الرئيسية » تحرر الكلام » تحذير

تحذير

قد يذهل البعض اذا ما عرفوا حجم المؤامرات، ومستوى ذكاء العقول المدبرة.  لكن هذا الذهول لا يرتقي لمستوى الغباء السياسي لدى قيادات العمل السياسي الفلسطيني…

سؤال: هل يمكن ان يتم تجنيد المواطنين الصالحين، بل والاكثرهم وطنية وإنتماء وأخلاص للوطن – ضد الوطن نفسه ؟ الإجابة نعم.

منذ فترة قليلة اشتغل الإعلام بقضايا تجري في قطاع غزة. هذه القضايا وان كانت حقيقية او بعضها على الاقل يتم النفخ فيها وتضخيمها لهدف معين سنتناوله لاحقا.

تعد ملفات حقوق الإنسان من الملفات المهمة على المستوى الدولي، وعلى مستوى التبرير السياسي لاهداف معلنة وغير معلنة كذلك.

في معظم الاحداث السياسية والتدخلات الامريكية بل وحتى مشاركات حلف الناتو العسكرية كانت المبرارات دائما ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية.

طبعا الحكاية كلها تلفيق لان ما يتم بعد هذه التدخلات هو قتل الإنسان نفسه.

في الايام الماضية قمت بقراءة بعض ملخصات لمراكز النخبة الاستشارية في الولايات المتحدة وبريطانيا. ومع انني لا أجيد اللغة الانجليزية تماما- الا ان معرفتي القليلة بها والاستعانة بترجمة قوقل كشفت لي الكثير.

من الملفات التي لاحظت حديثا مكثفا حولها ملف تنفيذ احكام الإعدام بغزة. هذا الملف الذي يتم استعماله الان دوليا كمبرر لحرب كبيرة على غزة. خاصة في ظل وجود حكومة حماس وسيطرتها على غزة، والذي يعطي المبرر الاكبر للعملية الكبيرة القادمة.

الحرب القادمة على غزة وربطها لموضوع الضفة الغربية والاردن، وبناء الميناء في غزة بتمويل تركي، والحديث المكثف حول معبر رفح وعملية تدويله – كلها تضعنا امام سيناريو واحد وهو سيناريو قديم بإعادة تغيير ملامح القضية الفلسطينية – خاصة في ظل الحديث عن عربانة القضية والتغاضي عن قرارات الامم المتحدة.

المشكلة تكمن كما قلت سابقا في مستوى الغباء السياسي لدى القيادة – بالطبع الكل ليس غبيا لان هناك من يتلقى راتبا لقاء مواقفه التي تصب في خدمة هذا السيناريو واقصد بالطبع سياسيو حماس والذين يعلمون جيدا ما يقدمونه كمبرر بل ان بعضهم ربما تم تجنيده بالفعل لتمرير هذا السيناريو.

هذا الغباء يمتد ليصل الى مستوى الجمهور بل وحتى المثقفين- الذين سيدعون بكل جهل لهذا السيناريو شاكرين وحامدين مطبقيه. لانه بكل بساطة لن يكون معلن باسمه ولا بشكله الحقيقي !!! بل سيكون باسم التحرير تماما كالإنسحاب احادي الجانب من قطاع غزة- والذي قامت حماس بتسويقه على انه انتصار ومشروع تحرير،  مع العلم انه كان مخطط اسرائيلي منذ سنوات … وبإمكان من لن يصدقون قراءة الاوراق المترجمة عن معهد جافي التابع لجامعة تل ابيب تحت عنوان الدولة الفلسطينية، والذي صدر قبل الانسحاب بسنوات عديدة.

كان واضحا في تحليلات النخب السياسية بل والامنية والعسكرية ان الاستقرار في الشرق الاوسط منوط بحل للقضية الفلسطينية. بل ان بعضهم تحدث عن أزمات كبيرة قد تتعرض لها المنطقة اذا ما تم ايجاد حل بسرعة. الاكثر خطورة من ذلك ان بعض هذه التحليلات ربطت ما يحدث من تفجيرات في اوروبا بالقضية الفلسطينية وحذرت من تفجيرات قد تتم في الولايات المتحدة قريبا. يعني بإختصار اذا ما سمعنا عن تفجير بالولايات المتحدة في الفترة القادمة سنكون متأكدين ان السيناريو سيتم تطبيقه.

المخرج:

دائما ما يطرح السياسيون المشكلة… لكنهم في الاغلب يتجاهلون الحلول.

ان الحل بسيط وممكن وهو بيد الفلسطينيين أنفسهم.

لذلك اقول للقيادة السياسية الفلسطينية – وبالطبع لا اقصد حماس وفتح بل كل الفصائل وحتى المستقلين – وتذكروا كلامي هذا جيدا (لا تجعلوا التاريخ يسجل عليكم بأنكم خنتم الوطن، وبأن الحل كان في ايديكم وعجزتم عن تنفيذه).

الحل بكل بساطة بحل السلطة في غزة والضفة والقيام بإنتخابات عاجلة للرئاسة والتشريعي.

والمهم ايضا هو بلورة خطة وطنية يشترك فيها الخبراء والاكادميين والسياسيين ممن يثق بهم الشعب – على ان يتم عرضها والتصويت عليها بعد شرحها وتفصيلها للمواطنين..

حينها فقط ستفشل خططهم ومشاريعهم القادمة. وسيتوحد الشعب من اجل برنامج وطني موحد.

(اللهم أني بلغت فاشهد)

وقد أعذر  من أنذر

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.