الرئيسية » تحرر الكلام » مكتى يكفر الشرق

مكتى يكفر الشرق

لقد اصبحت مفاهيم الكفر والايمان نسبية في عالم اليوم ، واصبحت صفة الكفر صفة سهلة جدا لدى الكثيرين في الشرق وخاصة في العالم العربي والصاقها باي انسان كان ، ونرى يوميا عبر شاشات التلفزة اعدام الكثير من الارواح وقتل الكثير من الابرياء في العالم العربي والسبب انهم كفار كما تدعي الجهة التي تقتلهم وهذه الجهة تفتخر بعمليات القتل وقطع الرؤوس وتبث تلك الصور الى كل العالم الذي لا يحرك ساكنا امام تلك المشاهد.

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الوقت ، هو كيف ظهرت هذه الجماعات التي تقتل وتدمر وتذبح وتعدم باسم الدين ؟؟ولماذا ظهرت، وما الاسباب الجذرية التي جعلتها تظهر، ولماذا ظهرت في الشرق والعالم العربي والاسلامي ، لماذا لم تظهر في اوروبا او في استراليا او في امريكا اللاتينية؟؟.

ولو افترضنا ان سبب ظهور تلك الجماعات هو الظلم والاستبداد والانظمة الدكتاتورية التي تحكم العالم العربي والشرق ، فلقد كان لدينا انظمة دكتاتورية اشد ظلما وفتكا في اوروبا الشرقية وامريكا اللاتينية وانهارت تلك الانظمة ولكن لم تظهر هناك تلك الجماعات التي تقتل وتعدم وتكفر الناس ؟.

واما علة الشرق وطاعونه فهي ليست في النظام السياسي ، بل هي في ثقافة المجتمع ، ومن هنا نريد ان يكفر المجتمع العربي ، ونريد ان يكفر الشرق ، نريد ان يكفر بالقبيلة ، نريد ان يكفر بالعائلة ، نريد ان يكفر بالطائفة ، نريد ان يكفر بنظريات كثيرة مجحفة ناقصة مهترئة في عالمنا العربي ، نريد ان يكفرر بنظرية الحاكم والمحكوم ، ونظرية السادة والعبيد ونظرية التحوت والوعول ونظرية الاسياد والاولاد ، ونظرية الكبير والصغير ، ونظرية العورة والحرام ، ونظرية القيم والتقاليد البالية التي اكل عليها الدهر وشرب !!!!.

نعم نريد ان يكفر الشرق بالتمييز العرقي والديني واللغوي والجنسي واللوني الذي يسوده في هذه الايام ، ولكن هذه الاقاليم المتناثرة والمنتشرة في الشرق ، هل جاءت اللحظة المناسبة لكي يكفر بها الشرق ؟؟ .

برائيي ان ظهور ماعش(المليشيات الشيعية في العراق والشام ) المدعومة من ايران ،  وظهور داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام ) المدعومة من اطراف عربية ، واللتان تقتلان وتدمران وتفتكان وتذبحان باسم الدين والطائفة  وتحت ذريعة الكفر والايمان ،  قد جاءت الفرصة المناسبة لكي يكفر  الشرق ويكفر العالم العربي بكل تلك النظريات والقيم والمفاهييم والمعتقدات الظالمة والبائسة والمنحطة والتي تنتشر في الشرق من اقصاه الى اقصاه ، والشرق بحاجة الى ثورة لتحرير العقل وتحرير الفكر وتحرير الانسان العربي من الجهل والتخلف والخوف الذي يسوده منذ قرون طويلة ، فقد حان وقت التحرر من قيود ثقافة الجهل والتخلف والطوائف والمذاهب ، وحان الوقت للذهاب نحو التفكير والابداع  وتحرير العقل العربي والسير قدما بالمجتمع العربي نحو ركب الحضارة الذي تاخر عنها لقرون طويلة ، لانه ما زال يعاني من مشكلة قبل حصلت قبل مئات السنين بين علي ومعاوية  وما زال المواطن العربي في الشرق يدفع هذا الثمن ، اي امه هذه التي نحن ننتمي اليها .

فقد ان الاوان ليكفر الشرق ويكفر بكل ما هو تقليدي وخرافي وطائفي  منذ مئات السنين ، لعل ان يكون لنا مكان في يوم من الايام في مسيرة الحضارة الانسانية .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.