ايران قبل عقود وسنساندكم بكل مانملك،إنشغلوا بذلك بدلا من اثارة الصراعات وتصدير الفوضی ومحاربة تطلعات الشعوب وامالهم في الدول العربية والإسلامية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.