الرئيسية » الهدهد » تقارير غربية: “المرتزقة الروس”.. كلمة السر في مكاسب موسكو الحربية بسوريا

تقارير غربية: “المرتزقة الروس”.. كلمة السر في مكاسب موسكو الحربية بسوريا

كشفت تقارير نشرها موقع “War on the Rocks” الحربي عن أدوار سرية تقوم بها قوات روسية خاصة تسمي “سبيتسناز”، ومعها قوات مرتزقة روس من المتعاقدين العسكريين السابقين ممن كانوا يعملون في هذه الوحدات الخاصة، في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وتزامن هذا مع كشف الخبير والمحلل العسكري السوري العميد الركن أحمد رحال عن وجود 10 شركات روسية على غرار، بلاك ووتر الأمريكية، تعمل في سوريا وتقاتل إلى جانب قوات الأسد.

 

وقال رحال في تقرير نشره موقع “كلنا شركاء” المعارض، أنه من خلال التقصي والمتابعة تم رصد أكثر من عشر شركات قتل روسية متخصصة بالقيام بالأعمال القذرة مقابل المال، أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا لحماية نظام الأسد وتنفيذ مخططاته.

 

وتشير التقارير الغربية وتصريحات المحلل السوري “رحال” لأن هذا يفسر سر استمرار الحرب وتقدم القوات السورية في مناطق عسكرية بالرغم من إعلان روسيا الانسحاب، ويؤكدون أن الانسحاب كان للقوات الرسمية، التي بقي بعضها يقوم بالضربات الجوية ليمهد الطريق للجنود الروس المرتزقة للتقدم مع قوات الجيش السوري.

 

ومن تلك شركات المرتزقة الروسية التي ذكرها موقع “War on the Rocks” كل من:

KSB- Antiterror – MAP – MSGroup – Center g – ATKgroup – Slave corps – PMC Wangner – E.N.O.T – Cossacks.

 

سر الانسحاب الروسي .. المرتزقة

وقد أكدت صحيفة “واشنطن بوست” ان حسم روسيا للموقف العسكري في سوريا لم يتم فقط بناء على تدخل القوات الجوية، وانما بناء على تدخل بري على الارض غير مرئي اعلاميا من قبل قوات خاصه، بخلاف شركات المرتزقة، وقد تأكد ذلك في معركة تحرير تدمر.

 

وسبق للوحدات الخاصة المسماة بـ “سبيتسناز” دخول معارك في افغانستان والشيشان ومناطق اخرى، وهي تابعه للمخابرات العسكرية ولا يزيد عددها على 30الف، وهي مدربه بشكل خاص جدا على مهام كبرى مثل مواجهة مثل مواجهة حروب العصابات واعطاب المراكز الحيوية.

 

وقالت الصحيفة ان هناك اشكالا اخرى للتدخل الروسي، غير التدخل الجوي المعروف من العالم، مثل تدخل وحدات مشاة البحرية لتامين طرطوس واللاذقية، ووجود المستشارين خلف الصفوف، علاوة على التدخل البري المباشر.

كما ان هناك تدخل للوحدات الخاصة لقوات (زاسلون) التابعة للاستخبارات الخارجية، و”كي اس” الشبيهة بقوات القيادة المشتركة الأمريكية.

 

“فاجنر” أشهر شركات المرتزقة الروسية

وتعد شركة “فاجنر” أشهر شركات المرتزقة الروسية العاملة في سوريا، وكانت تسمي شركة “الفرقة السلافية” حينما دخلت الحرب في سوريا عام (2013) وانسحبت بعد أن تكبدت خسائر كبيرة، وتحولت إلى “فرقة فاغنر” التي حاربت في أوكرايينا في شبه جزيرة القرم، ومن ثم انتقلت إلى شرق أوكرايينا في لوغانسك، واسم رئيسها الحركي “فاغنر” الذي عاد مرة أخرى إلى سوريا في خريف عام 2015.

 

و”فاغنر” هو المقدم دميتري وتكين (46) عاما، الذي خدم في القوات الخاصة في منطقة بيشورا في الفرقة 700 اللواء الثاني استخبارات، وكان تعداد مجموعته (93) مقاتلا، قدموا إلى سوريا مع مطلع عام (2013) وخريف عام (2015) وعاد الثلث منهم فقط.

 

والشخصية الثانية في الفرقة، هو “تشوبا” واسمه الأصلي “سيرغي تشوبوف” (51 عاما) برتبة ميجور (رائد)، وقد قتل في ضواحي دمشق في 8 فبراير 2016، وسبق له الحرب في أفغانستان في الفرقة 56، وفي الشيشان في اللواء 46 وتم تسريحه من الخدمة في التسعينيات.

 

ومن الذين قٌتلوا معه “مكسيم كاغانوف” (38) عاما من منطقة جيغولوفسكايا وقٌتل في ريف اللاذقية في الثالث من فبراير 2016.

ويوجد الآن في سوريا ثلاث فرق استطلاع وأعمال خاصة تتبع لـ “فاغنر”، كل واحدة يبلغ تعدادها (100) مقاتل، وهي تعمل ضمن فصائل: 3 فصائل للدعم الناري، فصيل مضاد للطيران، فصيل خاص بالاتصالات، فصيل تأمين وحماية، فصيل خدمات طبية وخدمات، ومجموعهم (600) مقاتل.

 

وتبلغ رواتب أعضاء فرقة “فاغنر” حوالي 3 آلاف دولار شهريا، وهو مبلغ كبير قياسا إلى الدخول المتدنية في موسكو.

 

تسليح المرتزقة

ويشير تقرير أخر كتبه أستاذ الشؤون العالمية في مركز جامعة نيويورك للشؤون العالمية “مارك جلوتي” بموقع “War on the Rocks”، بعنوان: “مرتزقة موسكو في سوريا“، أن تسليح المرتزقة من الشركات الخاصة يعتمد على الدبابة T-90 في المعارك ومعدات ثقيلة مماثلة، وكان لهم دور كبير في إخراج قوات داعش من مدينة “تدمر”، والصور التي نشرت في مدن سورية مدمرة وتدمر وغيرها تظهرهم كأصحاب بشرة حمراء.

 

ويقول إن تقرير استقصائي نشره موقع Fontanka الروسي الإخباري المستقل الأسبوع الماضي، كشف عن هذه القوة المرتزقة التي تسمي “فاغنر”، التي انضمت الي مجموعة “موران” للأمن، وهي شركة أمنية خاصة مسجلة متخصصة في الحماية البحرية، وخاصة توفير الوحدات وحراسة السفن التي تبحر عبر البحار من القراصنة.

 

بوتين وراء المرتزقة

ويشير “مارك جلوتي” لأن الرئيس الروسي بوتين هو من اقترح قبل خمس سنوات، تأسيس هذه الشركات المرتزقة على غرار الشركات الامريكية والبريطانية والفرنسية والاسرائيلية، وكـ “وسيلة لتنفيذ المصالح الوطنية دون التدخل المباشر للدولة”.

ويقول إن نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين طرح عام 2013 فكرة إنشاء مثل هذه الشركات العسكرية بدعم الدولة، وكان هناك مقاومة كبيرة داخل وزارة الدفاع لذلك.

 

ولاحقا تحولت وجهة نظر موسكو من تجاربها الخاصة في أوكرانيا، إلى تدشين فكرة شركات مرتزقة لتقوم بالمغامرات الروسية في الخارج.

 

وأشار أستاذ الشؤون العالمية في مركز جامعة نيويورك للشؤون العالمية “مارك جلوتي”، الي أن نشاط هذه الشركات الخاصة لدعم نظام الأسد، زاد بعد نشرها في اعقاب الانسحاب الروس من سوريا، وأنها شاركت مباشرة في المهام القتالية المباشرة، بجانب الاستطلاع ومهام أمنية خاصة.

 

وقبل التدخل الروسي الرسمي في سبتمبر عام 2015، كانت هناك قوات للعمليات الخاصة الروسية في سوريا تقوم بتوفير التدريب لنظرائهم السوريين وحماية السفارة الروسية وغيرها من المرتزقة مثل (Zaslon)، (زاسلون) تابعة لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.

 

وبحسب تقرير موقع “إيوان 24” فقد شاركت قوات “سبيتسناز” الروسية الخاصة في تأمين القاعدة الجوية “حميميم” التي أنشأتها روسيا في اللاذقية والمنشأة البحرية بطرطوس، كما شاركت في عمليات استطلاع محدودة للمساعدة في تحديد أهداف الغارات الجوية الروسية.

 

تستهدف المعارضة السورية لا داعش

وقال التقرير أن هذه القوات تحارب قوات المعارضة السورية، وليس تنظيم الدولة وأنها شاركت في القتال على الأرض في المناطق المحيطة بحلب، في يناير وفبراير الماضيين.

 

واشار تقرير موقع “War on the Rocks” الي وصول المزيد من القوات الروسية الخاصة، بخلاف “سبيتسناز”، مثل قوات GRU (الاستخبارات العسكرية الروسية)، وقوات (أوترياد)، وهي قوة خاصة تعادل كتيبة سبيتسناز)، وتضم من 230-250 الرجال، وربما مجمعة من عدة وحدات.

 

أيضا هناك قوة بحرية من 431st ، وهي “لواء الاستطلاع البحرية”، بخلاف فريق من قيادة العمليات الخاصة التي شكلت حديثا (كسو)، التي تنشط أساسا في مكافحة القناصة والكشافة، و”فريق إدارة الصراع المخابراتي، وهي جماعة مدنية تحقق في العمليات الروسية في الخارج، بعدما قتلت أول حالة وفاة من “كسو” في سوريا، وهو الكابتن فيدور زورافليف الذي قتل في مارس الجاري.

 

ثلاث مهام

ويشير موقع “وار أون ذي روك” لأن وحدة “سبيتسناز” الخاصة، تشارك في ثلاث مهام: المهمة الأساسية (الأولي) هي استطلاع أرض المعركة في سوريا، وتوجيه نيران المدفعية الروسية والغارات الجوية.

 

والمهمة (الثانية) هي تنفيذ مهام أمنية خاصة، للحماية من “التهديد من الإرهاب” أو أي هجوم تقليدي، وفي هذا السياق تم نشر هذه القوات الخاصة بالفعل في دمشق لحماية النظام في حالة انهياره، وتنظيف اثار التدخل الروسي في حالة سقوطه وعدم وقوع وثائق أو غيرها من المواد التي لا تريد موسكو أن تقع في أيدي الولايات المتحدة.

 

والمهمة (الثالثة) لقوات من سبيتسناز، هي المشاركة مباشرة في القتال وأن نشر هذه القوات الخاصة يدل على أن موسكو لا تنوي الانجرار الى قلب القتال البري، حيث تشارك شركات المرتزقة في أعمال زحف ونشر دبابات لتأمين اللاذقية وقيادة بعض الهجمات، وتستخدم مدافع الهاوتزر بعيدة المدي.

 

ولقد تحدثت مصادر صحفية روسية عن وجود أكثر من 60 عنصر من وحدة GRU والمستشارين العسكريين منتشرة في سوريا، وقالوا إن موسكو تبحث عن تخفيف لدورها في سوريا.

 

قوات خاصة روسية في حمص

وسبق أن نشرت صحف سورية أنباء عن وصول قوات روسية خاصة إلى مواقع لقوات الأسد في محيط مدينة “القريتين” التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لتشارك في قيادة العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الأسد بمساندة من ميلشيات شيعية لبنانية وإيرانية وعراقية لاستعادة المدينة من داعش.

 

حيث وصلت قوات روسية خاصة إلى مواقع لقوات الأسد في محيط مدينة القريتين التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لتشارك في قيادة العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الأسد بمساندة من ميلشيات شيعية لبنانية وإيرانية وعراقية لاستعادة المدينة من داعش.

 

وحسب معلومات خاصة نشرتها المعارضة السورية، فإن مجموعة العسكريين الروس التي تتمركز في محيط “القريتين” ستضطلع بدور تنسيق العمليات بين القوات البرية المهاجمة وطواقم عمل الطيران الروسي والسوري الذي سيمهد جوياً لاقتحام المدينة؛ وهذه المجموعة الروسية شاركت خلال الشهر الماضي في عمليات استعادة السيطرة على مدينة تدمر من قبضة تنظيم داعش.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.