الرئيسية » تحرر الكلام » حزورة الازمان ما زلنا لا نفهمها ولا نعيها!

حزورة الازمان ما زلنا لا نفهمها ولا نعيها!

وطن- الكل عندنا له أعين بالحسد محدقة و قلوب خفاقة بالغدر و الكراهية، و أيادٍ مأجورة قاتلة تغمدت سيوف الشر عوناً لإرادة مجرمة تهب علينا من براري المنفعة و صحاري الجهل،

كما لو ان زماننا ملوءه ذكرياتٌ حوت كل كآبات الفصول و صفرة انواء ايام من أعوام إقبال خريف الحضارات و دنو آجالها.

بات دهرنا عللٌ لا يولد فِيهَا غير صعاب المتاعب ولا تتجدد فيها الا أفكار الشيوخ. فاكثرنا هرِمٌ يزرع في أديم الماضي بزور خريف العمر أفكاراً شائخة في تربة جدباء لا تعطي ثمراً او غماراً يسد جوع الأجيال،ولا زهراً لها يزهو عاطراً في ربيع غرس شباب الزارعين.

العقيدة والإنسان

و الكل في دنيانا مع ثقل مسامعنا سُخِرَت له مصادر تبليغية إعلامية تضع شفاه الهمس خفية حول مداركه،تتمتم زائعة فتن النميمة بخفة داخل آذان المتقلبين، و نسلاً لخيوط الشك بأحاسيس مشاعر المتقبلين،و كيفما سرنا على بقايا ارصفة شوارع مدننا او دخلنا أنقاض بيوت احبتنا رأينا مشاغل الناس و أعمالهم تدور لمصلحة اجنبية،و نرى بما يحيطها وهي بداءب تحرك عجلة تقدمها شراكة سرية و بدعم مادي تغزيها شهية همجية.

و يشملنا من خلف حدود الجيرة جار يجاري مطامعه الشخصية،و بوداعة المحبة يحنُّ زوراً لاخٍ بالانسانية تخلى عنه في يوم من ايام النكبة، و ما اكثر نكباتنا و أفظع نكساتنا! اعوام و عقود ضاعت فيها الطفولة في سواد خيام الهجر و زمهرير عواصف رياح ربيع الهزائم، آه ما اكثر اوجاع قلوبنا و ما امرّ هزائمنا،مع ان منتصف العمر خلع عن نفسه وزر هموم الانتماء لأي هوية او قومية،و رمى على طين ضفاف الانانية المصلحة الشخصية و تخلى هاجراً المشاعر الاخوية، ثم مشى على حصباء الغربة نحو سراب الغد دُون ان يودّع رفيق درب باع أترابه رخيصاً بالمال سراً و علانية،فهذا من ادعى انه الكفر بعينه،وهذا أفتاها حزاقة و تقية.

هذا إن شأت الاقدار و التقيا احباء على ضفاف الخيبة وقد مسحا ادمع سالت سخية على وجنات الحسرة من اشواك سبل العودة على اجنحة هوت من سماء الوعود،لا لخلاص او لحرية، بل لهاوية رياء عميقة بطعم الردى للتملص من عروبة الموقف و التخلص من آفة زعموا انها من بقايا رفاة الأفكار الوطنية!

كم انسان في مدن الأحياء حر الكيان طليق اللسان يقف واعظاً بيننا،و حبل قيمنا يتراخى دون ان يستمسك بنا قابضاً بيده على أيادينا  يوقظنا من هول حلم مزعج لا نقدر ان نفيق من رعب بشاعته،يحمينا من فتاوى كفران كهول مستشرقين،تسللوا علينا داخل صوامع حوزاتنا عجم ليس لهم شرف الانتماء للهوية العروبية.  نبايعه لينتشلنا بنور الاخلاص من قساوة بطش سنان مناجل شيوخ و معممين تحصد ارواح صغارنا و مسنينا،على أيادي حكام رمتهم علينا لعنة الأقدار مع شرائع احكام توارثناها لبناً من ضرع امهات اباء الآباء ممزوجة بدماء جراحات اجداد الاجداد،احلت سفكها مجموعة سفلةٍ و منافقين،ابقتنا غرقى الاقدار في أحقاب ظلمات زنازن شقاء و عويل اقبية شجون تحت سطوة سياط أياد تتحكم بوجودنا،كأنها انفاس الموت المتربصة لمصائرنا،تأسرنا داخل حدود الجور و اسيجة الاستعباد،فيها نتخ و داخلها نفنى رغبة لغباوة زمر جهالة و ازلام مستكبرين!

“دليل” كثير من الحكايات بقليل من الكلمات

اجيالنا تتسكع بعين الغفلة مبددة خيوط احلام يقظتها يغالبها جوع التقدم و يهزمها خمول نعاس الركود،و في و يل نواءي عواصم أمم الحضارات التي بدورها لدماءنا تتعطش ظمأ،و التوحش بادٍ بين سنانها،ينساب لعابها رطباً في روابي بلادنا و اصقاع بوادي اوطانناثم تحِلُ متساقطة على شعوبنا كالسم مع آلات ألموت و براميل الدمار.

و للغريب خيراتٌ من خصيب الهلال تهرق من بين أيادينا،نرميها للسحتِ و اللعب بالنرد كأوراق الورود،نصرفها هبات للهدر في مواكب أهواء الجهل مبعثرة تتطاير،او نودِعُها أمانة في خزائن من هم كانوا سبباً لتعاساتنا وشقائنا،لكنزها خلسة في جيوب ابشع و اعتى اعداء للانسانية و هي تنبذنا جَهْرًا و علانية تعادينا

نحن نُقتل بالحاجة و العوز واقفين امام الاسى نهدر تَحْت اقدام الدهر حياة امة يعبق بالمسك ثراها كانت تحمينا،ثم لفتات العيش نغمد مدايا الغدر عميقاً في صدر زهرة ربيع أجيالنا المجددين،و بيأس البطالة و العازة الى منافي الدنيا نبدد شمل محبينا!و قبل ان يتوارى جهل ليلنا نستيقظ من غفلتنا ونحن نفنى بين الخرائب و الطلول متمسكين بأحلام و َامال كغيوم السماء السارية مع ريح عواصف تلوحها قبضة الموت حول أعناقنا.

نحن بكل تسامح و محبة نسينا نشوة الظفر،و انفصاماً عن كل ما هو نحنُ، نرمي بأجيالنا على رؤوس حراب قاتلينا كي نزرع المقابر ببياض رخام شواهد قبور الشهداء لإنهم كانوا يوماً يسكبون إيمان قلوبهم بوحدة مصيرهم امام أشعة الشمس كثورة بركان اشم اذا ما تنفس كان زفيره لبحر الوجود رمز حرية و إخاء،و للعدى دخان نار و كبريت على الدخلاء المستكبرين.

لقد انبلج فجر الحقيقة و ابانٓ عجزنا وهن  قضايا وجودنا و نحن نسحقُ باليأس عزيمة آمال الأجيال لهدر طاقات عزائمهم،ليبنوا بعزلة اياديهم جدراناً حجارتها جُبِلت بدمائهم و من رماد رجاء حبات قلوبهم و عرق جباهِهِم صروح هياكل عزلٍ للمحتلين،لفصل الأخ عن اخاه والابن عن آباه و المواطن عن شعبه،لكي ينعم الغاصبون براحة بركة مراقدهم و يستأنسوا بحلاوة احلام مخادعهم و التونس باحضان محاسن جمال جنة طبيعة دنياهم.

نحن كيف لا نبالي للخصام الذي زرع حولنا؟و نتعامى لهول نزاعات مخبأت في صدر الدجى. 

لقد اصبح الفرد بيننا حزورة غرائب سكينة الدهور و طرائف الازمان،فهو يفني عمره في حومة الدجى غارقاً في اوهام زاته،ديمقراطي الهوى سريع الجفى رأسمالي المنفعة طماع النزعة شيوعي الخطبة شيِّاع للخراب جلاب للعار،عالم بخبايا الدين عارف حكمة أسفار الاولين،كاشف غطاء اليقين! مؤمن مع الموحدين كافر في صفوف الملحدين،قومجي مُشرق اعجمي اصفر مصلٍ مع المصلين ساجدٌ مع السجادين، عنتري الهمة اليفٌ وليفٌ ثائر مع الثائرين مضرم نار الفاسقين،،متخفٍ متكتمٌ مستسلم مع المستسلمين!

و في اخر المطاف! كل هذا لأجل دولارٍ بمثقال ذهب ثمين.

رددِ إيتها الأجيال من عين العاصفة آآمين !.

فهل بقي بشريٌ يطُلُ علينا بوجه مرآة هذا الوجود قادر على الوقوف مع نور الحق امام شرعة سديم الظلمة التي تقوض دعائم العدالة الاجتماعية،يدين بعدله مسيرة اعوام المعايب التي تدوسنا باقدام الجهل وتكبلنا بقيود زلات غرورنا و تكوينا بلهب نار تعجرفنا.

و بيدِ بطش حاكم قاسية و استغلال الطامعين،يدٌ تتبعنا على سبل ضفاف مصائرنا لتطوي صفحة وجودنا بين فترات وغى الموت و ردح الاضمحلال و أحقاب و الاندثار.

نحن لا نجد من يسمع دعوانا او يرحم براءة صغارنا ولا من يحزن لحال نسائنا او ضعف كهالنا إلا مقابل درهم حرام مغمس بدم الاطفال او خديعة غدر لأجل رغيف من خبز الصدقة المعجون بدموع الندب و شهقات لوعات حسرات الرثاء.

كل هذا لأجل ورقة دولار اعز من مثقال ذهب ثمين؟! نرفع راية سكبت علينا البغضاء نار الجحيم .

رددِ معي ايتها الأجيال بوجه عين العاصفة آآمين!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.