الرئيسية » الهدهد » يتعرّض لإعدام بطيء.. الشيخ أحمد الأسير بين الحياة والموت

يتعرّض لإعدام بطيء.. الشيخ أحمد الأسير بين الحياة والموت

“خاص- وطن”- كتب شمس الدين النقاز- في 15 من شهر آب/أغسطس الماضي، أوقفت قوات الأمن اللبنانية الشيخ السنّي أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي، أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور، وكان مغيراً شكله الخارجي، ومنذ ذلك الوقت فقدت الأخبار عن الأسير وظلّ بعض المقرّبون منه ينقلون تسريبات عن الظروف السيّئة للغاية التي يتعرّض لها في سجنه وعن التعذيب والتنكيل الشنيع المسلّط عليه.

 

فبعد أقل من أسبوع من اعتقاله، قالت زوجة الشيخ أحمد إن زوجها يتعرض لأشد أنواع التعذيب داخل السجن، مشيرة إلى أنه يتعرض لضغوطات نفسية كبيرة جدا.

 

وأضافت زوجة الأسير خلال مداخلتها على قناة “mtv” اللبنانية، “بقي زوجي واقفا في مبنى الأمن العام 72 ساعة، دون نوم أو طعام أو دواء”، حيث يعاني الشيخ الأسير من مرض “السكري”.

 

وتابعت “بعد ذلك وضعوه في غرفة مظلمة، من المؤكد أنها انفرادية، حيث لا يتواجد أي شخص معه”.

 

وحول اتصال الأسير معها، قالت زوجته “عندما تكلم معنا كان شخصا آخر، لم يكن الشيخ أحمد الأسير الذي نعرفه، وأتوقع أنهم يقومون بحقنه بعقاقير معينة ليكون في مثل هذه الحالة النفسية”.

 

وختمت زوجة الأسير كلامها بالقول “أنا أحببت أن أضع هذه المعلومات أمام الرأي العام اللبناني، وأقول لكم إن الشيخ أحمد الأسير وضعه جدا جدا غير مقبول”.

 

وحمّلت زوجة الشيخ أحمد الأسير هيئة العلماء المسلمين، والأجهزة الأمنية اللبنانية، مسؤولية أي ضرر زوجي يصيب زوجها في المعتقل، خصوصا أنه يحتاج عناية خاصة بسبب مرض “السكري”.

 

وكانت مدينة صيدا في جنوب لبنان، شهدت في 23 يونيو 2013 على مدى يومين، اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني وأنصار الأسير وعناصر من حزب الله، ما أدى إلى سقوط 18 قتيلا من الجيش اللبناني وأكثر من 100 جريح. وقد انتهى الأمر بانسحاب الأسير وعدد من الموالين له.

 

ورغم كلّ هذه النداءات من زوجة الشيخ الأسير، تواصل الأمر على ما هو عليه، حيث كشفت أمل شمس الدين، زوجة الأسير، عن تدهور حاد في حالته الصحية مما بات يهدد حياته.

 

وقالت صحيفة “النهار اللبنانية الثلاثاء 19 أبريل، إن زوجة الأسير تستصرخ “الضمائر الحية والجهات المعنية للعمل فورا على نقل زوجها إلى أقرب مستشفى”، مشيرة إلى أن “حالته الصحية سيئة جدا، وبدا مجهدا وحياته في خطر”.

 

وأشارت زوجة الأسير، إلى أنها قابلته، الثلاثاء، في سجنه عبر الزجاج لمدة خمس دقائق “ولم يكن قادرا على الوقوف دون إسناد يديه على الحديد، وبدا هزيلا ومجهدا، وأبلغني أنه لا يحصل على أي طعام”.

 

وأوضحت زوجة الشيخ السني أن “طبيبا من آل معتوق عاينه الجمعة الماضي، وأفادنا بأنه يعاني فقرا بالدم، وهو في حاجة إلى جراحة لاستئصال المرارة، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم لم يتمكن المحامون بعد من تسهيل نقله إلى المستشفى”.

 

وأعربت أمل شمس الدين عن خشيتها من “التدهور الكبير الحاصل في وضعه الصحي، وتأمين الدم له وهو في سجنه، بدلا من نقله إلى المستشفى”.

 

وحكم القضاء اللبناني على الشيخ أحمد الأسير بالإعدام في فبراير 2014، بتهمة الإقدام “على تأليف مجموعات عسكرية تعرضت لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش، وقتل ضباط وأفراد منه، واقتناء مواد متفجرة وأسلحة خفيفة وثقيلة استعملت ضد الجيش”.

 

من جهة أخرى، أوضح أحد وكلاء الدفاع عن الشيخ الأسير المحامي محمد صبلوح، أن “حالة موكله الصحية في تدهور مستمر”، محمّلا “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مسؤولية ما قد يصيب الأسير في سجن الريحانية في حال لم يتم نقله بالسرعة القصوى إلى المستشفى.”

 

ونقل صبلوح عن موكله بعد زيارته له الثلاثاء بأنه “لا يستطيع الوقوف مطلقا وأنه يجري وضع أكياس من الدم له في السجن، نتيجة فقدانه كميات من الدم.”

وقال صبلوح لجريدة المستقبل اللبنانية الأربعاء 20 أبريل، إننا تقدمنا بالتقرير الطبي الذي وضعه الدكتور رضوان معتوق حول حالة الأسير الصحية إلى القاضي صقر منذ يوم الجمعة الماضي ولم يبت بشأن طلب نقله إلى المستشفى.”

 

وقد جاء في تقرير معتوق أنه “بعد معاينة أحمد محمد هلال الأسير الحسيني (الأسير) تبين أنه يعاني من ضعف عام وسوء تغذية ناتج عن حصى في المرارة مع ضعف في الدم (فقر دم) وهبوط بالسكري مع آلام حادة في العمود الفقري السفلي والمفاصل، ما يجعله غير قادر على الوقوف، ولذلك نرى أنه من الضروري دخوله للمستشفى للعلاج مع إعطاء أمصال للتغذية وإجراء عملية جراحية للمرارة وإجراء فحوصات عامة.”

 

وفي أواخر شهر مارس الماضي، حذرت هيئة علماء المسلمين في لبنان من أن الشيخ أحمد الأسير، المعتقل لدى السلطات اللبنانية في ما يعرف بـ”أحداث عبرا”، يتعرض لإعدام بطيء وأن “ظروف توقيفه لا يمكن تفسيرها إلا على أنها قرار سياسي كيدي ولا يمت إلى تحقيق العدالة بصلة”.

 

ورغم كلّ هذه التحرّكات لإنقاذ الشيخ الأسير، رفضت السلطات اللبنانية تلبية طلبات هيئة الدفاع وزوجته ورجال الدين، ممّا أجبر زوجته أمل سعد الدين لتوجيه رسالة إلى مفتي صيدا سليم سوسان تخاطبه فيها بلهجة حادة، بعد استقبالها في دار الإفتاء، للإطلاع على الوضع العام للشيخ الأسير.

 

وقالت زوجته مخاطبة سوسان “الشيخ أحمد الأسير عم يموت بسجن الريحانية، دمه بيصفي، فأنا جاي أبرئ مسؤوليتي أمام الله”.

وسلّمت زوجة الأسير برقية إلى سليم سوسان؛ بقصد إطلاع مفتي لبنان عليها، والنظر في حالة الأسير.

 

وكانت زوجة الأسير ناشدت الضمائر الحية والجهات المعنية للعمل فورا على نقل زوجها إلى أقرب مستشفى”، مشيرة إلى أن “حالته الصحية سيئة جدا، وبدا مجهدا، وحياته في خطر”.

 

يذكر أنّ الشيخ السني أحمد الأسير الحُسيني هو من مواليد 13 أكتوبر 1968، عُرف عام 2011 بدعمه للثورة السورية، وفي عام 2012 قاد “اعتصام الكرامة” الذي شلّ مدينة صيدا لأسابيع من أجل نزع سلاح حزب الله.

 

ووُلد الأسير في صيدا بلبنان، ودرس العلوم الشرعية في كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى في بيروت، واشتهر بلقب الأسير، وهو لقب عرفت به عائلته لأن أحد أجداده أسر من طرف الفرنسيين بمالطا أيام الإنتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.