الرئيسية » تحرر الكلام » استدراك المصلحة العليا في سورية ..!

استدراك المصلحة العليا في سورية ..!

المعطيات القديمة الجديدة اليوم تسمح بقلب موازين القوى لصالح المعارضة السورية المدعومة من دول الإقليم المتضررة من التمدد الصفوي ، المتمثل بانتصار بشار وزمرته ولو جزئيا ..وبما أن محاربة تنظيم داعش كانت وأصبحت اولوية الغرب والشرق وأجبر الجميع على تبني هذا الخيار ، فإن استثمار هذا الاتجاه ممكن أيضا في استدراك ما فات سابقا ، لتقوية صف الثوار وتمكينهم حيث أصبح ممكنا الآن التوجه إلى قواعد داعش ، والتي أصبحت منهكة نوعا ما ، وأيضا استغلال الهدنة مع جيش نظام بشار ومناصريه المنهكين أيضا ، والذين رفع عنهم الغطاء الروسي ولو جزئيا..

كل ذلك يمنح فرصة إضافية لهذا التوجه و التركيز عليه وملئ الفراغ على حساب دحر داعش ، التي تسيطر على مساحة شاسعة من الأرض السورية وخاصة تلك التي تحاذي الفرات انطلاقا من الحدود التركية باتجاه حلب أو الرقة قبل أن يتوجه نظام بشار لهذه المناطق والسيطرة عليها ، حيث باتت نواياه واضحة بهذا الخصوص بعد السيطرة على مدينة تدمر والقريتين وسط سورية ، حيث يحاول أن يعيد السيطرة على أكبر مساحة ممكنة ، حتى لو كانت صحراوية غير مأهولة ؛ لكي يكسب شرعية الاستمرار معتمدا على شرعية السيطرة على مساحات شاسعة من الجغرافية السورية ..وبما أن العامل الدولي الذي يتذرع بداعش بادعاء أولوية محاربتها ، فاستغلال هذا الموقف ودعم الثوار بشكل سريع ومركز سيصب في مصلحة كل الذين يريدون إزالة بشار وطقمته المتسلطة بأقصر وقت ، وسيكون تثبيت الثوار في مواقعهم والاستيلاء على مواقع جديدة من داعش عاملا ضاغطا حقيقيا على كل الذين يتآمرون على الثورة السورية ، ويحيكون أنصاف الحلول لها في الكواليس بل يعملون على تصفيتها باتفاقية ديتون جديدة على حساب السوريين ومناصريهم في المنطقة ، هؤلاء جميعا أهدافهم تتعدى سورية..

يجب ألا يخدع السوريون أو داعميهم ، مما يرشح هنا وهناك بأن روسيا والأمريكان يعملون على اتفاق ما ، قد يسمح بازاحة بشار وبعض من حوله في مرحلة ما وهم قد يرتبون لذلك فعلا ، إلا أنه من المؤكد جدا بذات الوقت أنهم يعملون على الإبقاء على طاقمه الحاكم ، وكل أياديه الطويلة في الدولة السورية ليثبت مصالحهم هم ، حيث أنهم تقاسموا النفوذ في المنطقة من جديد ، ومصالحهم تتعارض ومصالح الشعب السوري وأهل المنطقة إلا أنها تسمح بتثبيت مصالح ايران في المنطقة ، متمثلة بزمرة بشار ومن خلفه ” قاسم سليماني ” وحزب الله الارهابي وما يمثله ذلك من خطر على سورية كدولة ، وعلى كل الجوار .. فالغرب والشرق ينسق إدراة المحنة السورية من خلال المحافظة على نظام يواليهم وإدارة بوصلة الثورة ، بما يخدم أهدافهم والذي يخدمه جدا وجود عصابة داعش على الأرض ..!

فيجب قلب الطاولة بحكمة و بهدوء على كل الذين تآمروا على أهل المنطقة ، والذين استثمروا في وجود وتمدد عصابة داعش لتنفيذ مشاريعهم فيها على نار هادئة ، وتصفية كل أحلام وطموحات أهلها ؛ بل محاصرة أهل السنة وتفتيت قواهم بحجة محاربة الارهاب .. فهلا استخدمنا نفس هذه اللافتة اليوم لصالحنا ؟

دعم الثوار للتقدم باتجاه قواعد داعش يجعل الثوار ومناصريهم ، هم من يفرضون رؤيتهم في المشهد السوري في نهاية المطاف ، فلن يستطيع طباخوا ديتون الجديدة أن يفرضوا قواعد لعبتهم إن تم العمل بهذا الاتجاه رغم شراسة مواقفهم ضد الثورة السورية ، لتصفيتها ومحاولة فرض رؤيتهم على السوريين ومسانديهم وذلك بعقد صفقات بينهم يتقاسمون فيها المصالح والنفوذ ، ليقدمونها بعرض مسرحي هزيل وغامض و مبهم .. نسخة أخرى من دايتون البوسنة والهرسك عام 1995 لاينطلي على الشرفاء والمتابعين ، قد يتضمن ازاحة بشار كشخص صوريا ، محاولين دسها في عقول المعارضة السورية المتحاورة معهم ، ليفرضوها لاحقا على أهل الأرض.. إلا أن هذا لعب في النار مجددا ، فإن كل من يحاول القفز على مستحقات الثورة السورية بعد كل هذه التضحيات الكبيرة ، إنما يغش نفسه أولا ، حيث أن الحرب ستستمر لعقود لاحقة لأن السوريين لن يقبلوا بأقل من تصفية عصابة بشار وتنظيف سورية من الرجس الصفوي مهما كلف من تضحيات إضافية قد تتضاعف على المستوى البشري ، حيث أن ماتبقى قد تم تدميره وتهجيره ولم يعد هناك ما يخاف عليه السوريون ؛ ولكن الخوف أن تمتد النار إلى اتجاهات جديدة حطبها نحن أيضا ..

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.