الرئيسية » تحرر الكلام » وامعتصماه حلب تحترك

وامعتصماه حلب تحترك

ما يحدث في حلب نكبه سياسيه وانسانيه وأخلاقية وامميه وعربيه وقوميه..! وجريمة ضد الإنسانية . ومما زاد الطين بلة أن العنف الرهيب المتسلط على سكان حلب يهدد بمجاعة حقيقية ، والضحايا حتى الآن تقدر بالمائة من الرجال والنساء والأطفال . المذابح مستمرة والعالم  العربي يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه . يا لتلك الشعارات التي تملء العرب ، يا لتك الادعاءات ، يا  لتلك الشعارات التي يتغنى بها الحكام العرب ” التضامن العربي ” ، وعندما تطلب حلب النجدة  من هؤلاء الحكام  يسكتون كأنهم صخورا صماء . اين الضمير العربي ؟ ! اين الجامعة العربية ؟ ! اين الانسانية ؟ ! أين الشعوب العربية ؟ ! اين الأمم المتحدة ؟ ! .

عندما شهدت صورة التدمير والقتل والرعب والجثث والدماء في حلب . .. أحسست كأن شيئا في صدري يبكي ويمزق نفسه ، وأن قشعريرة باردة تدب في أعصابي وأن رأسي منفصل عن جسمي ، كنت أريد أن أثور .. أن أحطم شيئا .. وضغطت على أعصابي بقسوة وبسرعة البرق غادرت الصالون ودخلت غرفتي .. وأغلقت على نفسي الباب .. ثم ارتميت فوق فراشي أبكي !! .. لم أبك أبدا بمثل هذه الحرارة ، ولم تنطلق دموعي أبدا بمثل هذه الغزارة وكأني فقدت شيئا عزيز علي .. وبدأت أشعر أن الغرفة تتحرك وكأن زلزالا ضرب المكان ؟ ! اصبت بالجمود .   وصدفت أغمضت عيني حتى تختفي عني

الصورة . كنت أتخيل نفسي في وسط حلب . كنت أريد أن أترك كل شيء لله

يفعل بي ما يشاء .. ولم أنم .. قضيت الليل لا أستطيع أن أغمض عيناي و لا

أن أفتحهما .. أخاف إن أغمضهما فتدهمني صورة الجثث في أحلامي ، وأخاف

أن أفتحهما فأرى الدماء في كل مكان  وكأنها تسونامي يقترب مني ولا سبيل للهروب . وعندما حان موعد العشاء جاءت زوجتي تدق علي الباب .. ونهضت من الفراش كالسكران . قهقهت وقالت خير .. ماذا جرى لك يا رجل ؟ فقلت في حزن من يمسح دموع الساخنة عن الذين سقطوا في حلب ؟ من يقدم كأس مرحة تبدد من قتامة الجو المشبع بالكآبة في حلب ؟ من يرشد الضالين الى طريق الامان ؟ من يقدم كأس الهناء لسكان حلب الذين تجرعوا كؤوس المرارة حتى المثالة لكي تعود الابتسامة التي ضاعت على الشفاه من جديد .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.