الرئيسية » الهدهد » كاتب بـ”اليوم السابع” المصريّة: حكومة السيسي فشلت في إدارة أزمة ريجيني والجزيرتين إعلاميّا

كاتب بـ”اليوم السابع” المصريّة: حكومة السيسي فشلت في إدارة أزمة ريجيني والجزيرتين إعلاميّا

(خاص – وطن) هاجم كرم جبر الكاتب المصري بصحيفة “اليوم السابع”، المقرّبة من السلطات المصريّة، وسائل إعلام بلاده على خلفيّات تغطيتها لما أسماه الأزمتين الّتي تعرّضت لعما مصر في الأسبوعين الأخيرين.

 

وقال جبر في مقاله المعنون بـ” وتاهت الحقائق على ألسنة محللي الفضائيات” الأربعاء: “لا أعرف هل أعذر الحكومة أم ألومها على فشلها الإعلامي الكبير في إدارة أزمتين تعرضت لهما البلاد في الأسبوعين الأخيرين، ريجيني والجزيرتين، أعذرها لأنها ورثت غابة من الفوضى الإعلامية، لا يحكمها قانون ولا مواثيق شرف، وتأخر حتى الآن إصدار قانون الإعلام، والتشكيلات التي نص عليها الدستور.. مولد وصاحبه غايب والحقائق تائهة وضائعة، والرأي العام رهينة للتوك شو، لكن ألوم الحكومة لأنها ضعيفة ومترددة، وتعيش في عصر إعلام الاتحاد الاشتراكي، وتخاف من الصحفيين والإعلاميين والمذيعين، وتكتفي بالصمت أو سياسة رد الفعل، وليس الإفصاح والشفافية والمواجهة.”

 

وأضاف الكاتب المصري أنّه “في موضوع الجزيرتين، استدعت الفضائيات قوات التحاليل المحمولة جوا، «اللي له في الموضوع واللي ملوش»، ورغم أنها قضية فنية تتعلق بوثائق تاريخية وقوانين بحرية لترسيم الحدود، إلا أن التحليلات قامت بتسييس الاتفاق المصرى السعودي، وانقسم الرأي فريقين أحدهما يُقسم أنهما سعوديتان، والآخر يحلف أنهما مصريتان، والأغرب أن الإخوان أعداء عبدالناصر استشهدوا بعبدالناصر، والثوريين كارهي مبارك ترحموا على أيامه، غير الخطاب الحماسي العاطفي عن دماء الشهداء على أرض سيناء، وتاهت الحقيقة وجلس الناس أمام الشاشات، كل يبني موقفه في حدود ما يسمع ويشاهد.”

 

وتابع الكاتب “غاب التمهيد المعلوماتي الذين يشبه تمهيد النيران في المعارك الحربية، لتهيئة مسرح العمليات وحماية الرأي العام من الشطط والمعلومات الغائبة، وملأ هذا الفراغ تحليلات وسّعت هوة الخلاف، وتركت ثغرة ينفذ منها نافثو السموم، ليس فقط للانقضاض على مشروع الجسر، ولكن أيضا لإفساد نتائج الزيارة وضخامة المشروعات ودفء العلاقات، ولم تأخذ الاستثمارات المقبلة حقها من النقاش، تماما بنفس أسلوب السجادة الحمراء، وتاهت الرسالة المهمة للزيارة في الزمام، وهي أن السعودية تقول للعالم إن مصر آمنة ومستقرة، ومهيأة لعودة الاستثمارات العربية والأجنبية على نطاق واسع.”

 

واعترف “جبر” قائلا “لست خبيرا ولا عالما ببواطن الأمور، وأتمنى أن يكون مجلس النواب على قدر المسؤولية، من خلال مناقشات عميقة، وأن يستعين بالخبراء المعنيين بالقضية، وليست لهم أهواء سياسية ولا ميول خطابية، وألا يرتدي بعض النواب عباءات محللي الفضائيات، وأن يكونوا مثل هيئات المحكمين فى المحاكم الأمريكية، يستمعون ويناقشون ويبحثون حتى تستقر عقيدتهم، ويصلوا إلى قرار سديد يحسم الجدل، ويصل إلى بر الأمان.”

 

وأردف “لا أتصور أن رجالا ارتدوا البزة العسكرية يمكن أن يفرطوا في شبر من أرض الوطن، ولا يجب إدخال القضية مزاد اللعب على المشاعر وتهييج الرأي العام، ولا تسمح السلطات لدعاوى التظاهر والخروج إلى الميادين، فقد تنفسنا الصعداء بعودة الهدوء واستقرار الأمن، ومن حق من يريد الاختلاف أن يعبر عن رأيه، فالديمقراطية لا تحيا إلا بالرأي والرأي الآخر.. ولا يحب أن نكرر الأخطاء التي ارتكبها البعض بسوء نية في قضية ريجيني، حين زودوا وسائل الإعلام الإيطالية بشائعات فاسدة، تم توظيفها في غير صالح مصر، وأسهمت في زيادة تعقيد الأزمة.”

 

وختم الكاتب المصري كريم جبر مقاله بالتأكيد على أنّ كل سلاح له حدين، والحد النافع للإعلام المصري أن قنواته الخاصة لها السيادة في الفضاء العربي، وتضع الشأن المصري في بؤرة اهتمام المواطن العربي، فانصرف المشاهدون عن الجزيرة وفقدت نسب المشاهدة وهذا شيء إيجابي، أما الحد الضار للإعلام فهو تسويد الصورة ومزادات الشحن والإثارة، وعدم تحديد مفهوم القضايا الوطنية التي يجب الالتزام بثوابها وعدم المساس بها، وهي ليست من أجل رئيس ولا نظام، ولكن للحفاظ على الدولة وتدعيم أركانها، والركن الأساسي هو الشعب الذي يحلم بحياة كريمة ومستقبل مفعم بالأمل.

 

يذكر أنّ تنازل مصر على جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعوديّة كان قد خلّف موجة كبيرة من الإنتقادات لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خصومه وحتّى من أقرب حلفائه.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.